إلتقاء الساكنين
تاريخ النشر: 17/01/17 | 0:18لا نبدأ في اللغة العربية بساكن، وكذلك لا ننطق بصوتين ساكنين متتالين إلا في حالات خاصة سأذكرها في النهاية*.
منعًا لالتقاء السكنين يحرك الساكن الأول عادة بالكسر:
يُحرّك بالكسر مع الفعل المضارع المجزوم (وعلامة جزمه السكون)= لم يكذبِ الرجلُ.
والسبب في اختيار الكسرة، أننا لو اخترنا الضم لاختلط مع الفعل المرفوع، ولو اخترنا النصب لاختلط مع المنصوب، فبقي الخفض، وهذا هوالأيسر، خاصة وأن الفعل المضارع لا يُجرّ.
يُحرك بالكسر مع فعل الأمر الذي آخره السكون= قلِ الحقَّ ولو على نفسك!
وكذلك مع الفعل الماضي المنتهي بالتاء الساكنة= تنوعتِ الأسبابُ…
كما يُحرك بالكسر مع حرف الجر (عنْ)= أسألك عنِ الكتاب.
ومع حرف العطف (أوْ)= كل التمر أوِ التفاح!
ومع (إذْ) إذا نونت= حينئِذٍ، و (مذْ)= مذِ اليومِ، والياء في آخر المجزوم= لا تَخْشّـيِ الرجل!
أما مع ميم الجمع:
* فيُحرك الساكن الأول بالضمّ مع ميم ضميرالجمع، نحو:
عليكمْ السلام= عليكمُ السلام،
ويجوز تحريك الميم بالكسر= عليكُمِ السلام، يهديهمُ الله، أو يهديهمِ الله (هنا يجب ترقيق لفظ الجلالة).
يحرَّك بالفتح مع الحرف (مـِنْ) = منَ المدرسةِ.
وتحرك واو الجماعة بالضم إذا كان الفعل ناقصًا= { وعصَوُا الرسول}- النساء، 43، { فتمنوُا الموت}- البقرة، 94.
يلتقي الساكنان فيما يلي:
* يكون سكونان متتاليان في الحرف المُدغَم أي المشدَّد، في نحو جادّة، فالدال الأولى ساكنة بعد الألف الساكنة، خاصّة، مُشادّة…
* يلتقي الحرفان الساكنان عند الوقف، نحو: {والفجْرْ * وليالٍ عشْرْ * والشفع والوَتْرْ}- سورة الفجر، 1-3.
* يلتقي الساكنان بين كلمتين إذا كان الحرف السابق ألفًا= دعا الْخطيب، سعى التِّلميذ،
أو واوًا ساكنة (مقدرة عليها الضمة أو الكسرة، أو هي واو الجماعة)= يدعو الْمؤمن، معلمو الصف،
أو ياءً ساكنة (مقدرة عليها الضمة أو الكسرة)، وفي مثل هذه الحالة يُكتفى بالحذف التلفظي = الراعي الْأمين، مع مفتشي المدرسة.
*إذا التقى الألف والتنوين في كلمة واحدة، حُذِفت الألف لفظًا وبقيت خطًّا، مثل: رِضًى، فتًى، عصًا.
فائدة:
في علم الصرف كثيرًا ما نجد حذف حرف العلة بسبب التقاء الساكنين، فمثلاً عند تصريف بعض الأفعال يطرأ السكون على أوله، فيتم التخلص منه بهمزة الوصل، ويغلِبُ ذلك في أمر الثلاثي والخماسي والسداسي، نحو (كتب يكتب اكْـتبُْ)، فالقاعدة تقول: يأتي الأمرُ من المضارعِ بعد حذف حرف المضارعة كما في المثال السابق، وبما أنَّ فاء الفعل ساكنةٌ فلا بد من النطق بمتحرك، وتخلصا من هذه المشكلة جيء بهمزة الوصل للنطق بمتحرك بدايةً، وهذه الهمزة تسقط لفظا عند الوصل كما في (وقال لهُ اكْتبْ).
ونحن نعرف ظاهرة الحذف من أحرف العلة في الإعراب، وفي موضوع الإعلال والإبدال، فمثلاً ” يقُلْن” كان أصلها يَقُـوْلْنَ، فحذفت الواو منعًا لالتقاء الساكنين، ولكن الواو تظهر في غير ذلك= تقولين، تقولون…
ب.فاروق مواسي