إستعراضٌ لديوان "خيوط الشَّمس الدَّافِئة" للشَّاعر "محمد إبراهيم"
تاريخ النشر: 08/01/14 | 9:06مقدِّمة: الشَّاعرُ "محمد داعش إبراهيم" من سكان قرية "المغار"،عمرهُ 62 سنة، عملَ مديرًا لمؤسَّسة التأمين الوطني في المغار، وتبوَّأ، مؤخَّرًا، وظيفة مستشار للمدير العام لمؤسَّسة التأمين الوطني- القدس (الوسط العربي). وهو شاعرٌ وكاتبٌ مخضرمٌ يكتبُ الشعر والخواطر الأدبيَّة منذ أكثر من ثلاثين سنة، شاركَفي العديد من المهرجانات والأمسيات الشِّعريَّة والأدبيَّة. وفي الفترةِ الأخيرةِ بدأ ينشرُ إنتاجَهُ الكتابي وأصدرَ حتى الآن ديوانين من الشِّعر على حسابهِ الخاصّ… وسأتناولُ في هذه المقالةِ ديوانه الثاني بعنوان: (خيوط الشَّمس الدَّافئة).
مدخلٌ: ديوان خيوط الشَّمس الدَّافئة صدرَ سنة (2005) يقعُ في 78 صفحة من الحجم الوسط ويهديهِ الشَّاعر إلى روح والدِهِ الشيخ "داهش مهنا إبراهيم" الذي علَّمهُ المحبَّة والوفاء والصدق والإخلاص ومخافة الله (كما جاءَ في الإهداء).
يُعالجُ الشَّاعرُ، في هذا الديوان، مواضيعَ عديدة، مثل: المواضيع الغزليَّة والجدانيَّة والإجتماعيَّة والحكميَّة والفلسفيَّة والسياسيَّة… ويتناولُ أيضًا مواضيع السَّلام والمحبَّة والتعايش السلمي… إلخ.
وسأبدأ المقالة بقصيدةٍ بعنوان: "أبي" – صفحة 7 من الديوان ويهديها الشَّاعرُ إلى روح والدهِ رحمه الله – ويقول فيها:
("أبي// كم أنا مُشتاقٌ إليكْ//
مُشتاقٌ إلى البسمةِ// المَرْسُومةِ دائمًاعلى// شفتيكْ
مُشتاقٌ إلى رائحةِ القهوةِ "السَّادةِ" كلَّ صباحْ// تصنعُها بيديكْ //
وَأصابعُكَ تداعبُ// حبَّاتِ القهوةِ في// محماسةٍ من نحاس//
على لهيبِ نار الجمر بينَ يدَيكْ//
إشتقتُ لقصص الأنبياء// وقصص الأعرابي// الجمل والجمَّال//
الإخلاص والوفاءْ//
وأبي ذرِّ الغفاري/م قصَّة رويتها // من أعماق أنفاسِكْ//
من منبع الحكمةِ الذي استقيتْ//").
