فطر عيش الغراب لعلاج الإكتئاب
تاريخ النشر: 29/12/16 | 6:13مرض الاكتئاب هو أكثر من الشعور بوعكة او حزن شديد، الاكتئاب هو مرض منتشر، خطير، ومعقد، ويصاب به 15%-25% من النساء و10%-15% من الرجال، ومن حيث النظرة الجديدة والمعاصرة فان الاكتئاب يعتبر ناتج عن نقص او عدم توازن بالمواد الكيميائية الموجودة بالمخ والجسم كافة، هذه المواد تسمى نويروترانسميترات (ناقلات كيماوية بين عصبية مثل نورابنفرين ودوبامين).
وهذا المرض يساهم في رفع نسبة التعرض لمرض القلب، يخل بعمل جهاز المناعة وأمور أخرى، بالإضافة الى ذلك كلما بقي الشخص المصاب بالاكتئاب فترة أكبر من دون علاج، زاد وضعه سوءاً وقل احتمال تخلصه من المرض نهائياً.
أظهرت دراسة قصيرة تم اجراؤها على 12 شخصا، قدرة أحد المواد الكيمائية المسببة للهلوسة الموجودة في الفطر المعروف باسم عيش الغراب نتائج مبشرة للمرضي المصابين بدرجات من الاكتئاب التي لا يمكن علاجها، وقالت الدراسة إن 8 مرضي توقفوا عن الاحساس بالاكتئاب بعد التجربة التي نتجت عن تعاطي هذه المادة.
وأظهرت النتائج التي عرضتها دورية لانسيت للدراسات النفسية، أن 5 من المرضي لم تظهر عليهم أي أعراض للاكتئاب لمدة 3 أشهر بعد التجربة، ورحب الخبراء بالنتائج بحذر واصفين إياها بأنها “مبشرة لكنها ليست قاطعة تماما”، وهناك دعوات الآن لتجربة تلك المادة الكيميائية على نطاق أكبر.
وفي هذه التجربة كانت العينة متفاوتة في مدة وحدة الإصابة فمنهم من يعاني من اكتئاب شديد ومنهم من يعاني من اكتئاب متوسط، ومنهم من يعاني منه مدة ثلاثين عاما، وقد جرب كل شخص على الأقل طريقتين للعلاج قبل ذلك، وأحدهم جرب إحدى عشر طريقة.
وفي هذه التجربة، التي جرت في لندن امبريال كولدج، أُعطي المرضي في البداية جرعات ضئيلة من عقار سلوسيبين، وهو المادة الكيميائية المسببة للهلوسة في فطر عيش الغراب، لتجربة مدى سلامة استخدامه، ثم أُعطوا جرعات كبيرة للغاية تعادل “الكثير من الفطر”، بحسب ما قاله الباحثون، واستمرت تجربة العقار المهلوس 6 ساعات.
ويقول الدكتور روبن كارهارت-هارس، وهو أحد الباحثين “تجارب السلوسيبين يمكن أن تكون ذات آثار عميقة، ورؤية نتائج بهذا الحجم أمر مبشر، فهذه تعد نتائج كبيرة الحجم في أي تجربة للاكتئاب… نحن الآن نحتاج إلى إجراء المزيد من التجارب على نطاق أكبر لمعرفة ما إذا كانت النتائج التي شهدناها في تلك الدراسة يمكن تتحول إلى فوائد طويلة الأمد.”
وقال الباحث البروفيسور ديفيد نت إن الأفكار يمكن أن تتركز في حالة سلبية واضحة من النقد الذاتي، ويُعتقد أن العقار عمل “كمادة مساعدة للذهن” تعمل على “تحرير” المريض من تلك الحالة، وأضاف أن سلوسيبين استهدف مراكز الاستقبال في المخ التي تستجيب عادة لهرمون سيروتونين، المرتبط بتلك الحالة.
وقال نت إن مجرد استخدام عقار للهلوسة في دراسة يُعد “علامة فارقة”، وانتقد القيود “المروعة” التي فرضت صعوبات على التجربة.
ولا تحمل الدراسة أي نتائج حاسمة حتى الآن، فهي قصيرة وأُجريت على عدد محدود من الأشخاص، كما لم تشتمل على مجموعة تتناول دواء وهميا وهو ما يحدث عادة في تلك التجارب، فعند تجربة عقار على عدد كبير من الأشخاص يتم استخدام عقارات وهمية وحبوب لا تأثير لها حتى يمكن تحديد مدى التأثير “المتوهم” الذي ينتج لدى بعض الناس عندما يعتقدون أنهم يعالجون.
وقال البروفيسور فيليب كيوان، من جامعة اكسفورد، إن “الملاحظة الأساسية التي يمكن أن تبرر استخدام عقار مثل سيلوسيبين في حالات الاكتئاب العصية على العلاج هو ظهور نتائج مستمرة على المرضى الذين تعرضوا لسنوات من المرض على الرغم علاجهم بالوسائل التقليدية، وهو ما يجعل النتائج طويلة الأمد ذات دلالة بالغة.”