في تل أبيب…
تاريخ النشر: 27/11/16 | 7:02عَندَليبٌ يَتَقافَزُ ,
في شَوَارِعِ تَلْ أبِيبْ.
مُطْمَئِنَّاً ويُغَرِّدُ باغْتِبَاطٍ ,
وحَسَاسينِ المَكَانِ حَولهُ
فِي رَقصَة ٍلم يألفُوهَا سَابقاً ,
فَوقَ رَصِيفِ دِيزنْغُوفْ .
لَونُهُ لون التُّرَابْ ,
وجْهُهُ مِنْ لَفْحِ شَمْسٍ أَسْمَرٌ ,
يَبْدُو نَقيضَاَ ,
جاءَ مِنْ أَرضٍ يَبَابْ .
مَن يَكونُ يَا تُرَى ؟؟
وَرِيشُهُ مُغبَّرٌ مِنْقَارُهُ مُخَرَّمٌ ,
عَيْناهُ حَمْرَاوانِ مِنْ ذُعْرٍ ,
بِتِطْوافٍ تَجَلَّى فِي العُيُون .
خَافَهُ الحَسُّونُ طَارْ ,
شَكَّتْ الأَطيَارُ فِيهِ تَتَسَاءَلُ ,
مَنْ يَكُون ؟
فاسْتَجَارَ بالفَرَارَ ,
واسْتَعَانُوا بِالغُرَابْ .
صَفْرَةُ الإنْذَارِ دَوَّتْ فِي الْعُلَا ,
مُخَرّبٌ يَعْلُو البيُوتَ فَاحْذرُوه ,
يَا أَهَالِي تلْ أَبيِب.
هَرَعَتْ قُوَّاتُ غِربَانٍ ,
وقُطْعَانُ ذِئَابٍ ,
ولَفِيفٌ مِنْ خَنَازِيرِ المَكَانِ ,
ووحوشٌ وَقُرُودٌ ,
خَلْفَهَا بِضْعُ حَميرٍ ,
تَحْمِلُ أَعْتَى السّلاحِ تَحْتَمي بينَ الكِلاب .
كُلُّهُمْ تَجَحْفَلوا رَهْنَ إِشارَةِ الغُرَاب .
أُلقِيَ القَبْضَ عَليهِ سَالِمَاً مُستَسلِمَاً ,
لكِنَّمَا انْقَضّ عَليهِ القِرْدُ ,
واجْتَثَّ الجَنَاح ,
وعَلا صَخْبُ الوحُوشِ والنُّبَاحْ ,
حِينَ صَاحْ ,
مِن نَزيفٍ مُوجِعٍ آآآه ,
يَسْأَلونَهُ رَغْمَ جُرْحِهِ يُجيب .
مَنْ تَكُون ؟؟
شَارِداً بَيْنَ البيُوتِ ,
تَتَقَصَّى كاَلْحَرَامِيِّ الأَريبْ ؟؟
هَزَّ رأسَهُ سَاخِراً منهُمْ أَجاب :
كُنْتُ أَسْأَلُ عِنْ سَفَارةِ الجِمَال ِ!!!
وتُنْكِرونَ أَنَّ في الشَّرْقِ جِمَالْ ,
قُلْتُمُ أَرضُ ذِئابٍ مِن هَدَايَا الإنْتِداب .
صرتُ أَسْتَقْصِي الشَّوَارِعَ ,
أَبتَغِي السَّفارَةَ ,
لِأَنَّهُم أَمْس دَعُوني لاسْتِلَامِ ,
” مِنْحَةَ دَاعِي التَّعَايُش”
في بلاد الإِغْتِصاب .
بقلم أحمد طه – كوكب ابو الهيجاء