دور الأهل: لتحقيق الصحة النفسية للأبناء
تاريخ النشر: 02/02/17 | 4:16القدوة الحسنة: ينبغي أن يكون سلوك الوالدين القدوة الطيبة للأبناء، فإن لهذا أكبر الأثر في طبع الروح الأسرية بطابع خاص.. هو الذي يمتصه الطفل، ثم ينعكس على سلوكه في مرحلة الطفولة حاليا ومستقبلا.. فعليهما أن: 1- يقيما علاقتهما معا على أساس المحبة والاحترام المتبادل. 2- يتبعا معاملة ثابتة مع أبنائهما تجمع بين العطف والحزم. 3- يعطيا الطفل فرصة الحرية مع إطار الضبط والنظام، فتربي فيه الثقة بالنفس والاعتماد ليها. 4- ينميا فيه احترام حريات الآخرين ومشاعرهم. 5- ينميا فيه القدرة على ضبط النفس، وحسن التعامل مع الغير. 6- على الوالدين تجنب الالفاظ الخارجة، والخشونة في المعاملة. تدريب الأبناء على احترام القيم الأخلاقية والروحية: إن المجتمع يحتاج إلى الوعي والمعرفة والتوجيه إلى وسائل التربية السليمة للأبناء، حيث إن معظم الآباء والأمهات لا يبذلون جهدا مقصودا في توجيه أطفالهم، فكثيرا ما يشجع فيهم الصفات غير المرغوب فيها بإهمالهم تهيئة الجو المناسب للتربية السليمة السوية؛ مما يعطل إعدادهم إعدادا صالحا للحياة المستقبلة في المجتمع. فالمجتمع لكى يكون سليما متجانسا، يجب أن يقوم على صفات أساسية، مثل: التعاون، وتبادل الثقة بين الأفراد، والاعتماد على النفس والمعاملة الصريحة المستقبلة. فإذا لم يدرب الابن على هذه الصفات في الأسرة، عجز عن ممارستها في حياته الاجتماعية بعد ذلك؛ مما يؤدي إلى تفكك المجتمع، وعدم وصوله إلى الرقي المطلوب. تجنب التدخل في كل كبيرة وصغيرة: تخطئ كثير من الأمهات والأباء بتدخلهم في كل صغيرة وكبيرة في حياة أبنائهم، وبمحاولة تقييد تصرفاتهم بإرادة أو دون إرادة. وقد يلجأون في سبيل ذلك إلى وسائل العقاب، والعنف، والقهر، مما يترتب عليه كبت حرية الابن، وإشعاره بالحرمان، فيصاب بالتردد والجبن والخوف، ويفشل في تكوين النظرة الصائبة للأمور. إشباع الحاجات النفسية للأبناء: لتوفير النمو النفسي السليم للأبناء، ينبغي إشباع الحاجات النفسية للأبناء في مراحل العمر المختلفة بطرق سوية، وهي الحاجة إلى: الأمن، والعطف، والتقدير، والحرية، والنجاح، والضبط، ولإشباع هذه الحاجات تأثير واضح في النمو النفسي للأبناء، وتجنبهم الشعور بالخوف، أو الغضب، أو الفشل. تجنب تمييز ابن على آخر، أو تفضيل الولد على البنت أو العكس: فإن لهذا التميز آثارا سيئة من الناحية النفسية بعيدة المدى في إصابة الأبناء بالغيرة، التي تتحول مع الوقت إلى شعور، بالعدوان، والرغبة في الانتقام والتعويض عن العطف المفقود بوسائل شاذة. الجزاء والعقاب بطرق سليمة: إن إتباع نظرية الجزاء والعقاب منذ الصغر بطرق سليمة يؤدي إلى تعريف الابن بالخطأ والصواب، بشرط أن يخلو العقاب من روح الانتقام والعنف، وأن يخلو الثواب أيضا من مكافأة الابن على ما يجب أن يقوم به من أعمال او يؤدي من واجبات، حتى لا ينتظر المكافأة على كل ما يعمل، مما يجعله أنانيا، ضعيف الشخصية لا ينظر إلى الأمور نظرة طبيعية، وكلما تحول الثواب من المستوى المادي إلى المستوى المعنوي أو النفسي، كان ذلك أدعى إلى نمو الطفل نمواً سليما، وإتباعه السلوك المرغوب فيه بطريقة أفضل. وكذلك: يجب ألا يعاقب الطفل على خطأ واحد أكثر من مرة، وألا يعود الوالدين إلى معايرة الطفل بهذا الخطأ بعد ذلك. تحقيق الحب المتبادل بين أفراد الأسرة: إن أهم دور للوالدين أن