ويقولُ أيضًا: ("رحلتَ !!// وجعلتني محتارًا في أمري//
أقاسي وحدتي// بكيتُ والسَّماءُ بكتْ// معي عليكْ//
رحلتُ باكرًا عنَّا// بدون موعدٍ// بدون لو كلمةِ وداع منكْ //
تحليلُ القصيدة: -القصيدة جميلة وعذبة ورهيفة الحِسِّ ورقيقة، يستعملُ الشَّاعرُ هنا أسلوبَ السَّهل المُمتنع الذي لا بستطيعُ كلُّ شاعر أن يُتقنهُ، وكما أنهُ يُوظِّفُ التاريخَ والتراث والعادات والتقاليد الموروثة في هذه القصيدة.. فنجدُ مثلا كلمة "محماسة"- من التراث – وهي الأداة أو الوعاء التي يوضعُ فيها حَبَّ القهوة كي تحمَّصَ على النار. ووظَّفَ الشَّاعرُ أيضًا شخصيَّة الصحابي "أبي ذرّ الغفاري" – شخصيَّة تاريخيَّة ودينيَّة لها مكانتها الكبيرة عند المسلمين وعند باقي المذاهب والفرق الأسلاميَّة. يتحدَّثُ الشَّاعرُ، في قصيدتهِ، بأسلوبٍ حواريٍّ (حيث يُخاطبُ والدَهُ المرحوم ) وبعاطفةٍ جيَّاشةٍ مشبوبةٍ بالحُزن واللوعةِ عن موتِ والدِهِ… فقد كانَ والدُهُ- رحمهُ اللهُ – الشَّيخ " أبو محمد داهش إبراهيم علمًا وركنا من أركان الدين ووجوهِ القريةِ، كانَ شيخًا جلييلا تقيًّا فاضلا مُتبحِّرًا في علوم الدين والتاريخ ولهُ مركزُهُ ومكانتهُ المرموقة الدينيَّة والإجتماعيَّة.
فرحيلهُ المفاجىء تركَ أثرًا كبيرًا وجُرحًا عميقا لا يندملُ في نفس ووجدان الشَّاعر. ومن خلال القصيدةِ نشعرُ بالوشائِج ِالعميقةِ وبالكيمياءِ المشتركة التي تربط الشَّاعر مع والدِهِ:- الفكريَّة والإنسانيَّة والعقائديَّة – ورابطة الدم (الأبوَّة). والشَّاعرُ في حنينه واشتياقهِ إلى القهوة السَّادَة التي كانَ يصنعُها ويُعِدُّهَا والدُهُ المرحوم… وكيفَ كان أصابعُ الوالد تداعبُ وتقلِّبُ حَبَّات القهوة على المحماسة وهي على لهيبِ الجمر فيُذكِّرنا بشوق وحنين الشَّاعر العربي الكبير أبي الطيِّب المتنبِّي إلى جدَّتِهِ وإلى الكاس التي كانت تشربُ بها دائمًا. فموضوعُ التشبيه والشيىء المُشترك بين الشَّاعرين (محمد إبراهيم والمتنبِّي) هو الحنين إلى الأدوات المنزليَّة التي كانَ يستعملُها المرثيَّا (الوالد الشيخ والجَدَّة). ويقولُ المتنبِّي في رثائِهِ لجدَّتهِ:
("أحِنُّ إلى الكأس التي شَربَتْ بها وأهوى لمثواهَها الترابَ وَمَا ضَمَّا")
وأمَّا تشبيهُ شاعرنا محمد إبراهيم في هذا الصَّدد فهو تشبيهٌ جميلٌ ورائع ويتوسَّعُ كثيرًا في حديثِهِ عن والدِهِ ويُعطينا صورة ولوحة فنيَّة مُلوَّنة في تذكُّرهِ لوالدِهِ وإعادةِ شريط الذكريات وكيفَ كانَ كلَّ صباح بشكل روتينيٍّ يُهَيِّىءُ القهوة ويضعهَا على المحماسةِ على لهيب الجمر وبين ساعديهِ يُداعبُ حبَّاتها حتى تنضجَ.
