لغتنا العربية هي هويتنا القومية وفي استعمالها كرامتنا
تاريخ النشر: 12/01/14 | 0:14ظاهرة مخاطبة المواطن العربي باللغة العبرية ومن خلال الإشعارات والاعلامات ومن قبل بعض سلطاته البلدية والمحلية أصبحت مألوفة وعادية لدى هذه السلطات، والغريب بل العجيب ما في الأمر سكوت وصمت المواطنين وكأن الأمر لا يعنيهم بكثير ولا بقليل ولا يمس صلب كرامتهم وهويتهم القومية ولغة الضاد بهّما.
ولو كان التخاطب بالعبرية من قبل المؤسسات الرسمية الحكومية لكانت المصيبة صغيرة بجانب المصيبة الأعظم أي مخاطبة السلطات المحلية العربية مواطنيها بغير لغة الأم، هذه اللغة ذات الأصالة والتاريخ العريق والتي قال على لسانها شاعرنا الكبير حافظ إبراهيم: «أنا البحرُ وفي أحشائِه الدّر كامنٌ» أين سلطاتنا المحلية هذه من هذا الدرّ الذي عناه الشاعر؟! وأين الكرامة واحترام الذات؟! فإذا كنا نشجب ونستنكر إهمال وتجاهل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية للغتنا العربية ونطالبها باحترام لغتنا التي هي اللغة الرسمية الثانية بعد اللغة العبرية، فماذا نقول لسلطاتنا المحلية العربية: فإذا كنتم الممثلون الشرعيون لنا والناطقون باسمنا، وتعاملون لغتنا بلا مبالاة واستهتار فماذا نقول للذين يتعاملون معنا بنفس النهج والأسلوب؟!! أليس هذا ما يضعف موقفنا ويُعطي المبرّر للاستمرار بهذا النهج؟!! والى مهندسي الإشعارات والتوجهات باللغة العبرية في السلطات المحلية: هل فكرّتم بعواقب هذه التوجهات؟ ألا تعتقدون مثلي أنها تجلب لكم ولسلطاتكم المتاعب والمشاكل والتي أنتم في غنىً عنها عندما يدّعي المواطن وبحق أنه لم يعِ ولم يستوعب مضمون توجهكم بالعبرية لأنه لا يجيد العبرية لا قراءة ولا كتابة ولا نطقاً، هذا مما يضعف موقفكم ويحرجكم أمام مواطنيكم خاصة عندما يتعلق أمر التوجه بالأمور المالية من ضرائب وغرامات ومقابل خدمات… كفى ما كان… عودوا إلى صوابكم والى لغة شعبكم والتي هي هويتنا وهويتكم القومية والتي يجب أن يكون لها احترامها وكرامتها ومكانتها اللائقة بها والذي يحترم لغته ويتعامل معها باحترام يفرض احترام الآخرين عليه وعلى لغته والذي يستهين بلغته يجلب الهوان عليه وعلينا وعلى لغتنا ويكون ذلك مدعاة لتهميشنا جميعنا… باختصار لسنا ضد اللغة العبرية فهي لغة البلاد الأولى الرسمية، ولا مانع والحالة هذه أن تُستعمل اللغة العبرية لمن يرغب في استعمالها بجانب اللغة العربية، المهم إن نوفي للغة العربية حقها الكامل واعتبارها وكرامتها ولا ننس والحالة هذه قدسيتها خاصة لدى المواطنين العرب من المسلمين حيث نزل بها القرآن الكريم وذُكرت في أكثر من سورة: "وكذلك أنزلناه قرآناً عربياً- سورة طه 113" "إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تتقّون- سورة الزخرف 2" "وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى- سورة الشورى 7".