بيان بخصوص إفتتاح مركز الشرطة في كفركنا
تاريخ النشر: 03/12/16 | 10:05أهلنا في كفركنا: يدور الحديث هذه الأيام عن إقامة مركز للشرطة في بلدنا الحبيب، وإننا كأبناء لهذا البلد شربنا من ينابيعه وترعرعنا في حواكيره، نرى أن واجبنا أن نقول رأينا بالموضوع، حباً لبلدنا وحرصاً على مصلحة أهلنا وإخواننا وأبنائنا.
معلوم أن الشرطة الإسرائيلية لا تريد لنا الخير.
1-لو أرادت لنا الخير لما قامت بقتل خيرة من شبابنا: خير الدين حمدان، صبري حمدان، محمد خمايسي، محمد خطيب، محسن طه، عدا عن الاعتداء على العشرات منهم لمجرد احتجاجهم على ممارسات الدولة العنصرية.
2-لو أرادت لنا الخير لما تمّ ترك قاتلي هؤلاء الشباب دون أي عقاب بل دون أي محاكمة أو حساب.
3-لو أرادت لنا الخير لما سارعت لاحتلال بلدنا لهدم بيوتنا بجيوش جرارة تترافق مع استفزاز الأهالي والاعتداء على حرمات البيوت.
4-لو أرادت لنا الخير لقامت بملاحقة مرتكبي المخالفات المتكررة والمخالفين للقوانين والمعتدين على حقوق الناس، لا كما تفعل حين تأتي أحيانا بقوّات “اليسام” إلى بلدنا لضبط السير كما تزعم فتغلق الطرق وتتهم السائقين بارتكاب مخالفات لم يرتكبوها لتستفزهم وتجرّهم إلى العنف لتبرير الاعتداء عليهم.
أهلنا الأحباب
الذريعة التي يتم استعمالها لتسويق فكرة إقامة مركز للشرطة هي محاربة العنف وفوضى السّلاح، وهنا نطرح عدّة تساؤلات:
1-لو كانت الشرطة معنيّة فعلاً في أن تجمع السّلاح، هل هناك فرق بين أن يكون مقرّها في كفركنا أو في الناصرة العليا؟
2-ولو جمعت كل السّلاح، هل السلاح الناري هو الأداة أو الطريقة الوحيدة لممارسة العنف والقتل؟ لن يتوقف العنف ولا القتل ولو جُمعت كل قطع السّلاح وما دامت ثقافة العنف مغروسة في بعضنا فالقتل يمكن تنفيذه حتى بإبرة خياطة !
3-رئيس المجلس السيد مجاهد عواودة كان في أمسية مكافحة العنف قد ذكر نقطة هي هامّة جداً لا يمكن أن نفهمها إلا كدليل على ما نقول. قال: “أهل قرية عيلوط المجاورة أمضوا سنوات طويلة يقتل بعضهم بعضاً بالأسلحة النارية، والشرطة كانت تتفرج ولم تحرّك ساكناً وحين خرجت رصاصة واحدة بالخطأ على كيبوتس شمشيت، قامت الشرطة بجمع كل السّلاح خلال فترة قصيرة جداً” (انتهى). وهذا في الواقع يؤكد لنا أن الشرطة لا يهمها أبداً أن تفرض النظام وتجمع السّلاح ما دمنا نستخدمه ضد بعضنا البعض، وأنها بالعكس ربما تكون مسرورة بتفسّخ النسيج المجتمعي واستمرار المشاكل بين أهل البلد الواحد. فهل فتح مركز لها سيغيّر من الواقع أي شيء؟
4- معلوم أن وجود مركز للشرطة في البلدان العربية لا يساهم أبداً في تقليل الجرائم والعنف. اسألوا أم الفحم وكفر قاسم وطمرة والطّيبة، هل قلّت فيها الجرائم وانخفض منسوب العنف بعد فتح مراكز للشرطة؟ بل اسألوا مدينة الناصرة التي يتواجد فيها مركز للشرطة بل وأيضاً مركز قيادة لواء شرطة الشمال بحاله؛ فهل توقف العنف والقتل في الناصرة؟ اسألوا سليم عبد الخالق من الناصرة واسألوا حسين محاجنة من أم الفحم واسألوا محمد جوابرة من كفر قاسم وكلّهم قتلوا خلال الأشهر الأخيرة فقط عن رأيهم بالموضوع ! بل إن الكثير من الشواهد تشير إلى أن العنف والجريمة في بعض البلاد تزداد بعد دخول الشرطة لأن رؤوس الإجرام ترغب في تحدّي الشرطة فتزيد من نشاطاتها الإجرامية، فضلاً عن أن تدخّل الشرطة في كثير من القضايا يعقّد الأمور ولا يحلّها.
