يا فرحة ما تمت!
تاريخ النشر: 27/07/11 | 5:14بقلم: شاكر فريد حسن
فاطمة أحمد حسن فتاة في ربيع العمر وطالبة ثانوية متفوقة من قطاع غزة، تقدمت لإمتحانات الثانوية العامة (التوجيهي) وحققت نجاحاً كبيراً وحصلّت نتائج مشرفة وكانت من بين العشرة الأوائل الناجحين. في صباح يوم الأحد الماضي، وبعد ظهور ونشر النتائج عبر وسائل الإعلام المختلفة، راحت تحتفل مع أفراد عائلتها بنجاحها، لكن هذه الفرحة لم تكتمل، فقد سقطت صريعة مضرجة بدمائها برصاصة أطلقها شقيقها من مسدسه بطريق الخطأ، عندما كان يحتفل معها فتحول الفرح إلى مأتم. وهذه الحادثة التراجيدية ليست الأولى من نوعها، فقد جرت حوادث متشابهة كثيرة كانت نتائجها مؤسفة ومؤلمة ووخيمة. ففي الأسبوع قبل الماضي تسبب إطلاق النار في عرس بمجد الكروم الجليلية بمصرع الشاب المأسوف على شبابه أمير حمدان إبن التاسعة عشرة، الذي كان يحتفل بعرس اخيه، فإنقلب الفرح أيضاً إلى ترح. الواقع أن شعبنا تعود على إطلاق النار والمفرقعات إبتهاجاً وفرحاً في الأعراس والليالي الملاح وطلعات العرائس والحفلات الخاصة، كأعياد الميلاد وطهور الأطفال وعودة الحجاج والمعتمرين من الديار الحجازية وغير ذلك. ولكن في الحقيقة أن ظاهرة “الطخ” هذه أصبحت ليست للفرح والإبتهاج فحسب، وإنما هي تعبير عن قوة وإستعراض عضلات ليس إلا..!. إن النتائج المترتبة على العبث بالسلاح وإستخدام الألعاب النارية كثيرة وخطيرة وتنتهي في الغالب بالمآسي والكوارث وسقوط ضحايا. وهذه العادة هي عادة بدائية متخلفة، والشعوب المتحضرة والمتمدنة، التي تعشق الحياة، لا تلجأ إلى “الطخطخ” للإحتفال والإبتهاج.
بل هنالك مظاهر متعددة للفرح منها الرقص والطرب والدبكة والزغاريد. وسقى اللـه أيام زمان حين كانت النسوة تزغرد في كل مناسبة سعيدة، أما في أيامنا هذه فقد تحولت “الزغرودة” إلى “رصاصة” تلعلع في السماء. لقد قيل وكتب الكثير عن ظاهرة إستخدام السلاح والمفرقعات في الأعراس، لكن لا حياة لمن تنادي، فالآذان صماء، وقليل من الناس من يسمع ويتعظ، وبالمقابل الآخر يتمادى ويتظاهر ويتفاخر ويتباهى بالسلاح حتى في طلعة إبنته العروس..!نعم..طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، وعلينا جميعاً محاربة هذه الظاهرة السيئة المعيبة والمتخلفة والتصدي لها بكل قوة، وذلك بمقاطعة كل عرس يستخدم فيه السلاح. وعلى القوى المجتمعية والمدنية والاهلية أخذ زمام المبادرة، وعلى أئمة المساجد في خطب الجمعة الحث على ترك هذه العادة الضارة، وما تسببه من كوارث ومصائب، فنحن في غنى عنها. وعلى الشرطة العمل على مصادرة جميع الأسلحة المرخصة وغير المرخصة من مدننا وقرانا العربية، فقد أصبحت مصدراً للإزعاج والعنف الدامي المتفاقم والمستشري في مجتمعنا.
حياك الباري اخي الكاتب..وجمل ايامك بالعطاء الخالد
مقالتك جوهرية الاهداف…وجدير بنا كمجتمع ان نق بصف واحد لنحارب هذه الظواهر
المقرفة..جدير بنا ان نعلنها صرخة قوية..نربد الحياة.ابعدوا عنا شبح الموت..توقفوا عن
مظاهر العنترة الجاهلة المتخلفة..
بوركتَ أخي شاكر على معالجتك هذه الظاهرة الخطيرة بأسلوب
متزن، وبلغة راقية سليمة.