ويُشيرُ الشَّاعرُ في القصيدةِ أن والدَهُ كانَ عالمً جليلا نهلَ من ينابيع الحكمةِ والمعرفةِ والعلوم وكانَ يفيضُ على أولادِهِ ومعارفهِ وأصدقائِهِ ومُجتمعهِ من تلكَ العلوم والمعارف ِالتي نهلهَا – سواء في علوم التاريخ والدين… إلخ. ولكن هذا الرَّحيل والفراق المُفاجىء جعلهُ ييأسُ ويحتارُ في أمرهِ وتركَ الشَّاعرَ في وحدةٍ فبكى بكاءً مُرًّا حتى أنَّ السَّماءَ بكت عليهِ… وهنا يُشيرُ الشَّاعرُ بتشبيهٍ وتعبير بلغيٍّ إلى أهميًّةِ ومكانةِ والدِهِ الدينيَّة… أيّ أنَّ السَّماءَ.. حتى السَّماء بكت عليهِ لتدَيُّنهِ وتقواه ومحَبَّتِهِ للخالق جلَّ جلاله… ومِمَّ يُثيرُ الكآبة أكثرَ في نفس الشَّاعر أنَّ والدَهُ رحلَ فجأة دونَ كلمةِ وداع منهُ… فأقفلَ وأنهى الشَّاعرُ قصيدتهُ بهذهِ العبارةِ المشبوبةِ باللوعةِ والألم: ("رحَلتَ باكرًا عنَّا// بدون موعدٍ ولو كلمة وداع//). وخاتمة هذهِ تذكِّرنا بمقطع من قصيدةٍ رثائيَّةٍ للشَّاعرةِ الكبيرة المرحومة "فدوى طوقان" ترثي فيها أخاه "نمر" الذي كانَ مُسافرًا وسقطت فيهِ الطائرة فمات مع جميع رُكَّابها. وفدوى في هذا المقطع تعاتبُ أخاها الفقيد كيفَ فارقهَا دونَ كلمة وداع فتقول:
("أهكذا بلا وداع يا حبيبَنا ويا أميرَنا الجَميلْ//
لا نظرة أخيرة نحملُهَا زادًا لنا في وحشةِ الفراقْ//")
وسأنتقلُ إلى قصيدةٍ أخرى من الديوان بعنوان: ( "طريق السَّلام"- صفحة 5) يُخاطبُ الشَّاعرُ فيها إبنهُ (حوار من طرف واحد) ويحثُّهُ أن يكون دائمًا في صفِّ السِّلم والحقّ وأن يسيرَ في طريق السَّلام ِويبتعدَ عن كلِّ شيىءٍ رديىءٍ وعدواني وسلبي وأنت يكونَ قلبُهُ ممتلئا بالمحبَّةِ للغير ويسير فقط مع المُحسنين والناس الأفاضل والأصدقاء الشرفاء الأنقياء ولا يختلط مع الأشرار ولا يمشي مع أولاد الخطيئة… وأن يكونَ مناضلا ومكافحًا لأجل الحقِّ والحريَّة… وكما يفعمُ القصيدة طابعُ الإيمان بللخالق الذي يغقرُ الذنوبَ والآثامَ وهو القادر على كلِّ شيىء. فعليه (للإبن) أن يذكرَ دائمًا ربَّهُ وخالقهُ الجبَّا الذي خلقَ العالمَ والكون ووهَبَ الإنسانَ العقلَ الكبير الذي أوصلهُ إلى النجوم والأقمار والكواكبوأطلعهُ على الكثير من الأسرار. فالقصيدة بشكل عام حكميَّة فحواها ومفادُها إيجابي لأجل المحبَّةِ والسَّلام وتحثُّ إلى السُّلوكِ الحسن والفضيلةِ والإيمان بالخالق والتسليم لهُ في كلِّ أمر وعدم الإشراكِ بهِ. ويقولُ فيها أيضًا:
("طريقُ السَّلام يا بنيّ// طريقُ السَّلام// مليىءٌ بالصِّدق//
بالسّكن سكينه// إبقَ سائِرًا مع المُحسنين//
بدون تخبُّط // بدون تشعُّبٍ// مع أولادِ الخطيئة//
كُنْ مُناضِلا// مِن أجل الحَقّ// مِن أجل الحُرِّيَّهْ//
وانزَعْ مِنْ قلبِكَ كلَّ ضغينهْ//").
