حياة ميكي وجوفي وبلوتو قبل شهرتهم بأفلام الكرتون

تاريخ النشر: 24/12/16 | 4:16

الاسم وحده المكون من مقطعين يكفي لانتزاع الابتسامة وإثارة الذكريات. بمناسبة مرور خمسين عاماً على وفاة والت ديزني، تعود كتابة السيناريو لصياغة هذا التراث وإعادة شخصياته إلى الحياة.
في اليابان، يطلقون عليه Miki Kuchi، وفي إسبانيا يسمى Miguel Ratoncito. وفي ألمانيا Micky Maus.. واسمه Michel Souris في فرنسا. ميكي أو الوجه الشهير الذي رسمه والت ديزني عام 1930 لم يتأثر بعامل الزمن.
دونالد، عم دهب، ميني، بلوتو.. خلال الفسحة المدرسية أو في غرف الأطفال، يستمر ميكي ورفاقه في الظهورعلى شكل دمى وأكواب أو أشكال أخرى عازمين على مقاومة الزمن. استطاعت هذه الكائنات الصغيرة -المشهورة عالمياً حتى الآن- كتابة تاريخها الخاص تماماً مثل زجاجة كوكاكولا أو العم سام أو رعاة البقر.
بعد خمسين عاماً مضت منذ اختفاء صاحب الأنامل الذهبية، تقوم جريدة لوفيغارو بإعادة اكتشاف تاريخ وأصول أسماء الشخصيات الفكاهية التي داعبت أحلام طفولتكم.
ميكي: مهرج.. جريء.. النوع ذكر وممثل رغماً عنه

الشخصية في حد ذاتها تثير الخيال. وهي تعتبر أيقونة رائعة أكثر من مجرد رمز أميركي، والفأر الصغير هو في حد ذاته خزان لانهائي من القصص. على سبيل المثال، لا يزال أصل الاسم مصدراً من مصادر القصص والخرافات.
وقد تم استخدامه من قبل ديفيد بوي في أغنية “حياة على المريخ” باعتباره رمزاً للرأسمالية، ومرة أخرى قام غانسبور باختلاس اسمه في افتتاحيته Mickey Maousse. إن ميكي ماوس بالفعل مبهر، ولا يمكن منحه معنى واحداً فقط حتى أن المعجم يتناثر من كثرة معانيه.
يجد ميكي نفسه يلعب دور المهرج، الطيب، كثير اللعب والجريء ولكن أيضاً في هيئته المتواضعة يقول عنه غاري إبغر في كتابه “ميكي ماوس” :هو رمز الحلم الأميركي، والفأر الصغير هو مزيج من “الطيبة الزائدة، والسذاجة والثقة” يشبه راسمه، مثل ما يقول Roey E ابن شقيق الرسام الشهير.
من قبل أطلق عليه والت ديزني “مورتيمر” ثم استطاع الفأر الصغير أن يجد هويته الحقيقية في اسم ميكي ماوس عام 1926 (زوجة والت ديزني نصحته بتغيير الاسم لأنه قديم وفيه غطرسه). ولكن لماذا تم هذا الاختيار؟ “هناك سببان”.
السبب الأول يعود إلى اسم ميكي روني الممثل الأميركي الشهير. وقد كان الممثل يردد دائماً في المقابلات أن اسم الفأر الشهير قد تم اختياره على اسمه. هذا بعد أن كان قد التقى في سن خمس سنوات بالرسام الذي بين نموذج طائرتين أثناء تصوير حلقة من سلسلة ميكي ماجواير الشهيرة في أواخر سنة 1920.
القصة تبدو رائعة لكن هناك مشكلة. لم يعرف الممثل باسم ميكي روني إلا منذ بداية عام 1932. فحتى هذا التاريخ كان يحمل اسمه الحقيقي: جوزيف يول. ولكن وفقا لأقواله، فقد التقى بالرسام بين عامي 1925 أو 1926.
الاحتمال الثاني يأتي بسبب لعبة خشبية تم تسويقها عام 1926 من شركة رينيه دي غروف. اللعبة باللونين الأسود والأبيض وتشبه الفأر، تحمل على الصدر كلمة “ميكي” والتي استلهمها والت ديزني وأطلقها على شخصيته الأسطورية.
ديزي وبلوتو وجوفي يعلموننا التاريخ والأخبار والمعاجم

