خطة كيري: ضرب ركائز القضيه الفلسطينيه..القدس واللاجئين
تاريخ النشر: 09/01/14 | 4:47عندما اطلعت على الخطوط العامة والعريضة لخطة "سلام" كيري حضرني مشهد من مشاهد المساومة في الاسواق الفلسطينية واكثرها اخذت اسماء ايام الاسبوع من سوق الثلاثاء الى سوق الاربعاء او الخميس او الجمعة الخ وهي اسواق يذهب اليها التجار الفلسطينيون ببضاعتهم من منطقة الى منطقة وعندما ياتي الزبون تبدا المساومة بحلف الايمان حول قيمة البضاعة وما بصير والله هيك خسرانة وبعين الله ويفتح الله والله معاك واخر سعر الخ حتى تنجز الصفقة بالسعر اللذي يناسب التاجر ويحقق له ربح مالي وبالتالي في هذا الاطار من النمط التجاري تجري ما يسمى بمفاوضات السلام ونحن هنا نستبدل فقط اسم السوق والتاجر او التجار بسلسلة متعاقبة من اسماء رؤساء امريكا ووزراء خارجيتها الذين يعرجون ابان شغلهم هذا المنصب على القضية الفلسطينية من خلال عيون اسرائيلية ويعرجون هنا تعني "تعريجه" عابرة لسلسلة من وزراء خارجية امريكا في حقبات زمنية متقاربه ومتباعده.. من روجر الى كسنجر والى بيكر وباول والبرايت ورايس وكلينتون وحتى كيري الذي يفاوض جماعة "اوسلو" في هذه الاثناء كمندوب عن الجانب الاسرائيلي وليست كوسيط سلام كما تزعم امريكا دوما وهي بالمناسبة ليست راعية سلام لابل راعية وحامية للإحتلال الاسرائيلي وممولة رئيسية لمشاريعه الاستيطانية والتهويدية لابل ان امريكا هذه راعية وحامية المشروع الصهيوني في فلسطين منذ فرض التقسيم عام 1947 وتشريد الشعب الفلسطيني عام 1948 وحتى يومنا هذا الذي يفاوض فيه كيري على ترسيخ مسمى "الدولة اليهوديه" بهدف الالتفاف على حق عودة اللاجئين الى ديارهم الاصلية في فلسطين..ببساطه: وزير الخارجية الامريكي يريد ضرب لب القضية الفلسطينية لترسيخ باطل فرضته امريكا في هيئة الامم عام 1947 ونفذته العصابات الصهيونية عام 1948 مع اخذ بالاعتبار ان " الفيتو" الامريكي والسياسة الامريكية بشكل عام حالت منذ عام 1948 دون تطبيق اي قرار دولي بما فيه القرار المتعلق بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم الاصلية اللتي شردوا منها عام 1948 بقوة السلاح والارهاب الصهيوني التي ازرته ودعمته امريكا!!
لا اريد سرد تفاصيل ماجرى للشعب الفلسطيني منذ تشريده من وطنه لان القصة بمفهومها وتاريخها العام طويلة ومعروفة لمن يريد معرفة الحقيقه وهي الحقيقة التي لا تريد امريكا الاعتراف بها لابل ان امريكا تحاول منذ عقود تثبيت الباطل وطمس معالم جريمة واضحة وهي إقتلاع شعب من وطنه وإحلال لَّمم اممي شعوبي مكان هذا الشعب، بمعنى بسيط ومبسط: امريكا المجرمة تحاول منذ عقود مضت وحتى يومنا هذا تثبيت المشروع الصهيوني على حساب انكار الحق الفلسطيني وتثبيت عملية تشريد الشعب الفلسطيني على اساس انها صارت من الماضي وهنالك واقع اخر مفروض على الارض…امريكا على استعداد دائم لمفاوضة اي طرف " فلسطيني" يتنا زل عن حق عودة اللاجئين لان امريكا ومشروعها اسرائيل يدركان ان اللاجئين هم لب القضية الفلسطينية ولولا عملية تشريد الشعب الفلسطيني من وطنه لما كان اليوم او امس شئ اسمه قضية فلسطينية بمعنى واضح وموضح: امريكا ستغدق بالمال على اي قيادة فلسطينية مستعدة للتنازل عن حق عودة اللاجئين والقدس وهذا هو بالفعل هدف مفاوضات وخطة كيري الذي يهدد الفلسطينيون بإما القبول بخطته او حصارهم ماليا…طبعا يعني حصار سلطة رام الله وجماعة كبير المفرطين.. حذاري من التهويل والتبرير والتمرير في هذه الحالة ونحن نعني هنا هرولة وولولة جماعة كبير المفرطين الفلسطينيين..يا جماعة القضية قضية وطن وشعب وليست قضية توفير راتب..!!
