سِرّ – للشاعر مروان مخوّل
تاريخ النشر: 26/11/16 | 6:29سِرّ
ما السّرُّ في أنّ الحبيبَ مُناخُنا الآخر؛
نلوذُ إليهِ، تَفرَحُ أرضُنا اليَبِسَتْ،
ونهرُبُ منه إنْ غطّتْ محاصيلُ المَفاتنِ
كلَّ تُربتِنا فنَندَمْ؟
ما سرُّ هذا الكونِ؛ هل نبني معًا لهَفًا على
لهَفٍ، لنُكملَ خيمةَ الإحساسِ
ثمّ تجيءُ ريحٌ، أيُّ ريحٍ لن تُراعِينا فنُهدَمْ؟
ما سرُّ هذا الوصلِ فَعّلَنا
نُجدّدُ ما يشيخُ مع السّنينَ من الليالي
حيثُ ننشَطُ في صباحاتٍ تُحرّكُنا على الإيقاعِ
نرقصُ رقصةَ العرّافِ: أنّ الوقتَ
عدّاءٌ وأنّا خلفَهُ نُهزمْ؟
ما السّرُّ في سرٍّ يجرّبه جميعُ النّاسِ يا قلبي؟
أتوهِمُ نبضَك الفعّالَ أنَّكَ وحدَكَ الخفّاقُ في
حفلِ الحياةِ، وأنّ وجدَكَ
جدولٌ يجري ولا يهرمْ؟
خُذْ حِيطَةَ الغِزلانِ ترتقبُ التّماسيحَ الخبيثةَ إنْ وَردْتَ
ضِفافَ مَن سَحَرتكَ واعلَمْ أنّ أجملَهُنّ
أكثرُهُنّ هولًا يومَ تُصدمْ.
أنا لا أُغالي في التّناقضِ بل
لِفرطِ هشاشتي في الحبِّ أسلمتُ الّتي أهوى
زِمامَ حبالِ مِشنقتي، لتلمَسَ جسميَ الفاني ثوانيَ
ثمّ أشكرُها وأُعدَمْ.
مروان مخوّل
تشرين الأوّل/ أكتوبر 2015