حديث لغوي : كي، كيما

سأجمع لكم من مصادر لغوية متفرقة عن (كي) وإعرابها، وما يشفع للمادة هنا تركيزها وترتيبها.
1- تأتي (كي) مصدرية بمعنى (أن)، كقوله تعالى {لكيلا تأسَوا على ما فاتكم}- الحديد، 23
فـ (كي) هنا ليست حرف تعليل، فلو كانت كذلك لما دخلت عليها لام الجر التي تفيد التعليل، وإنما هي مصدرية تنصب المضارع بعدها.
المصدر المؤول من (كي والفعل) في محل جر باللام.
…
2- تأتي (كي) حرف جر، وذلك إذا وقعت:

أ- قبل (ما) الاستفهامية، نحو كيمَ تجادل؟ أي لمَ تجادل؟ وقد لاحظنا أن ألف (ما) الاستفهامية قد حذفت، لأنها سبقت بحرف جر – على غرار: فيمَ، مـمَّ؟ لمَ؟

ب- قبل (ما) المصدرية، كقول النابغة:
إذا أنت لم تنفع فضُرَّ فإنما *** يُرجّى الفتى كيما يضرُّ وينفعُ
فالمصدر المؤول من (ما والفعل) في محل جر بـ (كي).

*هناك من يرى (كي) حرف جر في نحو: جئت كي أدرسَ، فيجعلون نصب أدرسَ بأن مضمرة وجوبًا بعد (كي) على غرار لام الجحود وفاء السببية وغيرهما.
..

3- كي الناصبة: حرف مصدري ونصب واستقبال تفيد سببية ما قبلها لما بعدها، نحو: وجهت الطلاب كي يزوروا المكتبة، فالفعل (يزوروا) فعل مضارع منصوب بـ (كي)، وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعل…. وعند الإعراب الدقيق نقول: والمصدر المؤول من (كي) والفعل في محل جر باللام المحذوفة (المقدّرة).
إذن فالمصدر المؤول من (كي والفعل المنصوب بعدها) في محل جر باللام- أي حرف الجر- سواء أكانت موجودة أم محذوفة في نحو: اجتهد كي تنجح، أو اجتهد لكي تنجح.
..
(كيما) تكتب متصلة، ويمكن اعتبار (ما) أنها مصدرية أو كافّة:
وقد مدحتكم عمدًا لأرشدكم *** كيما يكونُ لكم متحي وإمراسي

فيمكن إعراب (كيما) مكفوفة وكافة، والفعل المضارع بعدها مرفوع،
أو
(كي) حرف جر، و (ما) مصدرية، والمصدر المؤول من (ما والفعل) في حل جر بـ (كي).

* هناك من جعل (ما) بعد (كي) زائدة، وأبقى المضارع منصوبًا، فلا بأس إذن إن قرأنا البيت:

إذا أنت لم تنفع فضُرَّ فإنما *** يُرجّى الفتى كيما يضرَّ وينفعا
في الإملاء:
….
(كي) الناصبة للمضارع تُفصل عن (لا) النافية بعدها: قلت ذلك كي لا تغضبَ.
ولكن إذا سبقتها اللام فعندها تكتب الكلمات الثلاث متصلة: قلت ذلك لكيلا تغضبَ.
..

(كي) توصل بـ (ما) بعدها= كيما، سواء أكانت (ما) زائدة أم مصدرية، وتحذف ألف (ما) الاستفهامية بعد حرف جر= كيمَ وقد يُعوّض عنها بهاء السكت= كيمَـهْ.

ب.فاروق مواسي