حكاية مثل: إلى حيث ألقت رحلها
تاريخ النشر: 23/01/17 | 3:39سئلت عن هذا المثل، حيث أن بعضنا يقول اكتفاء: “إلى حيث ألقت”، وبعضنا يقول القول كما في الأصل:
“إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم”.
والقول من شعر زهير بن أبي سُلمى:
فشدَّ فلم تَفْزَعْ بيوت ٌ كثيرة *** لدى حيث ألقت رحلها أم قَشْعَمِ
(أم قشعم) هي المنيّة أو الحرب، وتستعمل شطرة بيت زهير في الدعاء على الغائب ألا يرجع، أوهي دعاءٌ على الذي يسوءك ليذهب عنك إلى غير رجعة، أو على من ينصرف عنا بعد أن كان ثقيلاً. (في العامية- ستين قلعة)!
ويستعمل أحيانًا بمعنى= إلى الداهية أو إلى جهنم، وقد ذكرت سابقًا على غرار ذلك حكاية أم عمرو، والقول:
فلا رجعت ولا رجع الحمار!
..
قال الزّوزَنِي في (شرح المعلقات السبع): أم قشعم: كنية المنيّة.
وقد روى صدر البيت: فشدَّ فلم يُفزِع بيوتًا كثيرةً…
ومَلْقى الرَّحْل: المنزل؛ لأن المسافرَ يُلقي به رَحْلَه، أَرادَ: عندَ مَنزِلِ المَنِـيَّـةِ…
أورد الزَّمَخْشَري في (المستقصَى، ج2، ص 151)- “طرقته أم قشعم” أي أصابته المنيّة.
..
أورد البغدادي في (خزانة الأدب- الشاهد 502ج7، ص 15) حكاية المثل:
“لدى حيث ألقت رحلها…- حيثُ كان شِدةُ الأَمرِ، يعني: موضعَ الحربِ. وأُم قشعم هي الحربُ، ويقال: هي المنَيَّةُ. والمعنى أَنَّ حُصَينًا شَدَّ على الرجلِ العَبْسيّ فقتله بعد الصلحِ، وحيث حطَّتْ رحلَها الحربُ ووضعتْ أَوزارها وسكنَتْ.
يقال: هو دعاءٌ على حُصينٍ، أي: عدا على الرجل بعدَ الصلحِ وخالفَ الجماعةَ، فصيَّره اللهُ إلى هذه الشدةِ. ويكون معنى “أَلقتْ رحلَها” على هذا: ثَبَتَتْ وتمَكَّنت.
..
جدير بالذكر أن القرشي في (جمهرة أشعار العرب، ص 109) أورد الصدر:
فشدَّ فلم ينظر بيوتًا كثيرة. بمعنى أنه لم ينظر قومه حتى يساعدوه.
..
تردد المثل في الشعر، فقال بعضهم:
فَخَرَّ صَريعاً لليدين وللفَمِ *** إِلى حيثُ أَلقَتْ رحلَها أُمُّ قَشْعَمِ
قال ابن المؤدِّب:
سأحمل نفسي في لظى الحرب جملة *** تبلغها من خَطبهـا كـل مـُعْـظـم
فإن سلمتْ عاشت بعزٍّ وإن تـمُـت *** إلى حيث ألقت رحلهـا أم قـشـعـم
قال أبو الحباب الغرناطي:
فيا سلوةَ الأيامِ لا كنت فابعدي *** إلى حيث ألقت رحلها أم قشعمِ
ابن نُباتة المصري:
فإن شاء فليسكت وإن شاء فليقمْ *** إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم
وثمة أبيات أخرى تدل على هذا المعنى الذي نقوله في الدارجة (الله لا يردّه).
..
كنت ذكرت بدءًا أن هناك من يكتفي بـ : “إلى حيث ألقت رحلها”، ومنهم من يكتفي- “إلى حيث ألقت”، وكذلك “إلى حيث”، بل هناك ابن الورديّ يكتفي بـ “إلى”، فيقول:
لا تَحْمِلَنْ إِهَانَةً *** مِنْ صَاحِبٍ وَإِنْ عَلا
فَمَنْ أَتَى فَمَرْحَبًا *** وَمَنْ تَوَلَّى فإِلَى
لكني وأنا أبحث فوجئت بشرحين:
الأول ورد في كتاب (الحيوان) للجاحظ ، ج4، ص21.
في تأويل شعر لزهير: فشد فلم تفزع بيوت كثيرة-
“قال بعض العلماء: قرية النمل”؟؟!!
وأنا لا أدري كيف خرّجوا هذا المعنى، ومن خرّجه؟
هل هناك من قصد الهدوء الذي مر فيه الشدّ وقتل الغريم إلى درجة أن النمل لم ينتبه؟
..
الثاني أن هناك من أورد قصة المثل بصورة أخرى:
ذاك أن أم قشعم ناقة سرحت، فألقت رحلها في نار فسارت مثلاً.
لم أُعر هذه الرواية لأنها من المواقع، ولم أجد لها توثيقًا.
ب. فاروق مواسي
ام قشعم يقصد بها الافعى عندما تسلخ جلدها وتذره الرياح يعنى ذهاب الى حيث لا رجعة
وفسر الماء بعد الجهد بالماء
وانت وش دراك
بحث ممتع شكراً للباحث
شكرا بحث ممتع
ويقال ايضا ان ام قشعم هي امراه فتانه من قبيله كلب كانت سليطة اللسان واكثرت من الفتن والمشاكل بين بني قومها فضاقوا بها وطردوها الى غير رجعه فذهبت مثلا
يقال ان انثى النسر تكنى عند العرب بن ام قشعم
أم قشعم انثى النسر