همسة عتاب في اذهان الصامدين
تاريخ النشر: 14/01/14 | 1:38قال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ).
كم هي الحاجة ان نتوقف عند هذه الآية اليوم، وعند هذا التعبير وخاصة ونحن نرى ظلم المؤسسة الإسرائيلية الغاشم على اهلنا في النقب. نعم كم نحن بحاجة ان نتوقف عند هذه الآية عندما نرى ان المؤسسة الاسرائيلية تقف- تفكر- تقدر- تغير-تبدل اسماء شخصيات ليعجلوا بترحيلنا وتهجيرنا من ارضنا في النقب، هذه الاسماء من غولدبرغ حتى شمير مرورا ببيغن وبرافر هي وجهتها واحدة وبوصلتها معروفة جيداَ الا وهي مصادرة الارض وتجميع اكثر سكان من اهلنا في النقب على اقل رقعة ارض.
المظاهرة الاخيرة التي كانت يوم الخميس الموافق 9.1.2014 كانت المشاركة فيها ضعيفة، لا بل ضعيفة جدا هل سألنا انفسنا لماذا يا اهلنا في النقب؟
وانا اوجه هذا السؤال لكافة اهلنا في النقب وخصوصا في القرى والتجمعات غير المعترف بها في النقب والتي تعاني صباح مساء سياسة الهدم والتدمير
يا اهلنا في النقب كم نحن بامس الحاجة ان نلبي نداء الواجب ونشارك في المظاهرات والاحتجاجات من اجل رفع صوتنا في وجه من يريد ترحيلنا وهدم بيوتنا ولا اجد في الحقيقة مبررا لهذا التقاعص واني في الحقيقة كذلك لا اتفهم ابدا من يظن ويعتقد انه لا جدوى من وراء هذه الاحتجاجات وهذا الفهم مغلوط وخاطئ ينبع اما عن جهل او الانصياع للمرجفين اللذين يحاولون ليل نهار اخماد جذوة النضال المشروع في النقب لدحر مخططات الهدم والتهجير.
يا اهلنا نحن مطالبون ان نخرج من كل قرية ومضرب وخيمة لنلبي هذا النداء، بعيدا عن حب الذات، الذات الحزبية والقبلية والعشائرية، والذات الشخصية لان النقب للجميع وارض النقب هي ماضي الاجداد، وحاضر الاباء، ومستقبل الاحفاد، فحري بنا لا بل واجب علينا ان نحافظ على حاضرنا ومستقبلنا ولا يوجد عندنا وقت لهذه النزاعات والانانية الحزبية لان النقب غالي على الجميع.
ما اعظم من خلق فسوى وحذر فنادى عباده وقال لهم وهو يذكرهم ان الفشل مقرون بالتنازع (تنازعوا فتفشلوا) اذا علينا ان لا نتنازع وهناك الكثير ا الذي يوحدنا في هذا النضال الا وهو الانسان والارض والمسكن.
لماذا النداء الان:-
يا اهلنا في القرى غير معترف بها لم يعد خافيا على احد ان النقب يمر في فترة صعبة جدا ويجب علينا ان نعمل يدا بيد وان نلتقي على كلمة سواء وان نتكاتف مع بعضنا البعض كل في موقعه على انجاح ودحر مخطط برافر-شمير الظالم المشؤوم لأننا لا نرضى لأنفسنا ان تصادر ارضنا وتهدم بيوتنا ونجلب لأنفسنا نكبة ثانية.
اذا فمن ظن بعد المظاهرة الاخيرة ان جسم النضال قد ضعف وهو في طريقه الى الموت وعما قريب ستفارقه روح الهمة العالية والعودة الى الميدان والنضال المشروع فهو واهم… واهم… واهم…!
سنفهم الصخر ان لم يفهم البشر*** ان الشعوب اذا هبت ستنتصر
مهما صنعتم من النيران نخمدها*** الم تروا اننا من لفحها سُمر
الاهل في النقب ثابتون صامدون على ارضهم مهما كلف الثمن اما يعيشوا عليها كرماء او يدفنوا فيها سعداء.
لذلك يا اهلنا في القرى غير معترف بها ما زالت فيكم جذوة النضال والعطاء والتضحية والثبات امام هذا المخطط -مخطط برافر شمير- معا لندافع عن الحق والدار والارض والانسان الذي لا تنكره شرائع الارض والسماء.
ما رأيناه في المظاهرة الاخيرة ما هي الا استراحة مناضل عما قريب سنرى في مظاهراتنا القادمة وليست بعيدة عنا، ان الاهل قد خرجوا من بيوتهم بشبابهم ونساءهم وشيوخهم واطفالهم وبناتهم، فهبوا يا اهلنا الى المظاهرة القادمة لنري المؤسسة الاسرائيلية كم نحن اذا اردنا سننتصر لأرضنا ومسكننا ونقبنا.