علامات القلب السليم
تاريخ النشر: 16/01/17 | 4:04اجملَ ما يميّز الإنسان بعد العقل هو القلب الموجود داخل الضلوع والذي ينبض وتنبض معهُ المشاعر، فلولا القلب لتجرّد الإنسان من الرحمة ولمات العقل مع موت القلب، فالذي يميّز شخص عن آخر هي طيبة القلب والتي تدلّ على القلب السليم، فنحنُ في زمن قلّ فيه هذا القلب الذي من النادر أن تراهُ وإن رأيتهُ تشعرُ بوجود الإنسانيّة بعد أن تجرّدت من أشخاص لا قلب لهم ولا شفقة، فالقلب كأيّ عضو يحتاج أن تحييهِ حتّى لا يموت وتموت معكَ الإنسانيّة، فإن مات قلبكَ فسوف تخسرُ نفسك وستخسر رضا الله عليكَ وجنّة عرضها السموات والأرض والتي تحتاج إلى قلب سليم.
*علامات القلب السليم *
•ذكر الله عند الخلوّ :
عندما تجلسُ وحيداً ولا أحد معكَ فأنت تجلس مع روحكَ والهموم التي قد فعلتها الحياة فيكَ والتي أثّرت على قلبكَ الذي يموتُ بعد كلّ قصّة أو طعنة، فعندما تجلسُ وحيداً وتتذكّر الله وتستغفرهُ فهذا دليل على وجود قظعة من قلبكَ ما زالت تنبض بالخير فيجب أن تحييها بذكر الله ولا تجعل الدنيا تلهيك وتضلّك عن الطريق السليم.
• الصلاة :
تعتبر الصلاة هي راحة القلب والمغذّي الروحي للإنسان والصلة بين العبدِ وربّهِ، فإن كنتَ تجد الراحة في الصلاة فأنتَ قلبك ما زال سليم ينبض بالخير لأنّ القلب السليم معلّق بباب الله تعالى، فالصلاة هي طريق أيضاً ممكن أن تسكلهُ لتحيي قلبك وضميركَ وتجعل زهور في القلب.
•أن تتذكّر المعاصي والذنوب :
إنّ القلب المتحجّر الذي مكوّن من حجر أخرس لا ينطق لا يشعر بارتكاب الفواحش والذنوب وقتل الناس بالألسن وكأنّهُ يأكلُ من لحمَ أخيهِ، فكم رقصوا على جثّتي أناسُُُ لا قلوب ولا شفقة بين صفحاتِ إنسانيّتهم وما زلتُ أنبضُ بقلب قد أهلكني وأوجعني من المعاصي وعدم جرح الآخرين، ولكن هذا القلب هو وحدهُ من سيدخلني الجنّة وهنيئاً لي ذلك اليوم على ما صبرتُ وعلى ما سأصبرُ عليهِ، وحتّى لو لم يدخلني فعلى الأقل ما زلتُ إنسان ينبض بمشاعر.
•الشعور بالآخرين :
عندما تجدُ نفسكَ تشعر بمأساةِ الآخرين وأوجاعهم فعلم أنّكَ إنسان، وعندما تشعرُ بأوجاعِ نفسكَ فأنت حيّ، ما أجملَ أن تشعر بالآخرين ومأساتهم وتواسيهم وتقف بجنبهم حتّى ولو لم يجاوزكَ بالخير، فلا تنتظر الخير إلاّ من ربّ الخير.
•ترك الحسد والغيبة والنميمة :
كان لي صديق يغارُ على من يمتلكون السيارات الفخمة وينظر إلى الآخرين بما لديهم ووجدتُ قلبهُ قد أتعبهُ من الهموم التي حملها على عاتقهِ من وراء الغيبة والنميمة والحسد، فنظرتُ إلى نفسك وإلى قلبي فوجدتُ أنّ حسد الآخرين وذمّهم هي مرض يصيب القلب حتّى يقتلكَ، فعندما تجدُ نفسكَ لا تحقد أو تكره فأنتَ تمتلك قلب سليم خالِ من هذه الأمراض التي تقتل روحكَ وكلّ شيء جميل، وإيّاكَ أن تعتقد أن القلب الطيّب هو مصدر الهموم أو المشاكل ولكن تعامل مه هذه الطيبة بحكمة وتضع الطيبة بمحلّها وبعيدة عن متناول الآخرين لكي لا يلعبو بمشاعركَ وبنفس الوقت لا تحقد أو تكره أحد.
•الخوف من الموت :
إنّ أعظم عظةِ هي الموت ولا يوجد شيء بعدهُ ممكن أن يذكّركَ بهِ أحد لكي يعضكَ، فعندما تجدُ قلبكَ قد خافَ من الموت واهتزّ جزء في داخلكَ عندما تتذكّر حياتك كشريط يمرّ أمامك فأنت تمتلك قلب سليم ما زال ينبض بالخير فلا تقتلهُ، وما أصعبها أن تتذكّر الموت أو تمشي في جنازة وقلبكَ لا يشعر بها فاقرأ عليها السلام وعلى نفسكَ وابقى في الدنيا ومت وعش فيها من أجلها، فالجنّة تحتاجُ إلى قلب سليم لا يكره لا يتكلّم على الآخرين وعن أعراضهم.
واعلم أنّكَ مسؤول عن ذلك القلب إذا جرحتَ أو خنتَ الآخرين فما أصعبها من كلمات، والويلُ لمن غدر أو خان أو تلاعب بمشاعر الإنسان ونسيَ أنّهُ مجرّد شيء لا يذكر عند الله تعالى
فعش بقلب سليم طاهر واترك الناس لربّ الناس وابعد قلبكَ عن كلّ شخص لا يقدّرهُ، ومن غدرك سيُغدر ومن تركَ فيكَ جرح سيأتي شخص ويزيل ذلك الشخص وكأنّ شيئاً لم يكن…