التفاف طلّابي واسع حول الحركة الطلّابيّة بالقدس
تاريخ النشر: 09/01/14 | 7:11شهدت قاعة المسرح الوطنيّ الفلسطينيّ -الحكواتي- في القدس المُحتلّة، يوم الأربعاء الماضي التفافًا طلّابيًا واسعًا حول الحركة الطلّابيّة، كردّ فعلٍ على تجميد عمل التجمّع الطلّابيّ الديمقراطيّ، وذلك من خلال العرض المسرحيّ "مصيّفين".
افتُتح العرض بالوقوف دقيقة حداد على روح الراحلة د. روضة عطالله، والتي كرّست لترسيخ الهويّة الفلسطينيّة، وتعزيز الثقافة العربيّة، وحماية اللغة العربيّة، والتي لعبت أيضًا دورًا قياديًا بارزًا في الحركة الوطنيّة، بالإضافة لعملها المتواصل مع الشباب الفلسطيني، سواء عن طريق مُتابعتها لمجالس الطلّاب الثانويّة، أو للحركات الطلّابيّة.
في بداية البرنامج، ألقى علي جسّار –سكرتير التجمّع الطلّابيّ في القدس- مُتحدّثًا عن تضييقات الجامعة العبريّة على الحركة الطلّابيّة، وقال: "تواجدكم هُنا اليوم، وإصراركم على المُشاركة في البرنامج، هو رسالة تحدٍ لإدارة الجامعة، في ظلّ ما تقوم به من مُمارسات عنصريّة ضدّ الحركات الطلّابيّة العربيّة الفاعلة في الجامعة… نحنُ نُثمّن هذا الالتفاف الطلّابيّ حول الحركة الطلّابيّة، ونؤكّد: لن ننتظر موافقة الجامعة، حتّى نقوم بواجبنا الإنسانيّ والأخلاقيّ والوطنيّ تجاه شعبنا، ونحن سنستمر بعملنا ونشاطنا الطلّابيّ، مع أو بدون موافقة الجامعة، واضعين قضايا وهموم الطلّاب العرب، في مُقدّمة نضالنا السياسيّ".
وتابع جسّار: "تعتقد إدارة الجامعة، أنّها بمُمارساتها هذه، قد تنجح في عزل الحركة الطلّابيّة عن الطلّاب العرب، ولجم توسّعها في الجامعة… لكن كما قلنا سابقًا، ونكرّره اليوم، لقد ولّى عهدُ ابعاد الطلّاب العرب عن البرامج السياسيّة، والثقافيّة، والاجتماعيّة… لقد ولّى عهدُ عزل الطلّاب العرب عن الحركات الطلّابيّة العربيّة… فالحركة الطلّابيّة اليوم، مُتغلغلة بين الطلّاب، وتُشكّل العنوان الأوّل، والمرجعيّة الأولى للطلّاب العرب".
وختم جسّار حديثه بالقول إنّ التجمع الطلابي الديمقراطي جزء لا يتجزّأ من الحركة الطلابيّة الفلسطينيّة، فبالتالي له دور هامّ جدًا في حمل هموم وقضايا شعبنا… وأضاف: "لقد قدّم الشباب في العالم العربي نموذجًا يُحتذى به في إنتفاضته وإبداعه وإيمانه بقدرته على التغيير… نحن جيل التغيير، جيل النهضة، لنعمل معًا على تغيير واقعنا نحو الأفضل، والعيش بحياة حرّة كريمة، لنفشل مخططات الخدمة المدنيّة والعسكريّة، لننبذ العنف من قرانا ومدننا، الذي ينهش في تماسك مجتمعنا من الداخل، لنحارب الطائفيّة والعائليّة والتمييز ضد المرأة، لنعمل كلٌ في بلده على رفع نسب التعليم ومنع ظاهرة التسرّب من المدارس".
هذا وقد تفاعل الجمهور مع العرض المسرحيّ "مصيّفين"، والذي تألّق به كلّ من الفنّانين: أيمن نحّاس؛ شادن قنبورة؛ شادي فخر الدين؛ خولة إبراهيم.
وقدّم العمل المسرحيّ "مصيّفين" عرضًا كوميديًّا ساخرًا، مبنيًّا من مشاهد منفصلة ومرتبطة بذات الوقت، فهي منفصلة من حيث تنوّع مواضيعها وشخصيّاتها، ومرتبطة من حيث وحدة فضائها ومكانها وزمانها وغطائها.
وحاول الممثلون من خلال العرض النقديّ الساخر، وضع الإنسان الفلسطينيّ في الداخل بمركزه، وتناول عدّة مواضيع سياسيّة واجتماعيّة، لتتكوّن صورة ساخرة عن ما يمثّله مجتمعنا اليوم، في ظلّ التحرّكات التي يمر بها العالم العربيّ، وأيضًا في ظلّ تهديدات الحرب التي تكاد لا تفارق الأجواء أبدًا.
ويُذكر أنّ تنظيم المسرحيّة في مسرح الـ"حكواتي" جاء أولًا بعد تجميد عمل التجمّع الطلّابيّ ورفض إدارة الجامعة الاعتراف به كحركة طلّابيّة يُسمح لها النشاط داخل الجامعة، الأمر الذي اعتبرته الحركة الطلّابيّة تصعيدًا خطيرًا في التضييقات وسلوك الجامعة العنصري مع الحركات الطلّابيّة العربيّة، خصوصًا وأنّها تمنح الحركات الصهيونيّة مساحة واسعة للنشاط والعمل الطلّابيّ؛ وثانيًا، لدعم المسرح الوطنيّ الفلسطينيّ، وإعادته للمشهد الثقافيّ، وتشجيع الطلّاب على المُشاركة الدائمة في فعّاليّاته وبرامجه المتنوّعة، خصوصًا في ظلّ ما يُعاني منه من سياسات عُنصريّة تقوم بها سُلطات الاحتلال في القدس.