الشخصيات الثانوية: جوفي وديزي وبلوتو لا تقل أهمية عن مجموعة الحيوانات التي اخترعها والت ديزني. فعلى سبيل المثال، اختراع امرأة ميكي هو جزء من تيار يمثل عشرينيات القرن العشرين. وطبقاً للصحفيين في هذا الوقت، فإن ميني هي تجسيد لامرأة شابة متحررة، ترتدي تنورة قصيرة، وذات أهداب طويلة وذراعاها عاريتان. شهادة فنية وتاريخية تعود لعام 1930.
لم تكن ميني أكثر من مجرد اضافة تسمح للبطل بالتألق ولكنها أصبحت رمزاً على مدار التاريخ. تماماً مثل رفيقها المخلص بلوتو الكلب الأليف، قليل الفائدة في الرسوم المتحركة، استطاع اسمه أن يساعد الأطفال في التعرف على كوكب بلوتو الذي تم اكتشافه سنة 1930.
علم مصادر المصطلحات وصفات المعاجم أتاحت عمل وصف سريع لرفقاء ميكي. وهكذا، نجد في كثير من الأحيان في عالم الخيال علاقة بين الشكل والمضمون في الأسماء الأولى. جوفي يمثل الحيوان المهرج، الأحمق والمجنون قليلًا. ديزي (مارجريت) تمثل “لؤلؤة”، وتبدو كشخصية متطورة. بيت الأسود لديه كل الصفات المادية والمعنوية من اسمه ويعكس نموذج الشرير المراوغ الذي يثير الريبة.
أما عن دونالد، فهو شخصية ذات طابع غاضب، وفي الوقت نفسه تحمل معنى “الذي يتحكم فيمن هو دونه”. اسم مستوحى بشكل جيد عندما نتصور الحيوان غير قادر على ترويض مشاعره، الذي يفقد سلطته أمام أبناء أخيه الذين يوقعون به مئات المرات وينتهي به الأمر دائماً تحت الأرض بسبب طابعه الاستبدادي في بعض الأحيان.
ريري وفيفي ولولو وبيسكو: شخصيات حقيقية

إنهم أبناء عمومة دونالد وأبناء عمومة “عم دهب” البخيل في الرسوم المتحركة. ولكن ماذا عن الواقع؟ هل يأتون من تكرار كلمات طفولية في “بابا” و “ماما”، لنتذكر أسماؤهم بشكل أفضل أو هي استكمال لأسماء شخصية: “ريفيفي” و”فيلو”؟
وفقاً لراسمهم Taliaferro: هيوي، ديوي ولوي (الأسماء الإنكليزية لفراخ البط) مدينون لهويتهم لرجال سياسة ومذيعين أميركيين منذ عام 1930.
ريري يمثل محافظ وعضو مجلس الشيوخ من ولاية لويزيانا هيوي لونغ، فيفي هو توماس ديوي، حاكم ولاية نيويورك 1943-1955، الذي تعرض للضرب مرتين في الانتخابات الرئاسية. ولولو تمثل لوي شميت، الذي شارك في أفلام بامبي وبياض الثلج والأقزام السبعة.
وفيما يتعلق باسم البخيل (McDuck باللغة الإنكليزية)، فإنه يأتي من شخصية تشارلز ديكينز Ebenezer Scrooge، في رواية “أبيات عيد الميلاد” في فرنسا، الاسم الأول للبطة يدل على صفة البخل الشديد التي تلازم بعض الأغنياء.
وقبل اتخاذ اسم البخيل تم إطلاق اسم “العم أربانيون” والذي عرف بالطابع الغاضب.
وذلك حتى يتم تكريم شخصية البخيل لموليير والذي كان لا يسمح لأحد بالاقتراب من خزينة أمواله. في عام 1952، قام رئيس تحرير جريدة ميكي، ريمون كالام، بإضافة مصطلحات مثل “وخز” و”قرش” لتتناسب ببساطة مع الروح الإبداعية للأطفال.

97

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة