لن نحظى بالنعيم حتى نمسك عن تمجيد الزعيم
تاريخ النشر: 02/02/14 | 21:00منذ فجر التاريخ تولدت وانغرست وتغلغلت فينا قيم حتى باتت تسري في عروقنا كما الدماء.. ابرزها عشقنا لتمجيد الزعيم القائد والتغني بامجاده حتى بتنا نصنع الدكتاتور بانفسنا ونتفنن بتكوين هيئته الى ان ينقلب السحر على الساحر.. فيبطش بنا ويتسمّر في كرسيه ويظن انه مفوض بان يقوم بما يشاء بما في ذلك قتلنا وسحلنا وخنق حرياتنا.. السنا اذا من صنع هذا الزعيم ومكنه منا؟! اولسنا في سوريا من مجدنا القائد الاسد وصنعنا له هالة خرافية حتى ظن الرئاسة قرينته فاورث ابناءه من بعده… اولسنا في مصر من كرسنا الاشعار والاغاني لتمجيد الزعيم بدل ان نكرسها في عشق الوطن وقيمة الشعب واهمية الحرية والعدالة الاجتماعية؟!؟.. شئنا ام ابينا نحن من صنع القيد حول معصمنا بل نحن من غرسنا في القادة ذلك الشعور باننا عبيدهم وانهم اسياد الارض، لكم اؤمن بالمقولة التي تقول: لا تسأل الحكام لماذا ظلموا بل اسال الشعب لماذا رضخ.!!. وانا اضيف من عندي: بل اسال الشعب لماذا صنعت دكتاتورا؟ لماذا وضعت نفسك درجة ثانية بل عاشرة.. وكرست نفسك لخدمة وتمجيد الزعيم… فهو ذاته الزعيم الذي يبطش ويفتك بك اليوم بلا هوادة ودون رأفة سواء كان في سوريا او مصر او ليبيا..
هي بذور زرعناها واليوم نحصدها قسوة والما وعنفا وموتا دمار!! والانكى من هذا كله اننا لا نزال نمجد الزعيم!!! اوليس هذا مرضا تفشى في شريان الامة؟!؟ اوليس غضبا قد صب علينا ولا زلنا نسعد به؟!! متى سنستفيق من غيبوبة المدح والاجلال والتمجيد للزعيم الاوحد والافراط في منحه الصفات الالهية..فالوحدانية والديمومة لله وحده اما البشر فطبيعة كينونتهم هي التغيير والحركة الدائمة.. اما ان يبقى الزعيم زعيما للابد فهذا حصري فقط لدى امتنا العربية!! فنجد العبارات الموحية بالعبودية تتردد هنا وهناك فتارة نردد:(( نفديك للابد يا حافظ الاسد)).. وتارة: ((يعيش جلالة الملك المعظم ))عبارات زرعت في هؤلاء السلطوية وحولتهم الى وحوش في نهاية المطاف فاستبدوا وقمعوا، وحتى الاقزام الذين لم يصنعوا شيئا نراهم يرون في هؤلاء قدوة.. فترى السيسي يقلد عبد الناصر ويطمح في ان يصبح ناصرا جديدا..رغم انه لم يقم سوى بالقمع والقتل والاستبداد بزمرة من الشعب!!
وفي ذلك اقول حتى عبد الناصر الذي صنع شيئا للامة وانجز لم يكن من السوي ان نمجده هكذا فنتغنى به..كان يجب ان يكون العرفان للجيش باكمله وليس لرجل واحد، دعونا نتخلص من آفة الرجل الواحد التي باتت تقضي على امتنا تدريجيا.. اسمحوا لي بان انفي نظرية المؤامرة بل هي صناعة محلية ادت الى محو الشعب وسحقه، فرغم ان المطامع الخارجية بدات تنسج شباكها ولكن الاساس هو نحن انفسنا فلو لم نقم بذلك لما استطاع العدو اختراقنا وتفتيتنا..
اذا فلنعترف بالخطأ الفادح الذي نرتكبه بحق انفسنا ولنمنح لنفسنا بعضا من كرامة وقيمة حتى يهابنا الزعيم ويعرف انه ليس الا خادما في حضرتنا وليس العكس!!!!
ان الامه العربيه في سبات عميق منذ قرون.وستبقى في سبات لعشرات السنين على الاقل. هناك علامات للامل في الاجيال القادمه. لو طال الليل فلا بد للشمس ان تشرق علينا او على غيرنا