خطبة الجمعة من كفرقرع بعنوان أكثروا ذكر هادم اللذات
تاريخ النشر: 20/01/14 | 3:05بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة؛ أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع الموافق 16 ربيع الأول 1435هـ؛ حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك "أكثروا ذكر هادم اللذات" صلى الله عليه وسلم؛ هذا وأم في جموع المصلين فضيلة الشيخ أسامة مسلماني، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
حيث تمحورت الخطبة حول: يقول الله تعالى:(قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون).
سبحان من قصم ظهور عباده بالموت حديث جبريل عليه السلام: يا محمد – صلى اله عليه وسلم – عش ما شئت فإنك ميت وأحبب ما شئت فإنك مفارقه.
إنه جدير بمن الموت مصرعه ومصيره، والتراب مضجعه والدود أنيسه، ومنكر ونكير سائله، وعمله جليسه، والقبر مسكنه، والقيامة موعده، والجنة أو النار مورده، أن لا يكون له فكر إلا الموت ولا ذكر إلا له ولا استعداد إلا لأجله، ولا تدبير إلا فيه. روي في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني).
ساعةٌ رهيبة ولحظةٌ عصيبة سيمرّ بها كل إنسان لا محالة وستُدرِك كل عبدٍ فلا مناص؛ إنّها ساعةُ الاحتضار، ساعة المغادرة لهـٰذه الدّار والقُدوم على الدّار الآخرةِ دار القرار…".
وأردف الشيخ قائلاً:" عبادَ الله : إنّها – إي والله – ساعةٌ عصيبة ولحظةٌ رهيبة وخَطْبٌ جسيم جَلل لابدّ لكلِّ عبد من تفكّرٍ وتدبّر لأمره وحاله حينما تُدركه تلك السّاعة.
عبادَ الله: وفي القرآن الكريم مواضعُ أربعة فيها عَرضٌ لهول هـٰذا الخطب وبيانٌ لعِظم هـٰذا الكرب:
الأوّل : قول الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ).
والثّاني: قول الله تعالى: (وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ).
والثّالث: قول الله سبحانه:(فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصرُونَ).
والرّابع : قوله جلّ وعلا :(كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ * فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى * وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى * ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى)..".
وإختتم الشيخ خطبته بالقول: ما أفظع القبور وما أشد وحشتها وما أبعد غربتها فيا أيها الغافلون عنها ويا أيها الناسون للموت، المقصرون في عبادة الله وطاعته، المضيعون لحدود الله وأوامره المفتونون بالدنيا حلالها وحرامها المخدوعون ببريقها وسرابها الزائل زوروا القبور وتذكروا في تلك الديار الموحشة والبيوت المظلمة فلا إله إلا الله كيف تكون الليلة الأولى في القبر لمن عصى الله تعالى وغفل عنه فلم يستعد بالأعمال الصالحة وحيدا فريدا لا أنيس ولا جليس لا زوجة ولا أطفال ولا أصدقاء ولا أحباب ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين، وقال تعالى: (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ).
فيا مدبرا عن المساجد ما عرف الصلاة، يا معرضا عن الله تعالى يا منتهكا لحدود حرمها الله، يا ناشئا في معاصي الله يا غافلا عن طاعة الله، تذكر القبر وظلمته تذكر الأكفان والحنوط إذا وضعن عليك وحملت على الأكتاف وأدخلت التراب تذكر الصراط وزلته والموقف وكربته والحساب وشدته…".
شيخ عبد احلى شيخ- الله يحرسك ويديمك- تسلم يا ابو احمد
خطبة مؤثرة الله يرحمنا برحمته