مداخلة د. زياد محاميد بحفل إشهار كتاب د. محمد عقل

حضرات الضيوف الكرام
حضرة المكرمين، أستاذي د. محمد عقل المحترم
اختي الشاعرة والمربية حليمة المحترمة
الضيوف الاعزاء السلام عليكم.
اتشرف اليوم بكم في دالية الكرمل بلد الجمال، والثقافة، والأخوة ..واتشرف بالمشاركة في حدث ثقافي راقي وهام وهو تكريم الشاعرة حليمه دواس بإصدارها الديوان الشعري الثاني والدكتور محمد عقل بإصداره المؤلف التاريخي والبحثي العاشر..الروحا وطن وجذور.
عن الثقافة الملتزمة وأهميه الإصدارات
الف مبروك لكما..وللمكتبة العربية وللقارئ العربي….وأؤكد ان مجتمعا العربي الفلسطيني في اسرائيل ، يحتاج لهذه الانتاجات الأدبية والتاريخية لأنها تشكل البديل الوحيد لما يُنتج ويُسوق في مجتمعنا العربي ،من عنف وصراعات وثقافات مهترئة وفنون هابطه تبدأ من تفاحتي الأراجيل لتنتهي بقبله الواوا لهيفاء وهبي….ومن جهة اخرى هي البديل لثقافه القوه والعنصرية وتهميش جمهورنا العربي والمس بشرعيته السياسية والوجودية في ارض الاباء والاجداد.
ان اشعار الانتماء للأرض والوطن والتاريخ. للخطاف والروحة واللجون والسنديانه..وخبيزه وهاره وعرعره …هي الرد على الاصوات التي تنادي لترحيلنا وفصلنا عن الوطن في عمليه ترانسفير ثقافي وديموغرافي خطير…لذا اقول للأخت حليمه ول د محمد عقل ولكل كاتب وشاعر وناشط هنا،انتم في الطريق الصحيح. طريق البقاء والتجذر والتطور في وطننا الذي لا وطن لنا سواه.
الحضور الكريم،
عن كتاب الروحا وطن وجذور
ان كتاب “الروحا وطن وجذور” للدكتور محمد عقل والذي هو الانتاج البحثي ال عاشر للكاتب ، اولا حاجه موضوعيه بعد ما يقارب ال 70 عاما على النكبة…وبعد 18 عاما من احداث الروحة الدامية عام 1988 حيث جرج واعتقال اكتر من 600 شخص في معركه الدفاع عن ارض الروحه…
الكتاب ليس مجرد وثيقه تسرد وتصف المكان والحجر والشجر، أنما هو وثيقة تاريخيه شامله وعميقه تتعامل مع حركه التاريخ والجغرافيا والانسان والاحداث المصيرية بديناميكية بحثيه تمتد من التاريخ الغابر الى يومنا هذا…حيث نجح د. محمد عقل بمراجعه ودراسة اكثر من 550 مصدر مكتوب ومحكي ومصور ليسجل نصوصا علميه موثقة ،عمل على تحليلها بعقليه المؤرخ المهني والمنحاز للحقيقة التاريخية وللقيمة التاريخية وليعرفنا على حقائق لم نعرفها في 285 صفحه. حقائق تاريخيه وحياتيه عن التجمعات السكانية واصلها وتاريخها وانتاجها وافراحها واتراحها ومساكنها وشخصياتها وافعالها السياسية والاجتماعية…حتى بمبالغ الضرائب السنوية المفروضة عليها من قبل الحاكم العثماني…واحصائيات عدد الاطباء في قريه كفر قرع.
الكتاب يصف 45 موقع وتجمع سكاني…منها 34 موقع هٌجر عام 1948..و10 تجمعات لا زالت قائمه في بلاد الروحا.
الوصف دقيق جدا وشيق جدا. ويعتمد على وثائق تارخيه مسجله…وهو الوصف الأكثر حتلنه في مؤلفات التاريخ الفلسطيني المعاصر .
الكتاب يشمل اسرار التسميات واصولها ويعتمد الأكثر مصداقيه تاريخيا ومنطقيا ولغويا بعد التحليل العلمي المسلح بالواقعية والحقائق الجدية..
الكتاب يشمل صورا حقيقيا من تلك الحقبة تدعم التحليل والبيانات.
في الكتاب مواقف تناقش مؤرخين اخرين واحيانا تدحض استنتاجاتهم حول وقائع سياسيه او عسكريه ام تاريخيه هامه الامر الذي سينعكس بحوار حاد سينشاء لاحقا بين كتاب التاريخ.
اهم الاهداف التي تحققت اثر انجاز هذا الكتاب
اهداف حققها د محمد عقل وبجداره بنشره هدا الكتاب :
1. اعاد للروحة قيمتها التاريخية السياسية الديموغرافية…اعتمادا على ربط الجغرافيا بالتاريخ-احداثا وناسا. ولهذا اهميه خاصه لصد مخطط التهويد والمصادرة وبناء مدن يهودية كبديل لانتمائها العربي.