وإلى قصيدةٍ أخرى منَ الديوان بعنوان: (("حربٌ مفقودَة"- صفحة 11)، وهي مُوَجَّهة إلى رجال السياسةِ والقادةِ وإلى شارون والمرحوم عرفات… وقد كتبت في قمَّةِ الإنتفاضةِ، والقصيدة خطابيَّة حماسيَّة يغلبُ عليها الأسلوبُ والطابعُ التقريري ومعانيها واضحة ومفهومة، يعرضُ ويُصوِر فيها الشَّاعرُ أهوالَ الحرب وما تنزلهُ من دمار وكوارث على الجميع على مختلفِ الأصعدة:الحياتيَّة والنفسيَّة والإقتصاديَّة والإنسانيَّة والثقافيَّة وعلى الأرواح. وَيُحَمِّلُ الشَّاعرُ، في هذهِ القصيدةِ الزعيمين شارون وعرفات ) المسؤوليَّةَ عمَّا حدَثَ من نزاع وخلافاتٍ وحربٍ بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ويطلبُ منهما أن يوقفا هذهِ النزاعات وهذهِ الخصومات والحرب المشؤومة، فيقولُ فيها:
("يكفيكَ يا عرفاتُ// تمَرُّدًا// يكقيكَ يا شارونُ حربًا//
الأرضُ!!// صَرَخَتْ منكُمَا ألمًا//
والطفلُ الجريح// ما زالَ ينزفُ دَمًا//
الأرضُ بَكتْ// على أطفال ماتوا// مِن أجل لا شيىء//").
وسأنتتقلُ إلى قصيدةٍ أخرى أيضًا مَنَ الديوان، بعنوان: ("الزَّمن اللاَّمحدود"- صفحة 38) وهذهِ القصيدة غزليَّة ذاتيَّة وفلسفيَّة في نفس الوقت يشوبُها طابعُ الحزن والشَّكَ والحيرة نوعا ما- فانتظار الشَّاع للقاءِ حبيبتِهِ زمنا طويلا يعدَ عهدِ الوصل والقرب والأيام الحلوة الجميلة دونما جواب أو ردّ جعلهُ يشكُّ في كلِّ شيىءٍ… حتى في جدوء وجودِهِ وكيانهِ في هذا الوجود والزَّمن اللامحدود. والقصيدة بشكل ٍعام لغتها جميلة وحديثة… أي أنَّ تعابيرها وصورها الشِّعريَّة ملائمة لعصرنا هذا (قصيدة موديرنت) ومعانيها مفهومة وهي رومانسيَّة شفافة، ويقولُ فيها:
("..أشكُّ في وجودي// في هذا الوجود// أنتِ حُبِّ المفقودْ//
أسافرُ في الدُّنيا وأنا تائِه// أدَاعبُ خُيوط الشَّمسْ//
أقرأ من مذكَّراتِكِ في ليالٍ يُضيؤُها ضوءَ القمَرْ//
ويقولُ فيها:("..حُبُّكِ!!// جُنَّ جنوني//
وعلَّمني كيف أنتظرُ وأنتظرُ// للقياكِ//
في الزَّمن المَمْدُودْ// في للزَّمن اللامحدُودْ//").
