النقب تستعد لمراسيم دفن الشهيد أبو القيعان
تاريخ النشر: 19/01/17 | 9:50لم ينم المنكوبون بهدم بيوتهم في أم الحيران بالعراء، كما تمنت لهم ذلك المؤسسة الإسرائيلية، بل استعدوا لعرس شهيدهم يعقوب والتحموا مع عشرات المتضامنين معهم من أبناء الداخل الفلسطيني، في خيام وفّرها لهم أهل الخير وما أكثرهم، فرحوا رغم الألم بوقفة أبناء شعبهم وقياداته معهم، وزادهم هذا إصرار على الصمود والبقاء والتجذر في أرضهم.
“ديلي 48″ استمع إلى آمال وآلام السيد سليم أبو القيعان، عضو اللجنة المحلية في أم الحيران، ويكون الشهيد يعقوب زوج أخته، تحدث أبو القيعان عن كذب المؤسسة الإسرائيلية وروايتها بخصوص مقتل الشهيد، ونقل لنا أحلام الشهيد يعقوب، ببناء منزل لأبنائه والفرح بأعراسهم وسعيه إلى تعليمهم، وهو المربي المثقف، الذي نهل من العلم الكثير، وكان يحلم بتوفير الأفضل لأبنائه، لكن رصاصة الغدر الإسرائيلية عاجلته.
عن حجم التضامن والالتحام مع أهل أم الحيران يقول السيد سليم” “بات قسم منا في المسجد أو خيام للرجال والنساء، جلبها أهل الخير من حولنا وما أكثرهم، لم تسعنا بيوتنا التي بقيت صامدة، حيث بات معنا العديد من المتضامنين من أبناء شعبنا في الداخل من الجليل والمثلث والمدن الساحلية والنقب، جمعنا الحطب يقينا من برد الليل، وجلسنا نفكر ونتدبر فيما جرى وكيف نواجه السلطات المجرمة التي استباحت دم ابنائنا وأطاحت ببيوتنا”.
وشكر أبو القيعان كل المتضامنين مع أم الحيران، وخص قيادات الداخل التي هبت إلى أم الحيران فور سماع الأنباء عن اقتحامها، وأكد تأثره البالغ من مشهد الوحدة التي تجلت أمس الأربعاء بين الجميع وقال: “ما حدث في أم الحيران وحّد الجميع، حتى في نقبنا الغالي، طويت صفحة الخلافات بين الناس انتصارات لأم الحيران”.
عن الشهيد يعقوب، زوج اخته، يقول أبو القيعان: “ترك زوجة صابرة و13 ولدا، وكان يريد السترة لعائلته وأولاده، وفّر مبلغا من المال من أجل أن يبني له ولأبنائه ويفرح بهم، تحدثت معه قبل استشهاده بلحظات وكان قلقا جدا على الأهالي، وقال لي علينا ان نعمل على تهدئة الأوضاع، بيوتنا إن هدمت سنبنيها، لم يكن كما صوّره الظالمون وكأنه يحمل أفكار “داعش”، قام بالأمس بإخراج الأغراض الهامة من منزله ووضعها في سيارته التي يزعم الاسرائيليون انه نفّذ بها عملية دهس، فهل يعقل أن يكون حريصا على اغراض منزله من يريد أن يقتل أحدا!!”.
هدمت المؤسسة الإسرائيلية أمس الأربعاء، 10 منازل تعود للشهيد يعقوب وابنائه واخوانه، وكانت تضم أكثر من 30 فردا، كما هدمت مباني زراعية تابعة لعائلة أبو القيعان في أم الحيران.
يقول سليم أبو القيعان: “لم يكتفوا بهدم منازل الشهيد وأفراد عائلته بل قتلوه أيضا، وزعموا أنه دهس شرطيا، نعتقد أنه قتل بنيرانهم، هذا الشرطي دفنوه بعد ساعات قليلة وشهيدنا لا زلنا ننتظر جثمانه ولا نعرف حتى اللحظة متى سنشيعه، حاصروا يعقوب من كل الجهات واطلقوا عليه النار من كل الجهات، بطريقة تؤكد استباحتهم للدم العربي”.
وأشار إلى أن أهالي أم الحيران لا زالوا يعيشون حالة استنفار، رغم التضامن الكبير، لكن الألم كبير أيضا، مؤكدا “سنبقى في أرضنا، رغم كل شيء، لن تنطلي علينا مناوراتهم التي يحاولون عبرها اقناعنا بقبول تسويات مذلة، كما حدث ليلة الاعتداء على أم الحيران، حين كان اعضاء اللجنة المحلية في مفاوضات مع ما يسمى سلطة توطين البدو وفي في الحقيقة كانت مع المخابرات والشرطة، وبعد فشل المفاوضات بساعتين هاجمونا بقوات لم نشهده لها مثيلا من قبل، فهل يعقل أن تكون هذه القوات قد اقتحمت بلدتنا بعد فشل المفاوضات، أم هو أعداد مسبق، وما المفاوضات إلا تقطيع وقت وضحك على الذقون”.
وأضاف: “بالأمس رأى أطفالنا الحقيقة العنصرية لهذه الدولة، تأكدوا من كراهيتهم العمياء لكل ما هو عربي، وبالتالي ما جرى ساهم في إصرارنا على البقاء أيضا، لأن دم شهيدنا لن يذهب هدرا، ولن نسمح أن يتلاعبوا بنا”.
وأرسل أبو القيعان تحياته إلى المعتقلين من خارج أم الحيران، والذين ساندوا البلدة وتم اعتقالهم، ويبلغ عددهم نحو 6 معتقلين، وقامت الشرطة الإسرائيلية بالاعتداء الوحشي عليهم خلال عملية الاعتقال.
من طه إغبارية
صورة الشهيد المرحوم يعقوب أبو القيعان