ملاحظات عن الترقيم وعن الطباعة
تاريخ النشر: 26/12/16 | 3:25السؤال: هل نكتب جاء محمد ومحمود أو جاء محمد و محمود؟
(ومحمود) الكلمتان معًا أو (و محمود) مع مسافة بين الواو والاسم؟
واو العطف هي جزء من الكلمة، فهي ليست (and) الإنجليزية أو (und) الألمانية، وقس على ذلك في اللغات الأخرى. فالحرف (و) لا يمكنه إلا أن يتصل، وهو كالفاء= فيذهب، ويذهب، ونحن لا نفصل الحرف الواحد في أية كلمة إلا إذا كان فعلاً ناقصًا في صيغة الأمر- مثل (قِ) ، (فِ) (رَ) ….
إذن نكتب الكلمتين معًا: ينجح ويتقدم ويفوز، فلو فصلنا لكانت إمكانية أن تكون الواو منفردة في نهاية السطر، ويتم المعنى في السطر التالي.
ثم إن الحرف المفرد وضعًا لا يجوز فصله عن الكلمة= كأبي، لأبي، فأبي، وأبي، بأبي، سأعمل، أجئت؟
وسؤال:
متى بدأ العرب بعلامات الترقيم؟
عرف العرب علامات الترقيم على النص القرآني، وذلك بوضع إشارات وحروف فـ (مـ) فوق الحرف تفيد لزوم الوقف و (ج) جواز الوقف و (لا) للنهي عن الوقف وهكذا….
لم يعرف العرب علامات الترقيم التي نستعملها اليوم إلا في عصر النهضة وبتأثير اللغات الأوروبية، وهي بالطبع مهمة، لأنها كإشارات المرور توجه المعنى في الجملة، أو قل: هي كحركات التعبير في جسمك عندما تساعدك على الأداء.
ثمة كثيرون من بيننا من وضعوا تحديدًا لاستخدام علامات الترقيم أو تقنينًا لها، وكلها ترسمت خُطا (خطى) قواعد الإنجليزية والفرنسية.
ملاحظة لا بد منها:
الفاصلة هي بهذا الشكل (،)- أي تكتب بالصورة التي اتفق عليها، وعلينا أن نكفّ عن رسمها كما هي بالعبرية أو اللغات الأوروبية (,)؛ فبذلك يكون توحيد الأداء، وتوحيد الأداء هو الذي يجعلنا نحرص على طريقة كتابة الهمزة أو الألف أو التاء، وعلى عدم الوقوع في اللحن، وعلى اللفظ الصحيح.
وسؤال:
هل نبعد علامة الترقيم في الطباعة عن آخر حرف؟
لم أجد فيما قرأت من عشرات المصادر ما يحدد أن الفاصلة (أو الفصلة أو الفارزة) يجب أن تكون متاخمة للحرف الأخير قبلها، بل وجدت هذه العلامة بعيدة قليلاً في كتب عبد السلام هارون ومحمد أحمد شاكر وعبد العليم إبراهيم وهم من كبار الدارسين والمحققين.
مع ذلك، فإن الدروس الأولى في الطباعة على الحاسوب تصرّ على وجوب عدم ترك فراغ ما بين الحرف والعلامة، وما عليك إلا أن تجرب كيف أن تِقْنية التصحيح في الحاسوب تطالبك بذلك.
أخذت أنا أتقيّد بذلك، فهي أفضل في الطباعة الحديثة- حتى لا تستقل علامة الترقيم، وتكون بعيدة عن الكلمة.
وبعد، فكما أنه-
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم *** ولا سراة إذا جهالهم سادوا
فإنه -حسب رأيي-:
ليس الكتابة فوضى لا قيود لها *** ترقيمَنا وحّدوا إذ نحن ننقادُ
ب.فاروق مواسي