جمعية الجنى تستقبل مركز الموهوبين بنحف
تاريخ النشر: 29/01/14 | 2:18استقبلت جمعية الجنى في قرية نحف الجليلية مجموعة من طلاب مركز الموهوبين في القرية بإطار يوم دراسي نظمته الجمعية بعنوان التراث الشعبي المحلي الذي تتغنى به بلادنا من شمالها الى جنوبها.
مقر الجنى، لقاء بين الحاضر والماضي
ولم تكن تلك صدفة فمقر جمعية الجنى مبنى أثري بحد ذاته إذ كان عبارة عن معصرة البلد القديمة. وقامت مديرة الجمعية نسمات زيتون بإستقبال مجموعة كبيرة من طلاب الرابع الخوامس والسوادس بالترحاب وقدمت شرحا وافيا عن مقر الجمعية الذي يمثل نموذجا رائعا للبناء العربي القديم المبني من الطين والحجارة وتأخذك الرهبة بداخله لارتفاع سقفه وكثرة التفاصيل فيه، فهنالك الأقواس التي تزين الجدران ناهيك عن المعصرة وحجر الرحى، علما ان المكان معروف بأنه بيت المعصرة. وأسهبت مديرة الجمعية بالشرح فبينت للطلاب أن المجتمع العربي كان بالأساس يعتمد على الفلاحة والزراعة. وكانت العائلات تتقاطر في موسم الزيتون الى بيت المعصرة لاستخراج الزيت من محاصيل الزيتون التي جمعتها.
ومن منطلق إدراكها لأهمية المكان سعت نسمات بجهد ذاتي الى تحويل المكان الى متحف ليروي التاريخ والتراث للأجيال القادمة حرصا على بناء جيل واع مطلع على جذوره، ومسلح بمخزون حضاري ووجداني يعزز من انتمائه واعتزازه ببلده.
حكايا، أدوات الماضي
واستعرضت المضيفة امام الطلاب مجموعة من الأدوات والأغراض القديمة التي درج على استعمالها قديما وقد صنعت بتأن قطعة قطعة. وتحكي كل قطعة حكاية. فهنالك النير والمذراة وسلال القش المتعددة الاستخدامات والمهباش وأدوات ومستلزمات تحميص القهوة. ولعل أكثر ما يلفت النظر في تراثنا الجميل هو التطريز الفلاحي. وقد أتاح البرنامج فتح نافذة على هذا الموضوع إضافة الى فن التزيين بالغرز على القماش باستخدام الإبرة والخيط. والحديث عن التطريز يسلط الضوء على اهمية الدور الذي كانت تلعبه المرأة داخل اسرتها على صعيد الأمومة والاقتصاد على حد سواء.
خبز وحنة
ولربما يكون اكثر ما يدخل الدفء الى القلوب رائحة الخبز المتسللة من الفرن واهتمت عضو الإدارة في الجمعية رقية مصري بإحضار هذا الجانب حيث قامت بعجن وخبز المناقيش بالزعتر بنفسها لتضيف لمسة دافئة ومنعشة فتعلق هذه بجملة ما يعلق من ذكريات ليصبح زادا لقادم الأيام في نفوس هؤلاء الطلاب.
وفي المحطة التالية من البرنامج تعرف الأولاد الى مادة الحنة التي تستخدم للزينة لا سيما في الأعراس.
تمحورت المحطة الثالثة حول فن الرسم وحصل المشاركون على أوراق وأقلام للتلوين على اختلاف انواعها وقد أشرف على هذه المحطة كل من ياسمين عتمة وفدوى زيتون.
معلومات عن الماضي، ودبكة
وإثراءً لليوم الدراسي دعت الجمعية الأستاذ جميل شباط مدير مدرسة ب سابقا ليلقي محاضرة أمام الطلاب عن التراث والأدب الشعبي بشكل عام وحرص على تطعيم كلامه بالنماذج الحية فألقى الشعر والأمثال وقدم بعض الأغاني الشعبية والزغاريد. وعرج بعد ذلك على شرح اسماء بعض المواقع في قرية نحف التي طالما يرددونها دون الوقوف على معانيها مثل المراح والبيادر والعمود لتكتمل في هذا النهار بضع قطع من فسيفساء المكان والزمان. واستحوذ الأستاذ على فضول مستمعيه حين أخذ يشرح عن الألعاب التي مال أجدادنا الى ابتكارها ترفيها للأطفال كالأرجوحة وغيرها.
وكيف يمكن ليوم دراسي يتناول موضوع التراث أن يخلو من تعليم رقص الدبكة. وهو الأمر الذي أخذته على عاتقها هنادي وقد أشرفت على هذه المحطة هنادي سعيد عضو ادارة في الجمعية. والدبكة كما يمكن للجميع ان يتصور لها ايقاعها الجميل الساحر الذي يحكي حكاية الفلاحين المغمورين بالفرح والكبرياء لقهرهم مصاعب الحياة ومقدرتهم على استخراج الحلو منها عند مغيب شمس النهار.
وتؤكد مديرة الجمعية شكرها وامتنانها للفريق التربوي الذي رافق الطلاب وساهم بإنجاح البرنامج من خلال المشاركة بأنفسهم بالفعاليات المتنوعة وحث الطلاب على التفاعل والاستفادة، والفريق مؤلف من مدير مركز الموهوبين في نحف وهبة وهبة، والمعلمة صفاء عبدالغني، وانشراح ابراهيم، والمستشارة سامرة فطوم وراوية اشقر.
وتدعو نسمات كافة الأطر التربوية الى استغلال هذا الموقع الهام في البلدة وتعرب عن استعدادها للتعاون من أجل تطوير البرامج والتنسيق بحيث ينكشف الجيل الناشئ على تاريخه وتراثه وحضارته.