قواعد عليكِ اتباعها عند الشجار مع زوجكِ
تاريخ النشر: 19/12/16 | 5:58لا توجد حياة زوجية مثالية تخلو من الشجارات والخلافات إلا في عالم الخيال والأحلام فقط، ولكن توجد حياة زوجية ناجحة ومستمرة على الرغم من الخلافات الزوجية، فالاختلاف طبيعة بشرية، وكذلك الخلاف والشجار أيضًا، وهو دليل على صحة العلاقة بين الزوجين، وأن لكل منهما شخصية مستقلة دون تبعية عمياء للطرف الآخر، والشجارات الزوجية تحتاج إلى إدارة وذكاء وحكمة من الزوجين، حتى لا تتفاقم وتتحول إلى كابوس يهدد استمرار الحياة الزوجية.
إليكِ 8 قواعد وضوابط لا بُد منها لتتعلمي فن إدارة الشجارات الزوجية، لتستفيدي منها في تقوية الروابط العاطفية والنفسية بينكِ وبين زوجكِ.
1. لا للشجار في الأماكن العامة
يجب أن تكون هذه القاعدة صارمة وجادة، فممنوع الشجار أمام أي شخص ثالث قريبًا كان أو غريبًا، فالشجار أمام الآخرين يسبب الإحراج لكل منكما ويزيد من حدة التوتر والانفعالات بينكما، وقد يلجأ أحد الطرفين بشكل عفوي إلى رد فعل مبالغ فيه للدفاع عن صورته أمام الآخرين، ما قد يؤدي إلى زيادة الفجوة بينكما، إلى جانب الانطباع السيء أمام الآخرين، فقد تتصالحان وتحلان المشكلة لاحقًا، ولكن يبقى الانطباع السيء موجودًا لدى الأشخاص الذين شهدوا ذلك الشجار.
2. تجنبي الشجار أمام الأبناء
إذا كان لديكما أطفال، فيجب أن تحترما مشاعر أبنائكما وتجنب الشجار أمامهم تمامًا، فالطفل سرعان ما يترجم الشجارات بين والديه أنهما لا يحبان بعضهما البعض، ما يؤثر سلبيًا على صحته النفسية، لذلك فإنه كما يجب احترام مشاعر الطفل، يجب أيضًا احترام ذكائه، والتحدث معه في حالة ملاحظته لوجود خلاف بين والديه. تحدثا إليه بحنان وعقل أنه من الوارد حدوث خلاف بين أي شخصين، ولكننا نحب بعضنا البعض كثيرًا، ودائمًا نجد وسيلة لحل الأمور وجعلها أفضل.
3. لا للعنف اللفظي أو الجسدي
خلال الشجار، قد يتحوّل الدفاع عن النفس إلى هجوم على الطرف الآخر وانتقاده سلبيًا، ولكن هذا ليس حلًا بل إنه يزيد الصراع والفجوة بين الزوجين، لذا يجب تجنب الوصول لمرحلة الغضب الشديد الذي يفقدكما السيطرة على انفعالاتكما، فإذا وجدتما أن النقاش يزداد حدة يجب أن تبحثا عن وسيلة لإيقاف الشجار قبل الوصول لمرحلة الانفجار والتلفظ بما يجرح بعضكما البعض.
ابتعدا عن الكلمات الجارحة والمهينة، فالكلمة كالرصاصة، إن خرجت لا يمكن أن تعود أبدًا، كما إن العدوانية والعنف يفقدان الرجل معالم رجولته “الاحتواء، الشجاعة، المسؤولية، الشهامة، ضبط النفس” ويفقدان المرأة معالم أنوثتها “الرقة، الحنان، سعة الصدر، الحياء، اللين”.
4. عدم التحدث في أمور سابقة
غالبًا ما يرجع السبب الرئيسي في الشجار إلى تراكمات خلافات سابقة لم يصل فيها الزوجان إلى حل، فتجد الزوجة تذكر مواقف سابقة ليس لها علاقة بموضوع الشجار الحالي، الأمر الذي يثير جنون الزوج ويؤدي إلى زيادة انفعاله، فما الحل إذًا؟
الرحمة والتسامح هما الحل، عند انتهاء المشكلة يجب أن يحاول الزوجان إدخال الصفاء على نفسيهما، وعدم رصد المواقف لبعضهما في المستقبل عند حدوث مواقف مشابهة.
5. التحقق من السبب الحقيقي واء الشجار
مع ضغوطات الحياة اليومية، قد تكون هناك أوقات تشعر فيها الزوجة بالحساسية الزائدة، ويكون الزوج سريع الانفعال، فيبدأ أحدهما باختلاق المشكلات دون قصد، ثم يفقد الطرف الثاني القدرة على التحمل، فتندلع المعركة.
في هذه الحالة يكون الزوجان في أشد الحاجة إلى الاحتواء وليس الشجار، إلى الاحتضان وليس الصراخ، لذلك يجب التماس الأعذار للطرف الآخر ومراعاة ظروفه واحتوائه، ويجب أن يتذكر كل منهما أن الزواج علاقة تراحمية وليست علاقة تنافسية.
6. عدم إعطاء الأمور أكبر من حجمها
وهنا يتجلى دور الزوجة، فالمرأة بطبيعتها تميل إلى المبالغة وتضخيم الأحداث، الأمر الذي يخنق الزوج ويشعره بأنه مُراقَب، بعكس طبيعة الرجل الذي يميل إلى الحرية والانطلاق، فبعض الأزواج يكذبون على زوجاتهم للهروب من الاستجوابات والتحقيقات التي تعدها لهم زوجاتهم، وكذلك بعض الأزواج يتحكمون بشكل زائد في أمور تخص الزوجة، ما يشعرها بانعدام الحرية وعدم ثقة زوجها بها. يجب أن يعطي كل طرف للآخر مساحة للتنفس والحرية، مع الثقة واحترام طبيعة كل منهما المختلفة عن الآخر.
7. لن ننام ونحن على خلاف
في نهاية اليوم لن أدعك تقضي ليلة سيئة أبدًا!
اتفقا منذ البداية على ألا ينام أي منكما غاضبًا من الآخر مهما كانت الأسباب، تحدثا إلى بعضكما ولا تدعا الخصام يطول حتى لا تفتحان المجال للقسوة أن تدخل قلوبكما، لمسة يد حنونة، أو قبلة على الجبين تذيب الجفاء وتداوي الألم.
8. العلاقة الآن أقوى وأعمق
بعد انتهاء الشجار وصفاء النفوس، تكونان قد تعرفتما على صفات وطباع جديدة لكل منكما، الآن يمكنكما الاستفادة من تلك الخبرة واستثمارها في تحسين وتقوية العلاقة بينكما، عن طريق تجنب تكرار نفس الأمور التي تسببت في حدوث الشجار من قبل، الآن علاقتكما أقوى وأكثر حميمية. وكما قالوا قديمًا، ما أجمل الصلح بعد الخصام.