نشاطات مميزة في نادي حيفا الثقافي
تاريخ النشر: 11/01/17 | 9:09نادي حيفا الثقافي .. رسالة انتماء، من بذرة إلى شجرة وارفة الظلال . رئيس نادي حيفا الثقافي المحامي فؤاد نقارة وزميله المحامي حسن عبادي القيّمان على نشاطات النادي الثقافية المتنوعة ، هما صاحبا رسالة ، يعملان بجهود حثيثة على إيصال تلك الرسالة من خلال نادي حيفا الثقافي، ذلك المنارة الأدبية الحيفاوية.
في البدء كانت الكلمة…. “ما أمتع الوقت الذي يمضيه الانسان في الاطلاع على ذخائر العقل وكنوز المعرفة. فتنمو معلوماته وتتسع ثقافته. الكتاب مصدر إشعاع ثقافي وحضاري. إنه النافذة التي نطل من خلالها على دائرة الفنون والعلوم والثقافات. ما أجمل هذا الكتاب الذي يصلنا بعقول ونفوس وتجارب أناس في مختلف البقاع والأزمان”.ابتدأت الفكرة عام 2011 بما يسمى “صالون أدبي” مع مجموعة قراء يحترمون اللغة الأم وذوي انتماء، بالمواظبة على قراءة كتاب يُتّفَق عليه، من الأدب العربي أو العالمي، فيجتمع الأعضاء كل أول اثنين من كل شهر لتبادل تجربة قراءة هذا الكتاب – بحضور الكاتب أحيانا- ويناقشوه من عدة جوانب: المضمون، اللغة، الأسلوب، الخلفية، التداعيات، الجانر الأدبي، المؤلف نفسه، الأبعاد الاجتماعية والأدبية وغيرها، مرورا بدار النشر والطباعة. فيخرج القارئ من هذه الأمسية بمخزون ثقافي وحضاري ولغوي لا يثمن، ناهيك عن غذاء الفكر والروح الذي يكتسبه المشاركون من هذه اللقاءات الأدبية والعصف الذهني .
وفي السنة الأخيرة عقد النادي سبعة لقاءات لمناقشة كتاب مع الأعضاء وكان الكتاب الأخير الذي تناولوه لعام 2016 رواية “السفرجلة” لحيدر عوض الله – رواية تُصوّر حالة شاب فلسطيني، ابن للاجئ ، يحلم بالعودة التي تشكّل محورًا أساسيّا في حياته بطولها وعرضها، “يدخل دهاليز الحياة بشغف وهو يعلم تماما أن حياته كفقاعة صابون، مهما كبرت نهايتها حتما الانفجار” ، وحيدر يصرخ صرخته ضد “الموروث” والمعتاد فيوجّه اللوم المبطّن ضد ظاهرة الالتحاق بالثورة دون تحضير وتدريب مسبق ودون جهوزيّة لتكون ثورة “5 نجوم” ، وضد نهج وممارسات الزعامة الفلسطينية التقليدية في لبنان وتونس، ويتذمّر من مواقف الأنظمة العربية تجاه فلسطين وشعبها وقضيّتها . والكتاب المقترح للقاء القادم ” الكافرة” للأديب العراقي علي بدر.
ثم تطورت لرؤيا… رسالة الثقافة وروح الانتماء لضادنا لم تتوقف عند الصالون الأدبي فتطورت لعقد أمسيات ثقافية مفتوحة يقبل عليها أهل القلم وعشاق اللغة وحاملو رايتها والمتذوقون للكلمة وغيرهم كثر من حيفا وخارجها من المدن والبلدان العربية، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، وهي خطوة من أجل استعادة مكانة اللغة العربية أدبا وشعرا ونثرا بعد غياهب تهميشها وتهميش مبدعيها ومن أجل فتح المجال لهؤلاء المبدعين لإشهار إبداعاتهم. فمن هنا وعبر الأمسيات الثقافية تلك التي دأب النادي على عقدها أسبوعيا والتي لاقت إقبالا واسعا ، عقدت 44 أمسية ثقافية عامة خلال عام 2016.
وبفكرة ابتكرها المحامي حسن عبادي وبمبادرة منه، يعقد النادي أمسيات شعرية على غرار “سوق عكاظ” الأدبية، بإحياء منبر للشعر أسماه” أمسية عكاظية حيفاوية” وهي عبارة عن منبر شعري ومنصة لشعرائنا وشاعراتنا من أصدر منهم ديوانا ومن لم يصدر.
تقام هذه الأمسيات العكاظية مرة كل شهرين ، وضروري التنويه إلى أنها ليست مسابقة أو منافسة شعرية وباب الاشتراك فيها مفتوح للجميع شريطة الانتماء ، وترافقها معرض فن تشكيلي لمبدعينا المحليين. عقدت للآن تسع أمسيات كهذه لاقت إقبالا ومشاركة واسعة والأمسية العاشرة في شهر آذار المقبل.
اليوم وبعد ست سنوات من عمر النادي، أقيمت خلالها اللقاءات الشهرية للصالون الأدبي وجولات تثقيفية وأكثر من مئتي أمسية ثقافية أسبوعية عامة لإشهار كتاب أو تكريم أديب أو شاعر أو شخصية وطنية من شتى أرجاء فلسطين ومن الشتات يعتبر نادي حيفا الثقافي ظاهرة ونموذجا يحتذى به. وإن دل هذا على شيء إنما يدل على نجاح وصدق عزيمته في خدمة لغتنا العربية ومبدعينا دون تفرقة.
وأمسيتنا القادمة يوم الخميس 12.01.2017 مع الأمسية العكاظية التاسعة بمشاركة الشعراء مجدلة حنا-مشرقي، منى ظاهر، عبد الحي إغبارية وأسامة خطيب وعرافة الشاعر أنور سابا .
بقي أن نذكر أن أمسيات النادي ونشاطاته تقام في قاعة كنيسة مار يوحنا المعمدان الارثوذكسية، شارع الفرس3 في حيفا، وبرعاية المجلس الملّي الوطني الأرثوذكسي في حيفا .
خلود فوراني سرية