إنَّ شاعرنا الأستاذ "محمد إبراهيم"، في قصائِدِهِ الغزليَّة، نجدُهُ مُبدِعًا أكثرَ بكثير من قصائِدِه في باقي المواضيع… ونجدُ بوضوح هذا التفاوت في المستوى الفني وطريقة التعباير وفي اللغةِ الأدبيَّة والصُّور الشِّعريَّة والتشبيهات البلاغيَّة وفي السَّلاسةِ والإنسياب الموسيقي والجمال. ومحمد إبراهيم عندما يكتبُ يكتبُ بصدقٍ ووضوح وبجُرأةٍ وبعاطفةٍ جيَّاشةٍ رقيقةٍ بريئةٍ مُفعمةٍ بالمحبَّةِ والإخلاص والوفاء لمَن يُحِبُّ. ولغتُهُ وأسلوبُهُ الشعري مُمَيَّزٌ عن جميع ما يكتبُهُ الشُّعراءُ المحليون وهو دائمًا يجنحُ ويصبُو نحوَ التجديدِ والإبتكار والإبداع في جميع كتاباتِهِ ويبتعِدُ، بدورهِ، عن التقليد والإقتباس… وشعرُهُ مِرآة تعكسُ بوضوح واقعَهُ وعالمهُ وحياتهُ سواءً العاطفيَّة أو النفسيَّة والإجتماغيَّة… والواقع السياسي الذي نحياهُ.. وغيرهُ… إلخ. وأمَّا مِنَ الناحيةِ الشَّكليَّةِ فشعرُهُ مُتحرِّرٌ من قيودِ الوزن – نوعا ما- ونجدُ في العديد من قصائِدِهِ بعض المقاطع الموزونة التي جاءِت بشكل عفويٍّ… ولكنهُ لا يلتزمُ بوزن مُعَيَّن، بل ينتقلُ مِن وزن لوزن ومن تفعيلةٍ لأخرى بشكل فنِّيٍّ مُتقن. وكما أنهُ يُحاولُ دائمًا المُحافظةعلى قافيةٍ مُعيَّنةٍ، ففي الكثير من قصائدِهِ يستعملُ قوافي متشابهة ومتقاربة فيُضيفُ للقصيدةِ جرسًا وإيقاعًا وجمالا لفظيًّا… إضافة إلى جمال وسحر ِالموسيقى الدَّاخليَّة الأخَّاذة في قصائدِهِ وإلى جمال الكاماتِ وسحر المعاني وإلى الرُّومانسيَّةِ والشَّفافيَّةِ والرِّقَّةِ المُترعةِ بأسمى تعابير الحُبِّ والغرام. وباختصار إنَّ شاعرنا الأستاذ (محمد إبراهيم) استطاعَ في قصائدِهِ الغزليَّةِ أن يُجسِّدَ ويُترجمَ فكرَ وإحساسَ ومشاعرَ كلِّ عاشق وعاشقةٍ أينما كانوا ووُجِدُوا قد رمَ "كيوبيدُ" إلهَ الحُبِّ قلوبَهم بسِهامِهِ الناريَّةِ… وتصلحُ قصائِدُهُ الغزليَّة أن تكونَ مراسيلَ ورسائِلَ غراميَّة ناجحة ومُؤثِّرة بينَ العُشَّاق والمُحبِّين تجمعُهُم وتقرِّبُهُم أكثرَ من بعض كمثل قصائد نزارقبَّاني وعمر بن أبي ربيعة.
ومِن معانيهِ الغزليَّة الجميلة- حيثُ يقولُ من قصيدةٍ بعنوان: ("خطوات في الحُبّ" – صفحة 58):
("بدأ الحُبُّ يخطو مَعنا // خطوة خطوة// مثلَ رضيعْ//
أصبحَ الحُبُّ محتومًا علينا// ولحنُ الهَوَى// غنَّى أجملَ أغاني الرَّبيعْ//
تواعَدنا ثمَّ التقينا // تحتَ نجماتِ السَّمَا// وخُيوط القمر البديعْ//
ويقولُ: ("الهمساتُ صارَتْ تناجينما// رغمَ أزماتِ النوَى//
مَجْدُولة من من حبل نور رفيعٍ//
فضاعَ الماضي مَعَنا// وصعنا مَعًا// في دروبِ الحُبِّ//
في معاريج الهوَى// دونَ أيِّ شفيع//").
وأخيرًا نهنِّىءُالشَّاعرَ القديرَ المُبدعَ الأستاذ (محمد داهش إبراهيم) على هذا الديوان والإصدار القيِّم ونتمنَّى أن يُتحفنا قريبًا بالعديدِ من الإصدارات الجديدة- الشعريَّة والنثريَّة.