5- عدا عن أن وجود الشرطة لا يفيد بل يضرّ، فإن مركز الشرطة سيصبح مركزاً لتجنيد العملاء والعيون والأذرع الشرطية وزرعها بين أبناء بلدنا ، ومعلوم أن هذه العيون وتلك الأذرع هي ما تسبب الكثير من الفتن والقلاقل بين أفراد العائلة الواحدة أو البلد الواحد.
6- الشرطة ستصبح أيضاً العنوان لكل مشكلة كبيرة وصغيرة في داخل العائلة. وبدل أن تأخذ لجان الإصلاح أو المختصين في المشاكل الأسرة دورهم لحل المشاكل ونزع فتيل الأزمات، ستصبح الشرطة هي الملاذ لكل امرأة أو رجل يعاني من معضلة صغيرة يمكن حلها بطرق كثيرة، لكن بعد نقلها للشرطة ستتعقّد وسيتم تحريض طرف ضد طرف وتكبر القصّة وتصبح قنبلة تنفجر بعد أن كانت مجرد فتيل كان يمكن نزعه بكلمة طيّبة.
أهلنا الأحباب: العنف والقتل موجود قبل وجود السّلاح وبالتالي فإنهاء وجود السلاح حتماً لن يُنهي العنف. وبالتالي فوجود الشرطة لن يغيّر نفسياتنا ولن يحلّ آفة العنف بل هناك بدائل كثيرة مطروحة على الطاولة ويجب تفعيلها بدل إبقائها في الأدراج المغلقة. نحن ندرك أن كل أهل بلدنا مجمعون على رفض هذا التواجد الشرطي في بلدنا، لكن بياننا هذا امتداد لموقف لجنة المتابعة القطرية التي تمثل كافة الأحزاب السياسية، ولموقف اللجنة الشعبية المحليّة وكافة الأطر السياسية ومعظم أعضاء المجلس وامتداد لكل موقف حُرّ ورافض. إن بياننا هو رسالة تذكير لإدارة مجلسنا المحلّي رئيساً وأعضاء، تذكير بأن البلد أمانة في أعناقهم، وأن الأمل فيهم هو أن يرفضوا إقامة هذا المركز في بلدنا بلد الشهداء والتضحيات والقامات الوطنية، وإلا، فإن أي قطرة دم تسيل بيد الشرطة، وأي حجر من بيت عامر تشرف على هدمه الشرطة، وأي دمعة أم تكون الشرطة السبب في ذرفها، سوف يتحمل مسؤوليتها كل من يوافق ويروّج ويسعى لإقامة هذا المركز في هذا البلد، وسيحاسب على موقفه هذا يوم الدّين.
نهيب بكم أهل بلدنا كافة، وإدارة المجلس رئيسا وأعضاء ، أن نقف وقفة واعية ومسؤولة وأن ننهي وإلى الأبد موضوع فتح مركز شرطة في بلدنا. وإلا، فاذهبوا وزوروا الشهداء وقولوا لهم إنكم مرحّبون بفتح مركز للشرطة التي قتلتهم، في بلدهم ومسقط رأسهم!
أبناؤكم: شباب كفركنا لغدٍ أفضل