الَقَفَصُ الذَّهَبِيُّ
تاريخ النشر: 22/12/16 | 6:48وَارْتَشَفْنَا مُعظَمَ الكَأسِ,
ولَكِنْ ما ارْتَوَينَا ,
والبَقَيَّة مَا تَرَسَّب
باحْتِدَادِ المُنْعَطَفْ.
نَنْهَلُ مِنْهُ بِلُطْفٍ ,
مِثلَ عُصفُوريْن يَحْيَا في القَفَصْ .
وسَعِدْنَا لِوُرودٍ قَدْ قَطَفْنَا,
طيبِهَا أَجْذَلَ قَلْبي وَرَقَصْ .
أَبْهَجَتْنا فُلَّةٌ هَامَتْ بِنَا,
وَكُلَّمَا آهٌ تَعَالَت,
إِسْتَمَالَتْ نَحْوَنا تَأْسَى وَتَنْغَصْ .
وَبِتِّحْنَانِ النَّسِيمِ نَجْتَدِي الرِّفْقَ,
اذا الحُبُّ بِقَلْبَيْنَا نَقَصْ . .
نَجمَعُ الزَّاد لنَنْجو من جَحِيمِ الْهَاوِيَة,
نَتَزَهَّدُ ونُصَلِّي ,
نَقرَأُ ما اسْتَيْسَرَ ,
في سُورَتَيَّ الْعَنكَبُوتِ والقِصَصْ .
نَرقبُ التلفازَ لَمَّا يَنزفُ الجُرحُ,
ويَعلُو نَدْبُ ثكلَى كُلّمَا,
الغَازِي قَصَفْ .
نَحْتَسِى القَهوةَ صُبْحَا ً,
وشُروقُ الشَّمسِ يرْمُقُنا,
بِوَجْهٍ شَاجِنٍ,
حينَ يَرانا زَهْرَتَيْنِ,
مِنْ بَلِيلِ اللَّيْلِ نَخْبُو هَمَّ يَزْحَفْ.
ونُسَافِرُ في حِكَايَاتِ الغرَامِ ,
كُلَّمَا الَّليْلُ تَأَبَّطَ بالوِئَامِ,
حِينَ عَسْعَسْ.
أَكْتُبُ لَمَّا يُنادينِي القلَمُ ,
والمَدَادُ بالفُؤادِ غَصَّةٌ ,
لَمَّتْ مَكَائِدَ الأُمَمْ ,
والصَّفْحَةُ سَوداءُ تَنْعَى أُمَّتِي ,
العَمْيَاء أَلْهَاهَا الْخَلَفْ .
أَمَّا القَرينَةُ ُتَطْرُدُ ,
شَيْطَانَ شَعْري بالتِّلاوةِ,
تَتَعَوَّذ مِن شِرُورِهِ وَتَنامُ ,
وأَنَا أَبْقى وَشِعْري في شِبَاكِ المنتَصَفْ . .
بقلم أحمد طه