ما ينصب على أنه تمييز
تاريخ النشر: 23/01/17 | 18:20التمييز المنصوب هو اسم نكرة يزيل إبهامًا، وهو يتضمن معنى (مِن) لبيان ما قبله من إجمال؛ ففي قولنا: “امتلأ الإناء ماءً”، فإن التمييز يعني (من ماء) حيث يزيل الغموض عن امتلاء الإناء- أي عن الجملة، فنعرف بأي شيء امتلأ.
كثيرًا ما يقع التمييز في مثل الجمل التالية:
* بعد الأفعال: كفى، ازداد، قَرَّ، طاب، امتلأ، فاض، نحو: كفى بالموتُ موعظةً، طاب المكانُ منظرًا…إلخ
وكذلك بعد الفعل على وزن (فَعُلَ) وهو لازم، نحو: عظُم الرجل شأنًا، كبُر مقتًا…
* المعدود بعد العدد (من 11- 99)= أحد عشر كوكبًا، تسع وتسعون نعجةًً،
وبعد كنايات العدد= كم رجلاً ؟ كذا شاقلاً.
*بعد اسم التفضيل: {أنا أكثر منك مالاً وأعز نفرًا}- الكهف، 34، {فالله خيرٌ حافظًا}- يوسف، 64.
** بعد التركيب: يا لَه (لها…): يا له رجلاً، يا لها ليلةً!
يقل استخدام التمييز:
* بعد الصفة المشبهة= أنت فصيح لسانًا، كبير شأنًا، أما إذا قلت (فصيح اللسان) فاللسان مضاف إليه مجرور.
* بعد الجملة الاسمية التي فيها الاسم المنسوب= محمود فلسطينيٌّ أبًا، وهو مصري أصلاً.
أما قولنا- فلسطيني الأب، فكلمة (الأب) مضاف إليه.
*بعد فعل المدح أو الذم= نعم الطفل ذكاءً، وبئس الشرير قرينًا.
لا يهمنا كثيرًا أن نذكر إعراب (شربت لترًا حليبًا) فحليب تمييز منصوب، فما أقل من يستخدمها؟ ومثلها كل اسم يقع بعد كيل أو وزن أو مِساحة= باع الفلاح طنًّا قمحًا!
فهل يقول مثل هذه الجملة أحد؟
في رأيي يجدر بنا ألا نعلّمها لطلابنا، وأن نترك الموضوع للمتخصصين.
نحن نقول: شربت لتر حليبٍ. فالتمييز جاء هنا مضافًا إليه مجرورًا، ولا حاجة لأن نذكر أنه تمييز- مع أن معناه كذلك- فالوظيفة النحوية هي التي تهمنا، وهي مضاف إليه مجرور.
ولا يهمنا كذلك أن نذكر كلمة التمييز، حتى لو جاءت تمييزًا في المعنى،
وذلك بعد الأعداد 3-10 وبعد المائة وأضعافها، فالمعدود بعد (3-10) مضاف إليه مجرور: ثلاثة كتبٍ، عشرة معلمين، حيث نلاحظ المضاف إليه يرد بصورة الجمع،
بينما بعد المائة وأضعافها يأتي المضاف إليه بصورة المفرد= مائة كتابٍ، ألف صديقٍ.
ملاحظة:
ليس هناك من شرط أن يكون التمييز واردًا بعد كل حالة مما ذكرت، لإنك تستطيع أن تقول: أنت فصيح. وأنا أطول منك.
عظُم الرجل. محمود فلسطيني.
ازداد العدد…إلخ
ب.فاروق مواسي
بارك الله لك استاذي الفاضل على هذا الشرح الكامل المفيد والسهل.