شعائر خطبة الجمعة من كفرقرع بعنوان رسول الرحمة
تاريخ النشر: 13/01/14 | 1:22بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة؛ أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع الموافق 9 ربيع الأول 1435هـ؛ حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك "رسول الرحمة" صلى الله عليه وسلم؛ هذا وأم في جموع المصلين فضيلة الشيخ محمود جدي، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
حيث تمحورت الخطبة حول: لقد أخبر – سبحانه – عن نفسه بأنه واسع الرحمة، وأن رحمته وسعتْ كل شيء، وأنه خير الراحمين، وأعظم رحمة حظيتْ بها البشريةُ من ربِّها: إرسالُ نبي الرحمة والهدى محمدٍ صلى الله عليه وسلم قال- سبحانه – مبينًا هذه النعمة، وممتنًّا على عباده بها: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) فما من مخلوقٍ على هذه الأرض إلا وقد نال حظًّا من هذه الرحمة المهداة. نالها المؤمن بهداية الله له، وأُعطِيها الكافر بتأخير العذاب عنه في الدنيا، وحصَّلها المنافق بالأمن من القتل، وجريان أحكام الإسلام في الدنيا عليه…".
وأردف الشيخ قائلاً:" فجميع الخلق قد هنئوا وسعدوا برسالته – صلى الله عليه وسلم. وإذا كانت بعثته – صلى الله عليه وسلم – ما هي إلا رحمة، لقد تمثَّل نبي الهدى – صلى الله عليه وسلم – الرحمةَ في أكمل صُوَرها، وأعظم معانيها، ومظاهر رحمته – صلى الله عليه وسلم – قد حفلتْ بها سِيرتُه، وامتلأت بها شريعتُه.
فرحِم الصغيرَ والكبير، والقريب والبعيد، والعدو والصديق؛ بل شملت رحمته الحيوانَ والجماد، وما من سبيلٍ يوصل إلى رحمة الله، إلا جلاَّه لأمَّته، وحضَّهم على سلوكه، وما من طريق يبعد عن رحمة الله، إلا زجرهم عنها، وحذَّرهم منها؛ كل ذلك رحمةً بهم وشفقة عليهم.
وأسعد من حظي برحمته – صلى الله عليه وسلم – هم صحابته – رضي الله عنهم – فامتلأ قلبُه – صلى الله عليه وسلم – رحمةً بهم، وعطفًا عليهم، ولطفًا بهم، حتى شهد له ربه بقوله: (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)، وبقوله: (وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ)؛ بل إن الله – تعالى – قد علم من شفقة رسوله صلى الله عليه وسلم على صحابته ما جعله أَوْلَى بهم من أنفسهم، وحُكْمه فيهم مقدَّمًا على اختيارهم لأنفسهم؛ قال – تعالى -:(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ)..".
وإختتم الشيخ خطبته بالقول: إخوة الإيمان: ومع هذه الرحمة العظيمة، والرأفة المتناهية التي تحلى بها المصطفى – صلى الله عليه وسلم – إلا أنه كان يضع هذه الرحمة في موضعها اللائق بها؛ لئلا تتحوَّل تلكم الرحمة إلى عجز وضعف، فمع لينِه ولطفه، كان يعاتب بقسوةٍ أصحابَه على بعض الأخطاء، فقال لِمُعاذ بن جبل حينما أطال الصلاة جدًّا: (أفتَّان أنت يا معاذ؟!).
وقال لحِبِّه أسامة بن زيد حينما قتل رجلاً من المشركين متأولاً: (أقتلتَه بعد أن قال: لا إله إلا الله؟!). ولم تأخُذْه رأفةٌ في دين الله، فرجم وجلد الزناة، وقطع يد السارق، وقتل المحاربين المرتدين، بعد أن قطع أيديَهم وأرجلهم من خلاف.
فعلم من ذلك أن الجهاد في سبيل الله، وإقامة الحدود لا ينافي الرحمة؛ بل هي من الرحمة لعموم البشر. فلسنا ممن يختصر الإسلام بدين التسامح والرأفة فقط، ولا ممن شوهوا الإسلام بالهمجية والإفساد، ونسوا أو تناسوا معالم الرحمة والإنسانية فيه، فدينُنا دينُ سلام ورحمة وإنسانية، ولكنه أيضًا دين جهاد، وذبٍّ عن الدين والعرض، والمال والأرض، ودين إقامة حدود: قتل ورجم، وقطع وجلد؛ لينقطع بذلك دابر المجرمين، وتنحسر جرائم المفسدين.
فاتقوا الله – أيها المسلمون – وعظِّموا شريعة ربكم، وخذوا بدينه كافة، واقتفوا آثار نبيِّكم في حياته كلها، تكونوا من المهتدين المفلحين الفائزين…
الله يجزيك الخير شيخنا خطبة موفقة باذن اله والله يديمكم لطاعة الله ورسوله واحنا والمسلمين