إستقبال العام الجديد بأمسية زجلية في عمان

يبحث مُحب الزجل عن صوت رخيم وعذب وعن كلام له ألف معنى وعن موسيقى وإيقاع يمسّ مشاعره وتياراته الداخلية وعن شعراء مع عنفوان وحضور ولا يضره لقمة هنية أيضا ـ هذا ما وجده محبو الزجل الذين تجمعوا في عمان من كل حدب وصوب لحضور أروع أمسية زجلية بحضور الشعراء الميامين الاشعر توفيق الحلبي (دالية الكرمل) ورايق خير (أبو سنان) وفيصل الصايغ وحبيب أبو أنطون (لبنان) مع الفنان عازف العود وفيق حديد وعازف الكمان فرح حديد وضابط الإيقاع الأردني هشام النحوي مع لفيف من الشعراء والمثقفين وأصحاب القلم.
جمهور غفير من الكرمل رافق الشاعرين الحلبي وخير إلى أمسية كلها فن وإبداع نظمها الشاعر حسين زيدان الذي صار متخصصا في إقامة تظاهرات زجلية في العاصمة الأردنية ليتسنى لمحبي فنون الزجل من كل الأقطار الالتقاء على العتابا والمعنى والشروقي وأحلى الكلام وأروعه. بالزجل تمّ الانتقال من سنة 2016 إلى سنة 2017 وسط أغاني وأصوات عذبة مخملية ارتقت بفنون الزجل إلى ذروة جديدة قلّما شهدتها المنابر في منطقتنا. وهذا بشهادة المئات ممن حضروا الأمسية وحواشيها من سهرات جانبية لم تقلّ شأنا عن السهرة الرئيسية في عمان.
ولاقت هذه الأمسية التي اتسمت بالتنظيم المحكم استحسان كل من شارك فيها واستمع إلى الشعراء المبدعين وإلى حواراتهم الحماسية وأصواتهم الندية. وأجمع الحضور على أنهم حضروا الكثير من الحفلات في عمان والبلاد لكنهم لم يحضروا أروع من هذه الأمسية بكل تفاصيلها.
وفي حديث مع الشاعر توفيق الحلبي قال: “أنا نفسي تفاجأت من عظمة هذه ألأمسية ورقيّها في كل تفاصيلها. كان التنظيم مُحكما وكذلك الشركاء من زملائي تألقوا واحدا واحدا بأروع الأشعار والأصوات. يبدو أن لحظات وأجواء نهاية عام وبداية آخر أعطتنا دفقا وقدرات خلاقة. أشكر كل مَن اسهم في نجاحنا”.
وعن المسيرة بشكل عام قال: “هذه الأمسية في عمان واحدة من سلسلة أمسيات مع كبار الشعراء من لبنان وسورية، تشكّل بالنسبة لي فاتحة لمرحلة جديدة من تطوير فنون الزجل. كان لي شرف تطوير مشروع الزجل في ربوعنا والارتقاء به إلى مستوى فني عال جدا حسب شهادة الزملاء والشعراء من لبنان والأردن والجاليات العربية في أوروبا وأمريكا الشمالية والجليل والمثلث وجبال نابلس ومؤرج جنين ـ أثبتنا أننا شعراء ُيحسب لنا حساب وأننا إذا قُلنا الشعر أبدعنا. نحن ناس مع مشروع ثقافي فني إبداعي حضاري متكامل وليس مجرّد هواة ننظم الكلام أو ننتحله. أعِد محبّي الزجل ومتابعينا بأمسيات من هذه النوعية وهذا الرقيّ فلينتظرونا”.