عامان على استشهاد جابي قديس وجرح يافا ينزف
تاريخ النشر: 07/01/14 | 21:33عامان على استشهاد المناضل والقائد جابي قديس ابن مدينة يافا الذي طالته يد الغدر بتاريخ 6.1.2012 وما زالت زوجته فاديا لا تصدق الواقع من حولها وان الشهيد جابي زوجها فارقها مخلفا لها انيس، دينيس، ساندي، وتريسي لتصبح لهم الام والأب و المرشد الوحيد لهم.
واستشهاد جابي واغتياله وقع كالصاعقة حيث اعتبر هذا الاغتيال الاثم اغتيالا سياسيا اقترفته ايدي اثمة تعمل لحساب جهات غريبة كان يقف لها بالمرصاد ويفشل مختطاتها فعمل على اللحمة المسيحية الاسلامية بيافا ووقف شوكة لمنع تسريب الاوقاف العربية وكان معيقا لتنفيذ مختطات تهويد يافا والأرض العربية .
ان الشهيد جابي انيس قديس من مواليد 1960 نشا وترعرع بعائلة مثقفة تشجع العلم وأسسها المحبة المسيحية والعطاء ومساعدة الغير وحب يافا وأهل يافا والوطن والمساواة بين الانسان وأخيه الانسان بدون التفرقة بالدين والقومية والعائلية .
والشهيد جابي قديس بعد انهاء المرحله التعليمية الثانوية انتسب الى الجامعه وتعلم المحاماة والحوسبة وأكمل تعليمه الجامعي بامتياز وتفوق وكان طالبا لامعا حصل على شهادة المحاماة وأيضا شهادة مدقق حسابات رسمي وافتتح مكتبا خاصا فيه وزاول عمله بنجاح وتفاني ونال على تقدير ومحبة من عرفه وتعامل معه وشهد له بالإخلاص وتفانيه ومحبته ليافا وأهلها ومجتمعها وإيمانه باستطاعته على التغيير ومحاربه الافات السلبية بمجتمع يافا ونبذ العنف وتفشي السموم وعمل على تثبيت سكانها العرب وصمودهم امام مخططات التهويد وبشتى الاساليب وإيمانا بوحدة يافا بأهلها من مسيحيين ومسلمين وترسيخ التعايش الوحدوي المشترك وتحرير الاوقاف العربية انتقل للعمل الاجتماعي التطوعي الرسمي.
وفي عام 1989 انتخب عضوا للهيئة الادارية للجمعية الخيرية الارثوذوكسية وحمل هموم الطائفة العربية الارثوذوكسية مع رفاقه بالجمعية الارثوذوكسية وأبناء يافا الشرفاء وانتخب رئيس للجمعية وقادها بإخلاص وثبت اللحمة المسيحية الاسلامية بالعمل وليس بالكلام والشعارات ووقف مدافعا عن الاوقاف بثبات وخط وطني واجه الظلم واستبداد الظالمين بعزم وإيمان وانتصر بالكثير من القضايا مع اخوته المناضلين مما جعل من حوله التفافا جماهيريا وطنيا اعاد اللحمة لأهل يافا وافشل مخططات التفرقة والعنصرية التي كانت تحيكها المؤسسات الصهيونية والرسمية وأيضا البطريركية الاورثوذوكسيه بالقدس والعابثين لأهداف شخصية وأصبح المثل الذي يحتذى فيه بأصالته وإخلاصه وإيمانه العميق بقضايا الوطن وأصبح عنوانا للمستضعفين يشع نورا للحق والعدل وأعادة الحقوق المسلوبة.
وبعد انتصاراته ونجاحه مع الجمعية وأبناء يافا بتحرير املاك للطائفة الارثوذوكسيه بالمحاكم على البطريركية وأخويه القبر المقدس وإجبارهم على اتفاق تنازل عن الاوقاف المحيطة بكنيسة الخضر لتثبت ملكية الجمعية والطائفة لهذه الاملاك ومنع البطريركية من تكملة بيع مشروع اندرو ميدا التهويدي كما وقام بفضح عدة صفقات بيع للأوقاف الارثوذوكسية في القدس قامت البطريركية بيعها سرا تحت اتفاقيات بأسماء وأساليب مختلفة ووقف مناصرا للرهبان العرب والكهنة الوطنيين ودعم المطالب الوطنيه والشرعية للجنة التنفيذيه للمؤتمر الوطني ورفض حكم الابرتهايد العنصري للرهبان اليونان بالبطريركية بتعاملهم مع الطائفة العربية وامن من اجل التحرر منهم وأعاده الحق العربي المسلوب منذ عام 1534 حيث بدا سيطرة الرهبنة اليونانية بقوة الدولة العثمانية وأصبح يعتبر حجر عثرة امام تنفيذ مشاريع بيع الاوقاف ومخططات تهويد يافا .
