عباس يقترح انسحابا اسرائيليا على ثلاثة اعوام
تاريخ النشر: 28/01/14 | 21:09اقترح الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الثلاثاء ان تنفذ إسرائيل انسحابا تدريجيا على ثلاثة اعوام من الضفة الغربية المحتلة في اطار اي اتفاق سلام يتم التوصل اليه وهو عرض لا يتناسب مع المطالب الإسرائيلية.
وطرح عباس هذا الاطار الزمني في مقابلة أذيعت على مؤتمر امني دولي في تل ابيب حيث شكك وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون في مدى فعالية الالتزامات الأمنية الراهنة للرئيس الفلسطيني.
وقال عباس إن من يقترح 10 إلى 15 عاما لا يريد الانسحاب وان الفترة المعقولة لن تزيد عن ثلاث سنوات تنسحب إسرائيل خلالها بشكل تدريجي.
وكان عباس تحدث بشكل عام في اجتماعات سابقة مع صحفيين عن انسحاب مرحلي من الضفة الغربية بعد التوصل إلى اتفاق نهائي على أساس مبدأ الارض مقابل السلام يماثل انسحاب إسرائيل على ثلاث سنوات من سيناء بعد توقيعها معاهدة سلام مع مصر عام 1979.
وتطالب إسرائيل بوجود عسكري مستمر لها في غور الأردن الذي من المرجح ان يكون الحدود الشرقية لدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويمثل هذا المطلب نقطة خلاف كبيرة في محادثات السلام التي استؤنفت بين الجانبين في يوليو تموز بوساطة أمريكية لكن خيم عليها الجمود مجددا بعد تباعد وجهات النظر بينهما.
ويصف المسؤولون الإسرائيليون وجود قوات إسرائيلية في غور الأردن بانه حيوي لامن بلادهم معبرين عن بواعث قلقهم من ان تصبح الضفة الغربية نقطة انطلاق لهجمات مسلحين فلسطينيين في حالة حدوث انسحاب إسرائيلي كامل. وطالب بعض المسؤولين بوجود عسكري إسرائيلي لمدة 40 عاما.
وقال عباس في محاولة على ما يبدو لتبديد تلك المخاوف إن الفلسطينيين مستعدون لقبول طرف ثالث مثل حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة ليحل محل إسرائيل بعد الانسحاب لطمأنة الجانبين بأن الأمور ستكون على ما يرام.
وتساعد قوى أجنبية في بناء الأجهزة الامنية التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية لمنع هجمات المسلحين على إسرائيل وتفادي اي تحديات من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة.
وخلال المؤتمر الامني سخر يعلون من التزام السلطة الفلسطينية باتخاذ خطوات ضد نشطين فلسطينيين. وتدير السلطة الفلسطينية حكما ذاتيا محدودا في الضفة بموجب اتفاقات سلام مؤقتة.
وقال يعلون في المؤتمر الذي يستضيفه معهد دراسات الامن القومي التابع لجامعة تل ابيب "أحصينا 1040 حالة تعاملت معها أجهزة الامن الفلسطينية عام 2013. كم عدد من أحيلوا للمحكمة؟ صفر."
وذكر يعلون انه في نفس هذه الفترة اعتقلت اسرائيل نحو 3000 فلسطيني سجن من بينهم عدد كبير في وقت لاحق.
ويعلون من أشد مؤيدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويرفض مطالب الفلسطينيين بإزالة المستوطنات اليهودية من الضفة الغربية. وزاد يعلون من حالة الاحتقان هذا الشهر حين نقلت عنه صحيفة إسرائيلية قوله إن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري وسيط السلام يتصرف وكأنه "المخلص المنتظر".
وسئل عباس عما تقوم به إدارته للحفاظ على الهدوء في الضفة فقال إن كل قوات الأمن مكرسة لاداء واجبها لمنع تهريب السلاح ومنع استخدامه داخل المنطقة التي تديرها السلطة الفلسطينية وداخل إسرائيل.
ووجد مسؤول أمريكي تم اطلاعه على الموقف في الضفة الغربية ان من الصعب شرح الخلافات بين عباس ويعلون.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لرويترز "حقا لم نشهد محاكمات" لفلسطينيين مشتبه بهم تحتجزهم ادارة عباس لكن هذا لا يعني ان الفلسطينيين لا يطبقون الامن.
وحين سئل عما اذا كان هذا يعني ان قوات عباس ربما تتعامل مع المشتبه بهم بعيدا عن أعين الرأي العام رد بالايجاب قائلا "نعم".
ومع وصول محادثات السلام إلى حالة من الجمود جاء في مسحين اجراهما معهد الامن القومي الإسرائيلي والمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية نشرا يوم الثلاثاء ان 67 في المئة من الإسرائيليين و70 في المئة من الفلسطينيين لا يصدقون امكانية التوصل إلى اتفاق سلام دائم.
وشمل المسح الإسرائيلي 1200 يهودي بينما شمل المسح الفلسطيي 1270 فلسطينيا في الضفة وغزة.