حينما أرغمتْني على الخروج تحت المطر

تاريخ النشر: 09/12/16 | 17:31

ذات مساء ألحّت عليّ صديقتي كي أخرجَ تحت المطر، لابتياع علبة سجائر دخانها المفضّلة، فسرتُ تحت وابلِ المطر، وكنتُ أرتجف من شدّة البرْدِ، وتمزّقتْ الشّمسية التي كنتُ أحملُها من هبوبِ الرياح القوية، فرميتُها في أقربِ حاوية، وتابعتُ سيْري حتى وصلتَ إلى الدُّكّانِ، لكنّ الدُّكّان كانَ مغلقا، وعلى بابه لصقت ورقة وكُتبَ عليها بأنّ أحد أقارب صاحب الدُّكّان توفى، فامتعضتُ قليلا، وسرتُ إلى دكّانٍ آخر، وحينما دخلتُ إلى داخله كانت ملابسي مبللة تماما، وسألتُ صاحب الدُّكّان عن الدُّخانِ المراد شرائه، فردّ البائعُ للأسف يا أستاذ، لقد نفذ، فمددت يدي إلى جيبي وتناولتُ الموبايل بعصبية، واتصلتُ بالصديقة المستدفئة تحت اللحاف، وقلتُ لها لا يوجد من سجائركِ، فقالت: اشترِي أيّ علبةِ سجائر تكون قريبة من سجائري، فأعطاني البائع علبة سجائر من النوع الفاخر، ودفعتُ له ثمنها، وعدتُ بخطواتٍ مجنونة، رغم أن المطرَ لم يتوقف، وحينما دنوتُ من الجسرِ الذي يوصل إلى بيتي رأيته منهارا من شدّة السيول، ووقفتُ هناك تحت المطر ِمندهشا، وقلتُ ماذا سأفعل؟ وبعد لحظات توقّفتْ سيارة بجانبي وكانت تقودها امرأة، وفتحت زجاج نافذة سيارتها وقالت لي اصعد سأوصلك إلى البيت، فجلستُ بجانبها وشكرتها، وقالتْ: ما الذي يخرجكَ في جوّ كهذا، فقلتُ لها بأن صديقتي أرغمتني على الذهاب لشراء علبة سجائر لها، فقالت يبدو بأنك تحبّها، فهززت رأسي المبلل، وقلتُ لها أجل إنني أُحبّها، ولأجل حبّي لها خرجتُ أسير، تحت المطر، وحينما وصلتُ إلى البيتِ شكرتُ تلك المرأة، وفتحتُ بابَ منزلي بسرعة ونزعتُ ملابسي المبللة، وأتتْ صديقتي، وقالتْ لقد تأخّرتَ، فقلتُ لها ما حدثَ معي، لكنني لم أجْرُؤْ على القولِ بأنّ امرأةً أوصلتني إلى البيت، فلأجلِ الحُبّ خرجتُ في ذاك المساء أسيرُ تحت المطر، رغم أنني ما زلتُ أحاول إقناعها لكيْ تكفّ عن التدخينِ، لكنْ دون جدوى، لكنني بعد أن بدّلتُ ملابسي رحت أتساءل بيني وبين ذاتي هلْ معقول حبّي لها أجبرني في هذا المساء للخروج تحت المطر لابتياع سجائر لها، لا بدّ أن هناك سرّاً سأكتشفه فيما بعد..

عطا الله شاهين

3talla7shaheen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة