ايمان القاسم بندوة عن الاعلام العربي المحلي
تاريخ النشر: 11/01/14 | 5:44أدارت الإعلامية إيمان القاسم سليمان، ندوة في المكتبة المركزية في الجامعة العبرية في القدس، حول الإعلام العربي المحلي ومدى تأثره بتكنولوجيا العصر وثورات العالم العربي. وشارك في الندوة المحاضر والباحث في أكاديمية القاسمي الأستاذ وليد أحمد، المحررة الصحفية خلود مصالحة، وخبير الإعلام والتسويق فضول مزاوي.
افتتحت د. راحيل يوكليس مرحبة بالجمهور ومستعرضة أبرز نشاط هذه المكتبة الضخمة التي شهدت تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، وأصبحت مركزاً هاماً للمراجع باللغة العربية يلجأ إليها الباحثون من مختلف أنحاء العالم، كما تم تطوير قسم يشمل عروضاً محوسبة للمخطوطات والصحف العربية على مر العصور، بالإضافة الى إقامة النشاطات الثقافية والأكاديمية.
ثم افتتحت القاسم الندوة الحوارية مستعرضة أبرز التغييرات التي طرأت على الإعلام العربي المحلي ولا سيما في السنوات الأخيرة في ظل الأحداث التي عصفت بالشرق الأوسط، وقالت: ليس سهلاً على الصحفي المحلي نشر تقرير مسموع او مرئي او مكتوب عن قضايانا المحلية التي تبدو صغيرة مقارنة بثورات تطيح بأنظمة كاملة وتأتي بغيرها. ومن الصعب جداً إثارة اهتمام متلقي الخبر او التقرير عن مصرع شخص او اثنين في حادث هنا بينما في دولة أخرى يُقتل المئات او يعاني الآلاف في المخيمات. ولكن رغم ذلك يبقى للإعلام العربي المحلي دور بالغ الأهمية لطرح قضايا المواطنين العرب سواء في مجال التعليم، الصحة، العمل، الإسكان، الفقر، وايضاً المجالات الثقافية بموازاة القضايا السياسية بما فيها المفاوضات.
الاستاذ وليد أحمد قدم عرضاً محوسباً لأبرز المعطيات التي توصل إليها من خلال البحث والاستطلاع الذي أجراه في أكاديمية القاسمي حول استهلاك المواطنين العرب للإعلام بمركباته المختلفة، مواقع الانترنت العربية والعبرية، شبكات التواصل الاجتماعي وابرزها الفيسبوك، ودخول الانستاجرام والتويتر وآليات الاتصال الهاتفية الحديثة كالواتس أب والفايبر وغيرها. وأوضح ان استخدام الفيسبوك بلغ 81% لدى عيّنة البحث من المجتمع العربي في إسرائيل، 88% من المستطلعة آراؤهم دخلوا ولو لمرة واحدة في الشهر الأخير على الأقل إلى موقع إخباري محلي في الانترنت، ولكن الدخول إلى المواقع الإخبارية هو بالأساس من أجل مشاهدة الأفلام أو المسلسلات أو البرامج المسجلة وذلك بنسبة 84%.
عندئذ عبّرت القاسم عن أسفها من أن التوجه الى مواقع الانترنت لدى المجتمع العربي هو بالأساس من أجل الترفيه، وقليلاً ما يكون من أجل الاطلاع على أبحاث أو مقالات او دراسات أو حتى تحاليل للأخبار الجارية.
وأضافت: ان النسبة العالية من استخدام الانترنت بالجلوس امام الحاسوب او بواسطة الهواتف الخلوية يجب ألا يضللنا بأننا مجتمع بلغ ذروة التطور، وإنما هو بسبب عدم وجود بدائل لقضاء الوقت في مراكز رياضية او ثقافية او ترفيهية، وأطر من المفروض ان يتوجه إليها الشباب لقضاء وقت فراغهم بدل البقاء طوال الوقت امام شاشات الحواسيب والهواتف الخلوية.
فضول مزاوي، الخبير في الإعلام والتسويق مدير عام مزاوي للإعلام قال في مداخلته : بما ان المجتمع العربي يتميز بكونه مجتمعاً شاباً، حيث أصبح استهلاك الديجيتال يشكل جزءا كبيراً من نمط حياته، فلذلك تعتمد اليوم الادوات التسويقية للتواصل مع جمهور الهدف على استخدام الديجيتال كأدوات عمل أساسية للتواصل مع هذا الجمهور. وهي تمكننا من الوصول بشكل دقيق جداً الى الجمهور المستهدف وتوصيل رسائل محددة إليه حسب رغباته وتطلعاته وأنماط حياته.
المحررة الصحفية خلود مصالحة من مركز إعلام وموقع بكرا قدمت عرضاً محوسباً لأبرز المحطات التي مر بها الإعلام الفلسطيني المحلي من صحف مطبوعة حزبية وتجارية، اذاعة وتلفزيون، ومواقع انترنت، متطرقة الى العوامل الاقتصادية التي تلقي بظلالها على وسائل الإعلام، فقر التخصصات في الإعلام العربي المحلي، نشوء الإعلام الجماهيري وتوجّه الصحفيين الى شبكة الفيسبوك، العوامل المجتمعية والدينية والحزبية وتأثيرها على الإعلام العربي المحلي. وأضافت ان الاعلام يتركز اليوم على الصورة أكثر من الحديث والتفصيل، ويوجد غياب للتحقيقات الصحافية سبب صعوبة حصول الصحفي العربي المحلي على معلومات مسربة والتي يفضل المسؤولون تسريبها للإعلام العبري، كما تطرقت الى توجه نسبة كبيرة من الصحفيين الى وسائل الاعلام العربية العالمية المتلفزة.
كما تخللت الندوة مقطوعات موسيقية غنائية أبدع فيها الفنان بسام بيرومي برفقة فراس نداف ويئير روبين، حيث قدموا اغنيات مميزة تحمل فكرة اجتماعية ورسالة هادفة، وهي ستكون جزءا من ألبوم كامل سيصدر لهم قريباً. كما طُرحت أسئلة من الجمهور الذي كان جمهوراً منوعاً من أكاديميين وطلاب جامعات عرب ويهود وأجانب.
واختتمت ايمان القاسم الندوة قائلة : في حين المواطنون العرب مطلعون على الإعلام العبري ويتابعون ما يُنشر فيه، هناك عدم معرفة بالاتجاه المعاكس لدى الجمهور اليهودي لما يحدث في المجتمع العربي وإعلامه والتطور الذي طرأ عليه، وبالتالي ايضاً عدم دراية بقضاياه وواقعه السياسي والاجتماعي والاقتصادي. ومثل هذه الندوات هي فرصة لمثل هذا الحوار من أجل إيجاد منظومة من العيش باحترام متبادل ومعرفة الآخر وما يمر به. واختتمت: إعلامنا مرآة هامة تعكس قضايانا وواقعنا.