صيام الأم المرضعة
تاريخ النشر: 29/07/11 | 0:50تحتاج الأم المرضعة إلى غذاء متوازن ودعم بالفيتامينات خلال فترة الإرضاع حتى تتمكن من الإلتزام بالرضاعة إلى حوالي 8 رضعات يوميا في المتوسط، وعليه فقد رخص الإسلام للمرضعة الإفطار في رمضان، نظرا لحاجتها المتزايدة لتعاطي السوائل خاصة إذا كانت تشكو من قلة إدرار اللبن. ويمكن للمرضعة الإستمرار في الرضاعة أثناء الصيام لأن تكوين الحليب الطبيعي لا يأتي مباشرة من الأكل الذي تتناوله الأم ولكن يأتي من مخازن المواد الغذائية في جسمها والتي تعطي جسمها القدرة على تحمل ساعات الصيام أثناء النهار دون طعام أو شراب.
لبن الأم أساساً, مكون من ماء وكالسيوم وبروتينات ودهون، أي يجب أن تكون كل هذه المواد متوفرة في جسمها وهي ترضع طفلها عن طريق الغذاء الصحي المتكامل مع بعض الأملاح والفيتامينات والسعرات الحرارية اللازمة.
تقول الدكتورة “حنان الشقنقيري” أستاذة طب الأطفال في جامعة عين شمس وإستشارية الأطفال والتغذية بمستشفى السلامة في أبوظبي: “إن الطفل خلال الاشهر الأربعة الأولى من عمره يعتمد إعتمادا كليا على الرضاعة، وأي إهتزاز أو تغيير في كمية حليب الأم ينعكس بالضرورة على صحة الطفل، حيث تضطر الأم إلى تعويض أي نقص بالاعتماد على الرضاعة الصناعية التي لا تقارن بطبيعة الحال بالرضاعة الطبيعية، وإذا كانت تشعر بمتاعب صحية خلال شهر الصوم، فإنني أحبذ عدم صيامها في هذه الفترة بعد الرجوع إلى مصدر فقهي موثوق برأيه”، تنصح المرضعة خلال الاشهر الثلاثة الأولى من الرضاعة بعدم الصيام، لأنها فترة إستنزاف لجسد الأم المرضعة، ولحاجتها الماسة إلى السوائل لزيادة ادرار الحليب، تزويدها بالطاقة اللازمة للرضاعة الصحية، أما بعد مرور الاشهر الثلاثة، فيمكن للأم المرضعة الصوم بشرط إتباع التعليمات الواجبة الخاصة بالصيام، إلى جانب مراعاة التوازن الغذائي خلال فترة الصيام والرضاعة، أما في حالة الصيام في الوقت الذي تعتمد فيه على عقاقير أو أدوية معينة، فمن الممكن أن تؤخذ على فترتين بعد الإفطار والسحور، أو حتى يمكن توزيعها على فترات ثلاث خلال المساء كالفيتامينات أو المسكنات أو المضادات الحيوية.
أما الدكتورة “منال خورشيد”: إستشارية طب الأسرة في السعودية، فتقدم نبذة عن الأغذية المطلوبة وكمياتها خلال فترة الرضاعة لتغطية إحتياجات الأم حسب عمر الطفل الرضيع. كما يأتي:
أولاً: خلال فترة الرضاعة من عمر 0 ـ 6 أشهر للرضيع، والتي يفضل أن تكون الرضاعة الطبيعية فيها مطلقة بدون أي إضافات حتى الماء:
ـ الطاقة بزيادة 550 كيلو كالورى عن احتياج الأم اليومي العادي.
ـ البروتين بزيادة 25 غم/ يوم.
ـ الدهون بزيادة 45 غم/ يوم.
ـ الكالسيوم 1000ملغم/ يوم.
ـ الحديد 30 ملغم/ يوم.
ثانياً:خلال فترة الرضاعة من عمر 6 – 12 شهرا من عمر الرضيع، وهي فترة الفطام التي يبدأ فيها الرضيع تناول الأغذية التكميلية إلى جانب لبن الأم، فتكون احتياجات الأم الغذائية تقل عن الفترة السابقة: ـ الطاقة بزيادة 400 كيلو كالورى/ يوم.
ـ البروتين بزيادة 18غم/ يوم.
ـ الدهون بزيادة 45غم/ يوم.
ـ الكالسيوم بزيادة 500 ملغم/ يوم.
ـ الحديد 30 ملغم/ يوم.
ـ بالنسبة للفيتامينات يفضل زيادة تناول الأغذية التي تحتوي على كميات وفيرة من فيتامين أ، سي، بي 1، بي 12، بي 2، وحمض الفوليك.