يمنحا الحب لبعضهما ولأبنائهما؛ لأن المحبة هي أهم سمة للأسرة المتماسكة، وإذا انتفت أصبحت الأسرة بلا معنى.. ومفككة. إن المحبة التي تملك قلوب أعضاء الأسرة تعطى المعني وتشرح الهدف من لحياة الروحية القوية، والمحبة القائمة بين الأزواج والزوجات، وبين الآباء والأبناء هي وحدها التي ستدوم وتستمر مع الأبناء مدي الحياة. فالطفل بالذات له قيمة كبرى في الأسرة المتماسكة المتدينة، لأن فيه تلتقي مشاعر المحبة المتدفقة من كلا الوالدين، وكأن الابن هو ملتقى مصب نهر الأبوة الخالدة، ونهر الأمومة الحانية العطوفة الأبدي.. إنه ثمرة الحب المتبادل بين الزوجين، الحب الذي يمتد فيشمل كل جوانب حياتهما الجسدية والوجدانية. غرس القيم الدينية في الأبناء: عندما ينشأ الأبن في أسرة متدينة، فإنه يتشرب الدين في مذاق الحب، ويتشبع بروح الوقار والقداسة، ويمتلئ من مخافة الله وحبه، ويترسخ فيه الإيمان بوجود الله الحي، ويتفتح وجدانه نحو حب الإله، ويشعر بالاطمئنان في كل ما يعمل؛ حيث إنه يشعر أن الله بجانبه. ولتأدية العبادات: فائدة كبيرة للأبناء، حيث إنها تعطيه شعورا بأنه ينتمي إلى جماعة كبيرة تشترك معه في التفكير، والعقيدة في تأدية العبادات بالطريقة نفسه.. هذا الشعور بالانتماء إلى الجماعة ينمى الشعور بالأمن والاستقرار. وعليه، ينبغي أن نشجع الأبناء على الاحتفاظ بروح الدين وأهدافه والتمسك بالقيم الأخلاقية والسلوك السليم الذي يهدف لصالح المجموع، وحماية حقوق الأفراد من عدوانهم على بعض. وليس من المستحب أن يكون الاتجاه الديني ضيق الأفق، بل يجب أن تخفف من أهمية التمسك بحرفية الدين. التمسك بالسمات الدينية الأصيلة بالأسرة: الحشمة، والطهارة، والعفة، والوقار: ينبغي أن تكون هذه المبادئ أسس قوية، يقدسها الأبناء منذ نعومة أظفارهم ويطبعون بها، إلى حد أن مغريات العالم وإثاراته الشهوانية لا تستطيع أن تخرج منهم هذه العفة الأصيلة، وذلك الوقار العظيم. الوطنية وعدم التعصب: الأسرة المتماسكة الحقيقة تشجع أبناءها منذ صغرهم على الاشتراك مع مواطنين مختلفين عنهم في الديانة، والمذهب، والعقيدة على مستوى الوطنية وخدمة البلاد، وتأسيس دولة يسودها الوعي الوطني، والإخاء بين المواطنين، وتقديس المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار. أما الانعزالية، والتقوقع، والتعصب، فهذه دلالة على وجود روح الطائفية التي يلزم إبادتها في الجو المنزلي المتماسك. ويستطيع الوالدان أن يساعدا ابنهما على مواجهة أي تحيز أو جفاء، يبديه زميل له في المدرسة مختلفا عنه دينيا أو مذهبيا، ذلك بأن يقدم الابن روح المودة لاعن ضعف وجبن، بل عن قوة وإيمان. وعلى الوالدين أن يرشدا أبناءهم إلى كيفية الحياة بصفاء روحي، ونقاء اجتماعي خارجي، بإيمان داخلي في القلب، ووعى وطني مستند إلى خدمة الوطن. العدالة في المعاملة: إن أفراد الأسرة إذا ما لقوا معاملة متناسقة، غير مشفوعة بالظلم، فإنهم يسلكون في خط واحد، ولا تشوب علاقاتهم أي فرقة أو أية كراهية. والعدالة معناها أن يلقى كل شخص الجزاء الذي يناسب سنه، ومكانته في الأسرة. وهذه العدالة يجب إتباعها من الأسرة حتى يتسنى إحداث التغير المطلوب في أفراد الأسرة. وذلك بأن تكون العدالة بين أفرادها متناسبة: فقد يكون بين الأبناء من هو سريع الاستثارة، فيجب معاملته بطريقة معينة تتماشى مع حالة. وكذلك تختلف معاملة الأطفال في الأسرة عن معاملة المراهقين بها.