لن يرحل الشّرُّ

لن يرحلَ الشّرُّ إن لم تُشْحَذ الهممُ ولن يكون لنا منجًى ومعتصمُ

سار الرّذائلُ في غيٍّ بلا وجلٍ حاكوا ظلامًا ..تمادَوْا كلّما سَلِموا

وحفّزتهم ردودٌ جدّ عاجزة فاستفرس الشّرُّ.. دنيا ما بها قيم

عاثوا فسادًا فما انفكت مصائبهم تصلي الوجوهَ بنيرانٍ وما رحموا

لا يتقنون سوى زرعٍ لشرِّهم بين الأنام ليجنوا منه ما يَصِمُ

لا يعبأون بما يندي الجبينُ له مَنْ غاب عنه التّقى أخلاقه عدمُ

ما عاد يلقى ذوو عقلٍ ومكرمةٍ مناهلَ العزِّ في غابٍ به لممُ

نبقى كما نحن نحيا دونما أملٍ ما دامت الرّوح لا تسمو بها الهممُ

فينا خمولٌ وما قولٌ بلا عملٍ بنازع الشّرِّ من نفس بها نَهَمُ

قد آن يا قومُ أن نرقى بحالتنا فرايةُ الخيرِ تأبى كلّ مَن ظلموا

ورايةُ الخيرِ لا ترضى مهادنةً مع الخِسيس ولا مَنْ عافَهُ الكرمُ

قد صار كلُّ لئيمٍ يعتلي قِمَمًا يغتاب مَنْ في الورى أخلاقُه الشّيمُ

ما أعجب الأمر أن نلقى بساحتنا آذانَ صاغيةٍ يشدو لها رَخَمُ

يحيكُ مِنْ عنده ما شاء من قصصٍ وينقلُ النّاسُ ما يهذي به قَزَمُ

يا معشرَ الخَلْقِ كونوا أهلَ مكرمةٍ فخسّةُ الخُلقِ ليلٌ ساده السَّدَمُ