يا مصرُ جئتُكِ عاشقًا
تاريخ النشر: 29/01/14 | 23:02يا مصرُ جئتُكِ عاشقًا يحتارُ
كيف التّستُّرُ والغرامُ نهارُ
الشعرُ ضيّع في هواكِ دروبَهُ
لـمّا أُزيلَ عن الجمالِ خِمارُ
لا تزعلي منّي فحبّك فاضحٌ
ومتى استدامت في الهوى أسرارُ
للشّعر سيّدتي خيالٌ حدّهُ
حبّي لمصرَ، وأين منه فِرارُ
يا مصرُ ظلّ الشِّعرُ يغزلُ حرفَهُ
حتّى يصيرَ بمعصميكِ سوارُ
سمراءُ ليس الحبُّ بعدكِ ممكنًا
فمحيط خَصركِ للغرامِ مدارُ
ما دُمتِ مصرُ فكلُّ حلوٍ ممكنٌ
والشمسُ تطلعُ والسهولُ خَضارُ
العمرُ من عينيكِ يولد باسمًا
والحبُّ يقطُرُ منكِ والأنوارُ
أتُرى ظلمتُكِ إذْ نظمتُ قصائدي
والحقُّ أنّ لمثلكِ الأشعارُ
أترى ظلمتُكِ إذ أرحتُ أناملي
والخدُّ ملؤُهُ دمعُكِ الممْطارُ
هلّا ضحكتِ فقبل عمري قاتمٌ
لا لونُ يعبقني ولا أزهارُ
الآنَ أرجعُ ليس عنكِ يصدّني
صوتُ العتابِ إذا الأحبّة غاروا
كفُّ المصير إليكِ مصرُ يشدّني
وتعقّلي.. والقلبُ والأقدارُ
هذي ديارُ العُربِ رحتُ أزورها
فإذا البلادُ تمزّقٌ وقِفارُ
يكفي رحيلًا فالليالي غربتي
وهدير نيلكِ دمْعِيَ المدرارُ
يكفي رحيلًا فالعروبة من لها
من بعد مصرَ خريطةٌ ومنارُ
خمرُ التحدّي من ربوعك نبعهُ
وسواد عينكِ للعروبة دارُ
يلقى العدوّ بطيبِ أرضكِ نارَهُ
وتصيرُ نُعمًا للحبيبِ النارُ
يا مصرُ من للعُربِ غيرُكِ مُنقذٌ
فالعيشُ بعدكِ والمصير دمارُ
يا مصرُ دونَكِ كلُّ نورٍ زائفٌ
فالشمسُ أنتِ وغيرُك الأقمارُ
يا مصرُ معذورٌ أنا فمحبّتي
فوق الكلامِ وللهوى أعذارُ