القلب: “الرجفان الأذيني” من التشخيص إلى العلاج الأحدث
تاريخ النشر: 03/12/16 | 9:06يُعرف مرض الرجفان الأذيني بأنّه عدم انتظام النبضات في الحجرات العلوية للقلب (الأذينان)، ويتسبب بعدم كفاءة وظيفة الضخ لدى القلب، ويؤدي عادةً إلى مشاكل أخرى في وتيرة نبضات القلب، بالإضافة إلى تعب مزمن وصعوبة في التنفس وقصور في القلب.
يؤثر الرجفان الأذيني على 7 ملايين شخص حول العالم. نصف المرضى المشخّصين بالمرض لا تنجح الأدوية في علاجهم، أما المرضى الذين لا يتعالجون فهم معرّضون للإصابة بالسكتة الدماغية بمعدلات تصل إلى خمسة أضعاف.
ويعتبر مرض الرجفان الأذيني اضطراب نبضات القلب الأكثر شيوعاً في العالم، حيث يصاب بهذه الحالة واحد من بين كل أربعة أفراد فوق سن 40 عاماً، كما أن المصابين بالرجفان الأذيني معرّضون للإصابة بجلطات الدم، والتي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية خمسة أضعاف، إذ تعتبر السكتة الإقفارية النوع الأكثر انتشاراً من السكتات الدماغية المتعلقة بالرجفان الأذيني، بنسبة تصل إلى 92% من السكتات، وعادةً ما تؤدي الإصابة بحالة من الوهن الشديد.
ماهية المرض
يتسبب الرجفان الأذيني بتجمع الدم في الأذينين ويشكل خثرة دموية، ويمكن لهذه الخثرة الدموية أن تتحرك من القلب وتنتقل إلى الدماغ، مما يعيق تدفق الدم إلى الدماغ، ويتسبب في السكتة الدماغية. ويمكن للخثرة أن تتسبب أيضاً في إعاقة وصول الدم إلى أعضاء أخرى من الجسم. وتحدث حالات الرجفان الأذيني عادةً بالتزامن مع عوامل الخطر، مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض القلبي الصمامي والسكري ومرض الكلى المزمن والسمنة وخسارة الوزن وداء الانسداد الرئوي المزمن وانقطاع النفس أثناء النوم وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى. وأشارت دراسة إلى أن حالات الإصابة بمرض الرجفان الأذيني بين الجنسيات العربية وآسيا الجنوبية تقدّر بنسبة 1.8%.
مؤتمر “الرجفان الأذيني 360”
وقد نظّمت شركة بوهرنجر إنجلهايم، الرائدة في صناعة الأدوية، وشركة ميدترونيك المتخصصة في التقنية والخدمات الطبية مؤتمر ’الرجفان الأذيني 360‘ الذي يشمل البراهين السائدة والممارسات السريرية. وحضره ما يزيد على 120 من أبرز أطباء القلب والأعصاب من منطقة الشرق العربي والسعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، وناقشوا فيه النهج الشامل والحلول لعلاج مرض الرجفان الأذيني باستخدام أحدث المبادئ التوجيهية من الجمعية الأوروبية لطب القلب.
العلاجات…
ومن بين الابتكارات الدوائية التي تمَّ تسليط الضوء عليها خلال المؤتمر،أساليب العلاج المضادّ لتخثر الدم والتي أثبتت فعاليتها العالية في الوقاية من السكتات الدماغية المرتبطة بالرجفان الأذيني وإنقاذ حياة المرضى من عواقبها. حيث ما تزال الوقاية من السكتة الإقفارية في حالات المرض بالرجفان الأذيني أولوية في العلاج، والهدف السريري الأساسي من العلاج المضادّ لتخثر الدم هو الوقاية منها. أما الابتكارات في مجال الأجهزة الطبية، فهي تضم علاجاً يسمى “الجذ القثطاري”، وهو عبارة عن عملية استئصال لعلاج الرجفان الأذيني من خلال إيقاف النبض السريع للحجرات العلوية في القلب من خلال الاستئصال أو منع نقل الرجفان الأذيني عبر عزل الوريد الرئوي. وثبتت سلامة هذا الإجراء لدى المرضى الذين لم تنجح معهم العلاجات الدوائية.
اسلوب الحياة هو المسؤول!
“إنَّ التغيّر السريع في نمط الحياة في الشرق الأوسط هو السبب الرئيسي وراء التصاعد الخطير في مستويات انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية في المنطقة. والأعباء الثقيلة لأمراض القلب والأوعية الدموية مرتبطة بشكل مباشر بالانتشار الواسع لعوامل الخطر المعروفة، مثل ارتفاع ضغط الدم والتدخين وارتفاع مستويات الكولسترول ومرض السكري والسمنة ونمط الحياة الخامل”، حسبما أكّد الدكتور موريس خوري، الرئيس المشارك لمجموعة اضطراب نبضات القلب في الجمعية اللبنانية لطب القلب. ونوّه إلى أن عوامل الخطر هذه تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية الفتاكة، متسببةً بخسائر كبيرة بين الأفراد العرب بسنّ مبكرة. وقال: “يعتبر الرجفان الأذيني ذو تأثير كبير على الصحة العامة، لكونه يتسبب في تزايد خطر السكتة الدماغية والدخول إلى المستشفى، فقد انتقل التركيز في رعاية المريض في وقتنا الحالي من معالجة أعراض المرض فقط إلى الحدّ من عوامل الخطر وتوجيه التغيير في نمط حياة المريض. ومرض الرجفان الأذيني عادةً هو مشكلة صحية مزمنة، لكنه الآن أصبح حالة صحية قابلة للشفاء وبنتائج جيدة”.