خطبة الجمعة من كفرقرع بعنوان أن نعبد الله كأننا نراه
تاريخ النشر: 26/01/14 | 3:20بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة؛ أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع الموافق 23 ربيع الأول 1435هـ؛ حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك ‘‘أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ‘‘؛ هذا وأم في جموع المصلين الشيخ كيلاني زيد، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
حيث تمحورت الخطبة حول: إنَّ أمَّتَكُم هَذهِ التِي ابتَعَثَ إليها ربُّنا عزَّ وجلَّ سيِّدَنا محمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ربَّاهَا على مُراقَبَةِ اللهِ تعالى، حتَّى تَتَحَقَّقَ بالعُبودِيَّةِ لَهُ تَعالى، وحتَّى تَتَحَرَّرَ من عُبودِيَّةِ الدُّنيا والمَالِ والجَاهِ والسِّيادَةِ والأهوَاءِ.
جاءَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِيُرَبِّيَ هذهِ الأمَّةَ على مُراقَبَةِ اللهِ تَعالى، الذِي يَرى ولا يُرى، على مُراقَبَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ الذِي هُوَ أقربُ إلى العَبدِ من حَبلِ الوَريدِ.
لِحِكمَةٍ أَرادَهَا اللهُ عزَّ وجلَّ أنَّهُ في هذهِ الحياةِ الدُّنيا لا يَراهُ العبدُ، ولكن إذا كانَ العبدُ من أهلِ الجنَّةِ فَسَوفَ يَرى اللهَ تعالى، لأنَّهُ عَبَدَ ربَّهُ مِن خِلالِ قَولِ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عندما سُئِلَ عن الإحسانِ، فقال: "أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ..".
وأردف الشيخ قائلاً:" يا عِبادَ الله، لقد كانَ سَلَفُنا الصَّالِحُ يُراقِبُ اللهَ تعالى، فَيفعَلُ الطَّاعَةَ طَمَعاً بما عندَ اللهِ تَعالى، ويبتعد عن مَعصِيَةِ اللهِ تَعالى خَوفاً مِنَ الله تَعالى، فَمَا كَانَ الوَاحِدُ مِنهُم يُراقِبُ البَشَرَ، وما كَانَ الواحِدُ منهم يُراقِبُ الحاكمَ ولا المَسؤُولَ، وما كَانَ الواحِدُ منهم يُراقِبُ قانونَ البَشَرِ، لأنَّهُم كانوا على يَقينٍ بأنَّهُم آيِبونَ إلى الله تَعالى، وبأنَّ حِسابَهُم على الله تعالى.
كانَ الواحِدُ منهُم إذا وَقَعَ في مُخالَفَةٍ شرعِيَّةٍ تَستوجِبُ إقامَةَ الحدِّ عليه يأتي إلى سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ويقولُ: طَهِّرني يا رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم-..".
وإختتم الشيخ خطبته بالقول: إذا كُنَّا على يَقينٍ من قولِهِ تعالى: ﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُم * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم﴾. وإذا كُنَّا على يَقينٍ من قولِهِ تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ﴾. فلننطَلِق من هذا اليقينِ لإصلاحِنا وإصلاحِ مُجتَمَعِنا، ولو انطَلَقنا جميعاً من هذا المنطَلَقِ لأصلَحَ اللهُ حالَنا وشأنَنا، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ).
لو انطَلَقنا جميعاً من هذا المنطَلَقِ لَكَفَّ كُلُّ واحِدٍ منَّا جَوارِحَهُ الظَّاهِرَةَ والباطِنَةَ عن مُخالَفَةِ أمرِ الله تعالى، ولكن كلمةُ: (فأينَ اللهُ؟) غَابت عن الكثيرِ من العِبادِ، وحُرِمَها الكَثيرُ من الخَلقِ.
يا عِبادَ الله، كُلُّنا راجِعٌ إلى الله تعالى، وكُلُّنا مُحاسَبٌ بينَ يَدَيهِ، فالسَّعيدُ من خَرَجَ من الدُّنيا وذِمَّتُهُ بَريئةٌ من حُقوقِ العِبادِ، والشَّقِيُّ من خَرَجَ منها وذِمَّتُهُ مَشغولَةٌ بحُقوقِ العِبادِ..".