مخطط كيري التصفوي للقضية الفلسطينية.. ما العمل؟
تاريخ النشر: 02/02/14 | 4:38أعزائي القراء، السلام عليكم ورحمة الله
بداية أود أن أشكر كل من يقرأ أو يتابع مقالاتي التي أنشرها من حين لآخر، وهي مقالات تعبر عن أحاسيس وأماني تختلج كل عربي وكل مسلم في هذه الأيام (ليس أكثر)، وهي في غالبيتها تعبير عن حالة حيرة يعيشها كل إنسان على ضؤ ما يحدث بالعالم أكثر منها حالة وعي يمكن أن نخلص من خلاله إلى إستنتاجات أو خطط واضحة للعمل.
اليوم، قررت أن أشارككم في ما يدور في صدري لآخر مرة، لأنني أنوي الإعتكاف عن الكتابة في المرحلة الحالية بسبب مشاغل شخصية سأتفرع للإهتمام بها بالفترة القادمة، فأرجوا للجميع التوفيق وأسأل الله تعالى أن يختار ما فيه خير لإمتنا وجميع المسلمين.
موضوع اليوم: خطة كيري والمصالحة:
تتسارع الأحداث يوماً بعد يوم وتتوارد الأخبار لحظة بعد لحظة دون أن تعطينا الفرصة لإلتقاط أنفاسنا لإستيعاب ما يجري أو حتى لنقول مجرد كلمة تمهلوا! رويدكم، نحن لم نعد نواكب ما يحدث على صعيد المفاوضات التي ترشح كل ساعة عنها أخبار تصيبنا بالصدمة بسبب حجم التنازلات التي تحملها، ولم نعد نواكب أيضاً تسارع الخطى نحو المصلحة الفلسطينية بسبب الإختراقات التي تحدث فجأة دون تمهيد ولا سابق إنذار دون أي سبب حقيقي يمكن ان نتمسك به على الأرض يضمن نجاح هذه المصالحة وديمومتها.
بداية، أود أن أنوه لجميع القراء الأعزاء بأنه لا يوجد إنسان اليوم يمكنه أن يدعي أنه يملك الحل السحري للقضية الفلسطينية على الصعيد الداخلي (الفلسطيني) او الخارجي، وبأن جميع الأرآء هي في خانة الخطأ حيث يثبت عكسها.
لقد شاهدنا خلال الأيام الماضية تحركات جدية ومتسارعة في إتجاه المصالحة الفلسطينية (أصابتني بالرهبة حقيقةً والتساؤل إذا ما كان هذا هو الوقت المناسب فعلاً للمصالحة، أو أن هذه الإجراءات هي المطلوبة حالياً) بالتزامن مع الجهود التي تبذلها بعض الدول لتصفية القضية الفلسطينية عن طريق ضرب جميع الثوابت والمسلمات التي يؤمن بها الشعب الفلسطيني نفسه، فنادينا أن واجب جميع الفلسطينيين على إختلاف إنتمائاتهم الوقوف أمام هذه المخططات التصفوية للقضية الفلسطينية بدل الغنشغال في أمور ثانوية، لأن النتائج فعلاً ستكون سيئة على القضية الفلسطينية على مدار العقود القادمة إذا ما تم توقيع مثل هذه الإتفاقية التي تفرط بكل مكونات القضية الفلسطينية.
إذاً، ما الحل؟
المصالحة؟؟! إستمرار الإنقسام؟؟!
الجواب: لا أدري، فأنا لست من هواة الإنقسام ولا أحب أن أدعوا له، ولكن من جهة اخرى قد أفضل بقاء الإنقسام بالفترة الحالية إذا ما إتضح أن المصالحة قد تكون منفذاً لجلب المصائب على الشعب الفلسطيني وربما التهيئة لمواجهة داخلية أكبر بين الفلسطينيين إذا حدثت إنتكاسة جديدة ويحصل سفك دماء بين الفلسطينيين، وكذلك نحن لا نريد أي مصالحة تؤدي إلى عودة الأوضاع في غزة إلى ما قبل الأحداث التي جرت في 2006، نحن كنا نتمنى أن تكون جميع الفصائل على قدر المسؤولية وأن تضع يدها سوياً لرفع القضية الفلسطينية من الحضيض الذي وصلت إليه، ولكن ليس على حساب المخاطرة بالإنجازات التي حققها الشعب الفلسطيني في الفترة الماضية.
لذا، أحب أن أؤكد في هذه اللحظة الحرجة مبدأ أن "أهل مكة أدرى بشعابها" وعلى جميع الفصائل أن تدرس خياراتها جيداً وأن تختار الخيار الأفضل الذي يحافظ على الثوابت ويخدم القضية الفلسطينية ويضمن إستمرارية صمودها ويحافظ على كل ما تحقق من إنجازات على أرض الواقع، فرب حكمة لا يدركها المرء يخالها شراً وفيها الخير الكثير، ونحن نثق بأن جميع فصائل الشعب الفلسطيني تتحلى بالوعي الكافي للبحث عن أفضل الطرق لمواجهة هذه المخططات ونشهد الله تعالى بأننا نحبهم ونحترمهم جميعاً.
نترككم برعاية الله وحفظة، ونسأل الله ان يمن على أمتنا بما يخدم دينها ودنياها، وبالختام لا تنسونا من صالح الدعاء.