ـ زيادة تناول الماء والسوائل بكمية تعادل 10 ـ 12 كوب ماء يوميا.
ينضح مما سبق ذكره أن الزيادات في إحتياجات الأم المرضعة يمكن تداركها أثناء الفترة بين الفطور والسحور بتوزيع الغذاء بشكل منظم كما يلي:
1- تناول وجبة متكاملة عند الإفطار وتحتوي على كميات ملائمة مما سبق ذكره من أغذية وسعرات حرارية.
2- تناول وجبة ثالثة بين الفطور والسحور في الفترة بين الساعة الحادية عشرة والثانية عشرة ليلا تضمن توفر الكمية اللازمة من السعرات الحرارية.
3- تأخير السحور إلى آخر وقت قبل الإمساك.
4- تناول الكثير من الفواكه والخضروات واللبن.
5- تناول الفيتامينات اللازمة بعد مشورة الطبيب.
6- الإكثار من شرب السوائل خاصة في الجو الحار بحوالي 3 – 3.5 لتر يوميا بعد الإفطار وليس شرطا أن تكون على شكل ماء صاف وإنما يدخل تحتها كل السوائل مثل الشوربة والعصائر.
7- تناول الأغذية التي تزيد من إدرار اللبن مثل الحلبة حسب ما ثبت صحته بالدراسات العلمية.
8- أن تقلل من المجهود العضلي خلال النهار حتى لا تستهلك سعرات حرارية أكثر، خاصة في الفترة بين العصر والمغرب وهنا لا يخفى علينا دور الزوج في ذلك في مساعدة الأم المرضعة على مسؤولياتها خلال نهار رمضان ما أمكن ذلك.
9- يمكن للمرضعة تناول شيء من التمر أو العسل قبل الإمساك مباشرة لتحصل على قدر كافٍ من السعرات الحرارية التي تساعدها خلال الصيام في النهار.
10- يفضل التقليل من الأغذية التي تحتوي على البهارات والملح الكثير حتى لا يزيد إحساسها بالعطش خلال النهار وهي صائمة.
ويمكن للمرضعة أن تبدأ بتعويد نفسها على الصيام خلال شهر شعبان وبذلك تحقق فائدتين وهما ثواب الصيام والتدريب على الصيام والرضاعة معاً قبل الشهر الفضيل.
ولا بد من معرفة علامات كفاية الرضيع من حليب الأم أثناء النهار وهي:
ـ منظر الرضيع يدل على الحيوية والنشاط.
ـ ينام بعمق وراحة تامة لفترات في مجملها 15 – 20 ساعة تقريبا خلال الأشهر الثلاثة الأولى ثم 14 – 15 ساعة يوميا فيما بعد.
ـ التبرز من مرتين إلى 4 مرات يوميا برازاً أصفر ذهبي اللون، رائحته حمضية لبنية ويحتوي على حبيبات صغيرة.
ـ زيادة وزنه بمعدل 30 جم يوميا أو 180 – 240 غراما أسبوعيا.
ـ البكاء فقط عند الجوع.
وبما أن الطفل الرضيع بعد سن الستة أشهر يبدأ تناول الأغذية التكميلية فيمكن، خلال فترة النهار، إعطاؤه وجبة أو إثنتين منها مع تكملتها برضعة بسيطة من الثدي تكفيه حتى وقت الإفطار بالمغرب، ومن ثم تزيدي من معدل الرضاعة خلال الليل إلى الفجر.
وللرضاعة المطلقة الخالصة فائدة أخرى إلى جانب إنقاص الوزن لما تستنفده المرضعة من مخزون الدهون في جسمها، فهذه الفائدة هي منع نزول الحيض نظرا لإرتفاع هرمون الرضاعة خاصة خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الرضيع مما يسهل عليها عدم الإفطار في رمضان ومن ثم القضاء بعد رمضان.
بالنسبة للمرأة العاملة والمرضعة خلال رمضان نقترح عليها بعض الحلول العملية للتوفيق بين الرضاعة والصوم لتختار منها:
ـ أن تحصل على إجازة خلال شهر الصوم.
ـ تخفيف ساعات العمل.
ـ تجميع اللبن من الثدي بعد الفطور وتناول كميات كافية من السوائل ووضعها في البراد ومن ثم يقوم الشخص الذي يعتني بالرضيع بإعطائه إياها خلال فترة غياب الأم بعد تدفئتها.
– أما إذا أحست الأم بأي أعراض مثل الدوخة أو زغللة العين ونقص كمية اللبن أو تأثر وزن الطفل وعدم نموه بشكل طبيعي فيمكنك التوقف عن الصيام، والتمتع بالرخصة الدينية في ذلك.