من هنا وبناءا على ما ذكر اعلاه لابد من القول ان مبدأ التفاوض الامريكي مبني على التركيز على قضيتين مركَّزيتَّين من مجموع الركائز الوطنية الفلسطينية وهما اللاجئين والقدس وهاتين الركيزتين يشكلان قلب وجوهر مسعى جون كيري وذلك كالتالي:
اولا: ما يتعلق بحق العودة يسعى كيري الى محوه والغاءه من خلال الاعتراف الفلسطيني ب"يهودية الدولة الاسرائيلية" من جهة ويسعى الى سحب حق اللاجئين بالعودة الى ديارهم الاصلية بالتاكيد على امكانية عودتهم الى مناطق السلطه" الدوله" الفلسطينية من جهة ثانية وبالتالي اذا حقق كيري هذا المسعى فهذا يعني انه حقق الحلم الصهيوني كاملا شاملا وما تبقى من تفاصيل مثل استبدال اراضي او غيره فهذه تفاصيل هامشيه وتافهه ولا قيمه لها.. النتيجة المفترضه: بقاء اللاجئين لاجئين سواء في الخارج او داخل فلسطين التاريخية.. نحن نعرف ان مفهوم اللاجئين ينطبق ايضا على لاجئي المخيمات في الضفة والقطاع والداخل الفلسطيني وهم اللاجئون الذين شردوا عام 1948 من ديارهم الاصلية في فلسطين ومٌنعوا من العوة اليها حتى يومنا هذا!!
ثانيا: ما يتعلق بالقدس.. عاد كيري الى مرجعية سابقية في وزارة الخارجية الامريكية والحديث عن ابوديس والعيزرية والرام وتعريفهما ك"قدس شرقيه" وعاصمة مفترضة للدولة الفلسطينية وهذا ما اكده السيد حنا عميرة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في تصريح صحفي له يوم الاثنين 6.1.014 حيث يقول عميره حول مفهوم كيري للقدس الشرقيه ب "أن افكار كيري المطروحة تتعلق بالأمن والحدود مع التركيز في زيارته الاخيرة للمنطقة على ملف القدس بوصفها عاصمة موحدة للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية دون أن يحدد صلاحيات الفلسطينيين في تلك العاصمة وحدودها الجغرافية، منوها الى أن كيري يريد اعتبار الأحياء الفلسطينية الواقعة خارج جدار الفصل الاسرائيلي مثل العيزرية وأبو ديس والرام وعناتا وضاحية البريد هي القدس الشرقية وهي العاصمة الفعلية للدولة الفلسطينية.وأضاف ‘الآن يطرح -كيري – بشكل كبير موضوع القدس وطبعا ما يطرحه بشأن القدس غير مقبول تماما، فهو يريد أن يقول وكأن القدس هي خارج حدود بلدية اسرائيل، وأنها ضاحية البريد والرام وغيرها من البلدات المحيطة بالقدس، فهذه تلميحات غير إيجابية حول القدس"..هنا الامر يصبح واضحا بان القدس الفلسطينية والاقصى ليست كقدس كيري..القدس كاملة تبقى عاصمة اسرائيل الابدية وابوديس "القدس الكيريه"عاصمة الكرتونة الفلسطينية..!!
الاسرائيليون يصرحون ان المفاوضات تجرى فقط من اجل المفاوضات وهذا ما يؤكده حنا عميره في نفس التصريح المذكور اعلاه، حيث يشير الى"أن كيري لا يطالب الفلسطينيون بالتوقيع على الأفكار التي قدمها بشأن قضايا الوضع النهائي للوصول لاتفاق سلام بالمنطقة بل يريد التسليم بها كخطة سلام، وقال ‘الأفكار التي قدمها كيري لم يطلب الموافقة أو التوقيع عليها، هو يريد أن يعتمدها كخارطة أو دليل من أجل مواصلة المفاوضات’ على أساسها، مضيفا ‘أعتقد بأن الهدف الرئيسي من هذه الأفكار هو تمديد المفاوضات، أو إيجاد حجة من أجل تمديد المفاوضات. يعني ليس هناك في الأفق أية حلول عملية أو أفكار يمكن تطبيقها وتكون مقبولة على الجانب الفلسطيني’.وقال عميرة أن كيري قدم أفكارا يريد أن يضمن من خلالها استمرار المفاوضات المقررة أن تنتهي في نيسان القادم حتى يسوق تلك الافكار كخطة سلام أمريكية، متابعا ‘هو – كيري – لا يريد التوقيع على أية أوراق في الوقت الحالي، هو فقط يريد طرح هذه الافكار من أجل استمرار المفاوضات وتمديد فترتها بعد الـ 9 اشهر"….