ومن اجل فك اللحمة اليافوية الاسلامية المسيحية وترسيخ مختطات التهويد وتسريب الاوقاف ظهرت فئات في يافا وعلى راسها سيء الصيت طلال ابو منه الذي قام بتحالف مع البطريرك والبطريركية وهذا كان على العلن وبافتخار حيث كثرت الزيارات العلنية التي نشرت بالأعلام بينهم بيافا والقدس والتي كان كما يبدوا موافقة من البطريركية بإعطاء توكيل لطلال ابو منه بالتصرف بأملاك الطائفة بيافا وعقاراتها والمخفي بهذه الاتفاقيات كما يبدو كثيرة وبدا مسلسل التهديد والتخويف والاعتداء على اعضاء الجمعية كي يتراجعوا عن مواقفهم الوطنية وتحرير الاوقاف وتم تبليغ الشرطة وفتح ملفات على هذه الاعتداءات وكان اهمها بالاعتداء الشخصي والمباشر من طلال ابو منه على الشهيد جابي قديس بكنيسة الخضر.
وهذه الانتهاكات لم تخيف الشهيد جابي قديس ولا اعضاء الجمعية الارثوذوكسية بل زادتهم اصرارا على موقفهم الوطني بالدفاع عن الاوقاف وتحريرها.
وفي صباح اليوم ذهب الشهيد جابي على راس وفد مسيحي ليتضامن مع ابناء الطائفة الاسلامية بمسجد ابو سيف التي حاولت المؤسسة منعهم من الصلاة بمكبرات الصوت والشهيد جابي يحثهم بعدم التنازل عن حقهم بالصلاة وليخطب فيهم بعد انتهاء صلاة الجمعه وقال جملته المشهورة حافظوا على علاقات الاخوه والمحبة والتسامح بين المسلمين والمسيحيين في هذه المدينه التاريخيه يافا.
ولتأتي ساعة الغدر في مساء الجمعة ليلة الميلاد شرقي في 6.1. 2012 بعد انتهاء المسيرة الاحتفالية التقليدية الكشفية ليتنكر مجهول بلباس بابا ناويل ويطعن القائد والرئيس المدافع عن الاوقاف بصدره ليرديه شهيدا . شهيد الوطن والطائفة والقضية العربية ولتهب يافا والمجتمع العربي بالاستنكار لهذه الجريمة النكراء ولأول مرة يتم تقديم المساعده للشرطة طوعا وإعطاء الكاميرات والتسجيلات للوحدة الخاصة التي تشكلت لاكتشاف مرتكبي الجريمة كما وأعطيت الفتاوى للمساهمة باكتشاف القتله ومقترفي هذه الجريمة.
وقامت الشرطة باعتقال عدد من الاشخاص وبالنهاية اعلنت انها استطاعت حل لغز الجريمة ومرتكبيها وهم طلال ابو منه وتهمته التآمر والتخطيط لجريمة القتل والمساعدة بعد تنفيذ الجريمة بالاختفاء وهو من مواليد 1956 والمتهم الثاني فؤاد جميل ابو منه من مواليد 1986 تهمته القتل وهو يرتدي لباس بابانا ويل حيث قام بطعن الشهيد بالسكين والمتهم الثالث توفيق دلو من مواليد 1987 وتهمته المساهمة والمساعدة بتنفيذ جريمة القتل كما وأطلق سراح فؤاد ابن ريمون من مواليد 1987 وطوني ابو منه من مواليد 1987 وهم من اقرباء طلال بشروط مقيدة وبحبس منزلي.
ويطالب اهالي يافا والمجتمع العربي انزال اقصى العقوبة بقتله الشهيد جابي قديس ليكون درسا وعبرة كما ويطالبوا بتخليد اسم الشهيد جابي على شوارع بالمدينة وعلى مؤسسات رسمية.