مجموعة شبابية تتجول بين جبال وادي القلط

بدأت جولتنا من بداية المسار التي حددته جمعية اعطونا الطفولة، حيث كان التجمع امام محكمة اريحا الساعة 8 صباحا ثم قمنا بالانطلاق عبر الوادي واستمر المسير قرابة 5 كم حيث أن المياه تجري في وادي القلط طوال اشهر الشتاء وينابيعه مليئة طوال السنة.

الوادي ينبع من عين القلط وينتهي بأريحا، حيث نمت حول النهر العديد من النباتات الصحراوية المائية النادرة، بالإضافة الى الحيوانات البريّة وآثار تاريخية من ايام البيزنطيين وقصور رومانية قديمة.

مكان النبعة الطبيعية التي تتواجد بأخدود طبيعي مليء بالنباتات المائية الجميلة جدا. حيث عبرت من ناحيتها السيدة نجلا عوكل رئيسة جمعية اعطونا الطفولة عن سعادتها عن هذه المباردة حيث شارك بهذا المسير قرابة 40 شاب وشابة واعضاء من الجمعية والمجتمع المحلي والسيد وسام الشويكي ناشط شبابي.

وقالت تأتي هذه الزيارة عن بدء نشاطات وفعاليات متنوعة على صعيد الاطفال من سن 13لغاية 18 عام وحرصهم على التعريف بجمالية فلسطين واريحا نظرا لما يتعرض الاغوار من تغيير في معالمه وصورته ومحاورة الاحتلال الاسرائيلي بسط سيطرته على الاغوار الشمالية حيث أن جمعية تسعى الى الحفاظ على ديمومة العمل المجتمعي والقضايا الاجتماعية والفكرية والصحية في المجتمع وقال مسير الجولة محمد الطوري أن وادي القلط هو من أودية غور الأردن وأحد الروافد الغربية لنهر الأردن في منطقة أريحا، وملتقى مياه الأمطار القادمة من جبال البيرة والرام وعناتا شمال شرق القدس بعد مرورها بعين الفوار أو عين القلط ويمتد الانحدار العام لهذا الوادي من بداياته حتى وصوله إلى وادي أريحا مسافة 35 كم.

يسير هذا الوادي باتجاه الشرق ماراً بدير مار جريس ودير القلط المتجاورين، ثم إلى أريحا ويصب في نهر الأردن، وتقدر كمية المياه التي تجري في هذا الوادي بحوالي 3 ملايين متراً مكعباً في السنة، يحتوي الوادي على بقايا أثرية عبارة عن أقبية وقنوات جسر وجدر من الحجارة، ومغارة فيها كتابات يونانية وطاحونة بها قناة، ونفق محفور في الصخر وبقايا جسر. وفي الوادي قناة مياه جارية طيلة العام، أصلها روماني من عهد هيرود الكبير (37-4 ق. م.)، تم تجديدها وترميها في عدة عهود كان آخرها فترة الانتداب البريطاني.

وهناك جسر يعود في تاريخه إلى الفترة الرومانية، وقد تم صيانته وترميمه في الفترة البيزنطية والأموية والعهود التالية.

وهناك مجموعة من المطلات الجميلة على رؤوس الجبال المحيطة في الوادي، تعطي الناظر فكرة طيبة وأصيلة عن المشهد التاريخي والطبيعي للأراضي المقدسة ولجبال مدينة القدس. وفي الوادي مجموعة من المسارات، أغلبها تتبع أو تقرب من مسار الطريق الرومانية القديمة. ويبدأ القطاع الهام للوادي على بعد 16 كم من مدينة القدس، بعد الانتهاء من مطلع الخان الأحمر، حيث تتفرع من طريق القدس أريحا، طريق فرعية إلى الشرق وتسير مع الوادي متعرجة حتى تصل إلى سهل مدينة أريحا من مدخل المدينة الجنوبي، وهناك تقوم تلول أبو العلايق أو قصور هيرود الشتوية.

ومن أبرز معالم الوادي، دير وادي القلط وشكرت السيدة نجلا عوكل كل من الخدمات الطبية على وجودها في الجولة لحفاظ على سلامة الاطفال والشباب والسيد وسام الشويكي لمشاركته بالمسير. وعبرت عن سعادتها بانطلاق الجمعية.