القضية الاخطر في تصريحات عميرة اشارته الى محاولة كيري: "إجبار الفلسطينيين على التنازلات وتقديم تنازلات يتم بموجبها التخلي عن مجمل المشروع الوطني الفلسطيني’، مضيفا بأن الفلسطينيين الآن أمام خيارين ‘إما أن يقبلوا بهذا أو يجري فرض الحصار المالي والسياسي والدبلوماسي، وهذه ضغوط أصبحت معروفة’.وشدد عميرة على أن القيادة الفلسطينية تواجه ضغوطا كبيرة وهي ما بين نارين إما القبول بأفكار كيري التي تنسف المشروع الوطني الفلسطيني أو رفض الأفكار الأمريكية لتواجه حصارا سياسيا وماليا ودبلوماسيا والتضييق على الشعب الفلسطيني أكثر وأكثر"…هذه المساومة هي الاخطر وبالاصل على القيادة الفلسطينية ان ترفض هذا المنطق والمبدأ وتختار حصارها ماليا وحتى امكانية حل السلطة اذا تطلب الامر..إنصياع جماعة اوسلو لضغوطات كيري يعني نهاية هذه الجماعة وليست نهاية المشروع الوطني الفلسطيني لان هذا المشروع ملك الشعب الفلسطيني الذي سيدافع عن مشروعه الوطني بكل اشكال الدفاع.. ببساطة على العابثين وكبار المفرطين ان لا يلعبوا بالنار…اللاجئين والقدس خطوط حمراء من ضمن شبكة خطوط رئيسية ومركزية في القضية الفلسطينيه..المساس بهذه الخطوط يعني الانضمام الى معسكر الاعداء المعادي للقضية الفلسطينيةه!!
ما يسمى بالمفاوض الفلسطيني او كبير المفاوضين او اسموه ما تشاءوا يعرف تمام المعرفه بان كيري ليست منحاز للطرف الاخر فحسب لابل انه يتبنى المشروع الصهيوني كاملا سواء ما يتعلق بالقدس او اللاجئين او المستوطنات او الاغوار، لكن الواضح ان هذا المفاوض مفاوض تفريطي وعبثي ويفاوض على مكاسب وإمتيازات لسلطة اوسلو عبر التجارة بالقضية الفلسطينية وإلا كيف نفسر ظاهرة ان كبير المفاوضين هو نفسه الذي كذب على الشعب الفلسطيني بعد اوسلو1993 ووعد بقيام دولة فلسطينية بعد خمسة اعوام من اوسلو وها هي قد مضت عشرون عاما ولا دولة ولا شحار بين والعكس هو الصحيح وهو ان الاحتلال الاسرائيلي قد هوَّد عبرالمستوطنات وجدار العزل والطرق الالتفافية مساحات إضافية كبيرة من الضفة الغربية والقدس، بمعنى بسيط وواضح كيري يفاوض على ما فرضه الاحتلال من وقائع في العشرون عاما الماضية في الضفة والقدس مما يعني ان دولة كبير المفاوضين الموعودة قبل 20 عاما اصبحت من الماضي والان يجري المفاوض البهلوان مفاوضات من منطلق الواقع الجديد… ببساطه:خطة كيري تعني: ابوديس ورواتب وبدون القدس ومع استثناء قضية اللاجئين وحق العوده..والله معاكُم باللهجة الفلسطينية… هذا هو مسعى كيري الذي يمثل امريكا المنحازة للمشروع الصهيوني في فلسطين… كيري يسعى لضرب ركائز القضية الفلسطينيه..القدس واللاجئين من جهة وتسويق "يهودية اسرائيل" من جهة ثانيه.. الاخطر من كل هذا ان محمود عباس وجماعته يبحثون عن غطاء عربي لتوقيعهم على خطة كيري التي تضرب القضية الفلسطينية في صميمها..!!
الان وفي السابق ذكرت بان السلطه الفلسطينيه ومحمود عباس بمى معناه بانهم هناك من اجل الرواتب. انهم. لم يقدوا ايا
انجاز. ان الفريق قد استطاع ان يحقق في الامم المتحده. قيام دوله. فلسطين رغم انف اسرائيل. ثانيا بالنسبه للاجئين كلنا نعرف انها مشكله شائكه ومعقده. اهل لديك حل؟ يمكن ان يحقق وبالنسبه للقدس اهل تريد القدس كامله !اذن فكيف تريد الحل. طالما العالم العربي والاسلامي في موقفهم هاذا من الفلسطينين لن يغير الوضع والامر يا ريت دعمونا بكل قوتهم. محليا وعالميا لتغير الوضع والمعادلات ان القدس. ومسجد الاقصى ليس فقط ملك الفلسطينين بل العالم العربي والاسلامي اين هم بالضبط امر الاجئين ليس هم وامروالفلسطينين وحدهم ففي الدول العربيه قسم كبير منهم ولا يستهان بهم ووضعهم يرثى له حتى الدول تتعامل معهم باصعب واقسى من اسرئيل والدول الاوروبيه فامنا نسلمه لله العالمين