2.برهن سقوط نظريه هرتسل القائلة انه هناك ارض بلا شعب يجب ان تمتح لشعب بلا ارض..فسجل 34 تجمع سكاني بتفاصيل حياته وعمله وتعداده وطقوسه وافراحه واتراحه وحراكه المجتمعي والسياسي وحتى العسكري.منذ ايام الفتح الاسلامي ..اي قبل هوالي الف سنه..واكثر.
3.اظهر بشكل بارز انه لجانب الكفاح المسلح ضد الاستعمار الانكليزي والعصابات الصهيونية المسلحة كانت وجهه نظر خرى تقول اننا نقدر ونقبل التعايش المحترم مع اليهود لبناء دوله مشتركه ان تنازل اليهود عن السلاح والقمع والتدمير.
(مختار السنديانه ومختار كفر قرع…واخرون)
4. اظهر وبكل دقه.. ان الثورة الفلسطينية مثل كل ثورات العالم تعاني من مشاكل الثقة والقيادة والزعامة والتشرذم مع وجود النزعة التحررية العامة من الاستعمار الانكليزي ومن الاحتلال الصهيوني المسلح.
5. فند نظريه “الاستهتار والاحباط “الشائعة لتقزيم دور جيش الانقاذ…اذا برهن دوره العسكري وجدتيه في عده مواقع. فأسقط نظريه ” ماكو اوامر…”الشائعة والتي تستهر بدور المقاتلين العرب وضباطهم.
6.نجح في شرح الوجه الحقيقي للشعب الفلسطيني كوجه حضاري انساني منتج له ثقافه وانتماء وسعي للازدهار والاعمار والتقدم. وهذا من خلال وصف دقيق لأشكال العيش في تجمعات الروحة. والتي بشكل او اخر هي انعكاس للحياة في الجليل ومناطق اخرى قريبه ا بعيده نسبيا من ارض فلسطين التاريخية…مما يؤكد وحدتها النفسية والثقافية واللغوية والاقتصادية..وهذا تأكيد جديد للمعايير العلميه لتعريف الشعب كشعب.. وهو دحض لنظريه التنكر لوجود الشعب الفلسطيني .
7.نجح في فضح دور بريطانيا في ظلمها للشعب ودورها في التصفيه الجسدية لثوار العرب اما بالقتل المباشر او بالإعدامات الكثيرة شنقا…حتى لأسباب كانت بسيطة. مثل حمل بندقيه او اكتشافها في بيت ما….
عن المؤلف د محمد عقل
واخيرا…يقولون ان من يكتب التاريخ هم المنتصرون…
وانا اقول ان د محمد عقل كتبه لأنه المنتصر الوحيد هنا…منتصر بقوه البقاء…فالبقاء في ارض الوطن كان معركه كبيره، وليس مجرد حظ او منه من احد…والبقاء في الوطن بعد النكبة وجراحها وفي ظل حكم عسكري شديد وظالم تحول لملحمة صمود وثبات وتحمل ومعاناه وصبر في وطن نزف كثيرا…والبقاء يعني ان تصبر وتتحمل، ان تكبر وتتكاثر وتتجذر وتحدث الابناء والاحفاد وتنقل لهم الرواية الصحيحة…..وهذا ما يحققه هذا الكتاب..
انه الرواية الحقيقة للروحاء عبر التاريخ من اجل ان تبقى الروحاء جزء من الروح التواقة للحياة الكريمة…ولتبقى رياح الروحة تدب الحياه والأمل في قلوب ابناء قراها المهجرين ،فتمنحهم قوه الصمود والصبر لتربيه ابنائهم على حب شيء نسميه نحن وطن هو يعيش فينا ..
في هذا المؤلف يثبت لنا د. محمدعقل مره اخرى ، انه مؤرخا مهنيا وعلميا وباحثا جديا وكاتبا جميلا ومثقفا متحيزها لشعبه وارضه وتاريخه..كيف ولا وهو من ولد عام النكبه وكبر في ظلها وفي جرحها النازف…وتحداها وانتصر بالبقاء…ليتفرغ لمجابه نكبه اخرى ،هي نكبه الجسد باصابته بمرض شلل الاطفال عام 1950 وهو على مشارف التعليم الابتدائي..فحمله والده على كتفيه يوميا.. لينهل العلم.. وحمله الحمار للمدرسة الاعداديه والثانويه لاحقا…وتباعا الى الجامعة حتى الدكتوراه.. متحديا كل الظروف ليصبح استاذا وكاتبا وناشرا وشاعرا وباحثا ومؤرخا ولغويا منتميا ومتحيزلتاريخنا ولغتنا ومجدنا وحضارتنا الشرقيه والاسلامية…كتب عن جبل الخطاف ووادي عاره.. وعن المثلث..وعن مرج ابن عامر والروحا……ولهذا يستحق اسم بوصله المثقفين وعميدهم،..بل المنتصر على النكبتين… فله منا اجمل تحيه تقدير وفاء وعرفان.
ابارك للدكتور د. محمد عقل اصداره الهام …وادعو الجميع لقراءته وحفظه في المكاتب البيتية ..ففيه قيم انسانيه وتاريخيه وثقافيه عالية جدا وهو ملهم سياسيا ووطنيا اعتبره ينبوع انتماء لتاريخ طويل ومثير ومجيد .

د.زياد محاميد