لوزان السويسرية.. جمال متعدد المعالم
تاريخ النشر: 30/03/14 | 22:08تعد لوزان أكثر المدن السويسرية تميزاً وتنوعاً بما توفره لضيوفها، الساعين إلى إقامة بعيدة عن صخب وهموم الحياة اليومية، من إمكانياتٍ لا تحصى للتسوق والترفيه وطلب العلم والتطبب والاستجمام، وكأنها عاصمة صغيرة ذات جمال متعدد المعالم.
وللمدينة موقع فريد من نوعه ويسهل الوصول إليها من أي مكان في سويسرا، على اعتبار أنها تبعد عن مطار جنيف الدولي 60 كيلومتراً فقط. كما يمكن القدوم إليها عبر إحدى السفن البخارية التاريخية في جو رومانسي.
فضلاً عن أن طرق السيارات السريعة الآتية من الشرق أو الغرب أو الشمال كلها تؤدي إلى لوزان، من دون نسيان شبكة القطارات التي تربطها بكل قرية في سويسرا. وتجري في المدينة أربعة أنهار تخترق أجمل الأماكن الجبلية، وتصطف على جنباتها الغابات، لتزيدها رونقاً يلفه شذى الأشجار، فيما بني وسطها على ثلاث تلال تربطها العديد من الجسور الجميلة.
ومن لوزان، يمكن للمسافر أن يصل بسهولة إلى مدينتي مونترو ولوزيرن، وحصن "تشيليون"، وقمة "ماترهورن" قرب منتجع زيرمات، وبلدة غرويير المشهورة بتصنيع الجبن، أو منتجع شامونيكس الفرنسي للتزلج على الثلج. وكذلك، فإن لوزان رابع أكبر مدن سويسرا وثاني أكبرها ممن تقع على ضفاف بحيرة جنيف، حيث تطل عليها من جهة الشمال.
ويسمى الجزء المطل من البحيرة على لوزان "بحيرة ليمان"، وهو اسم بحيرة جنيف الأصلي. وتحمل المدينة العديد من الألقاب مثل "ؤلؤة بحيرة جنيف" و"العاصمة الأولمبية"، بما أنها تضم مقر اللجنة الأولمبية الدولية ومتحفها المشهور، و"مدينة العلم والصحة".
ومن عوامل تميز لوزان أيضاً، كونها المدينة التي تُشتم فيها رائحة الريف، بوقوعها وسط طبيعة ساحرة تحيط بها كروم العنب والحقول والمروج والغابات في مناظر تأسر الألباب، عدا عن تناثر الحدائق الغنّاء والمتنزهات التي تتجاوز مساحتها مجتمعة 350 هكتاراً، وأبرزها حديقة النباتات التي تحتوي على أصناف مختلفة من الزهور.
والحقيقة الغريبة في لوزان هي أنه بالإمكان اكتشافها بكل يسر وبمختلف الطرق: سيراً على الأقدام أو بواسطة الدراجات الهوائية التي يمكن استئجارها أو عبر المترو أو الحافلات أو سيارات الأجرة. والمدهش أن المدينة مكونة من ثلاثة طوابق، إن صح التعبير. وفي كل طابق من هذه الطوابق الجبلية، التي نحتها الإنسان لتكون منبسطات، توجد كل مستلزمات المدينة العصرية النموذجية.
لكن الشيء الغريب في لوزان، والتي هي عبارة عن ثلاث مدن في واحدة، أن الانتقال من الطابق الأسفل إلى الثاني أو الثالث بالنسبة للمشاة لا يتطلب سوى دقائق قليلة. ففي كل شارع رئيسي تقريباً يوجد مصعد كهربائي واسع يستخدم لغرض الصعود أو النزول من وإلى هذه الطوابق، وكأن لوزان ناطحة سحاب.
وبالإمكان أيضاً الوقوف في الطابق الثاني أو الثالث لمشاهدة الطابق الأرضي. وهكذا، فإن المساحات بين هذه الطوابق مفتوحة وطبيعية وتربطها طرق جبلية مخصصة لسير السيارات والعربات والمشاة. وإن كنتم من هواة التريض، فمن المفيد السير في أزقة المدينة وصعود طوابقها، وكأن كل طبقة تنفصل عن الأخرى بشارعٍ مرصوف ينقلكم من قسم إلى آخر، حتى يكاد المرء يشعر أنه يتدحرج نزولاً من شدة انحدار الشوارع التي تفصل الطبقات.
الاسم معجب سرقتوه مني. ههههههههههه