الشيخ رائد:الشهيد أبو القيعان زرع فينا الأمل
تاريخ النشر: 24/01/17 | 18:03خابت ظنون المؤسسة الإسرائيلية اليوم، حين حاولت عرقلة الوصول إلى أم الحيران والالتحام معها بتشييع شهيد الأرض والمسكن والشعب الفلسطيني يعقوب أبو القيعان، فوصل الناس من أعالي الجليل وأسفله مرورا بالمثلث والمدن الساحلية إلى عموم النقب للمشاركة في عرس الشهيد، وردّدوا “بالروح بالدم نفديك يا شهيد” و “يا شهيد ارتاح ارتاح احنا بنكمل كفاح” وغيرها من الشعارات الغاضبة التي تنتصر للشهيد وكل هموم شعبنا في الداخل الفلسطين.
موقع “ديلي 48” التقى خلال هذا الموكب المهيب لجنازة الشهيد، بعدد من قيادات الداخل الفلسطيني، الذين أكدوا على المضي بدرب الشهيد من أجل الصمود على الأرض والتجذر في الوطن.
وقال الشيخ رائد صلاح، في حديث إلى “ديلي 48” إن “الشهيد يعقوب أبو القيعان مدرسة وكلنا تلاميذه في زرع الأمل والتفاؤل والصمود”.
وأضاف: “نؤكد بالقرب من قبر شهيدنا، على دلالات الآية الكريمة وقوله عز وجل” ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله بل أحياء عند ربهم يرزقون..”، ونقول إن الشهيد يعقوب رحمة الله عليه، قتل مظلوما واتهم بعد قتله مظلوما، وخطف بعد قتله مظلوما، الا لعنة الله على الظالمين الذين قتلوه والذين اتهموه والذين خطفوه مع حفظ اسمائهم ومناصبهم في الدنيا والاخرة”.
وتابع الشيخ رائد: “أرادوا له ان يقتل وحيدا ويدفن وحيدا، فجاء أهلنا من كل الداخل الفلسطيني ليؤكدوا انهم يحفظون كرامة الشهيد، ويرددون بألسنتهم وقلوبهم يا ايها الشهيد ارتاح ارتاح نحن سنواصل الكفاح، من اجل ان نحفظ ارض أم الحيران وبيوتها ومسجدها وتاريخها وحاضرها ومستقبلها، نؤكد لشهيدنا ان اللواء الذي حمله لن يسقط على الارض، وان الامانة التي حملها لن تضيع وسنواصل أمانة بناء ام الحيران للجيل الحاضر والقادم حتى يأذن الله ان نبقى في ارضنا ويزل الظلم الاسرائيلي إلى الابد غير مأسوف عليه”.
وأردف الشيخ رائد: “جاءت هذه الجماهير لتقول لن نترك ام الحيران وحيدة ولن نترك آلامها وحيدة، جاءت لتؤكد انها لن تترك معاناتها وحيدة، نحن مع تضحيات الشهيد للدفاع عن جذور ام الحيران، زرع الشهيد فينا الأمل والصمود والثبات والتفاؤل وتحدي الظالم والصمود بوجه جرافات الظالمين، هذه هي مدرسة الشهيد وكلنا تلاميذه”.
من جانبه شدّد النائب باسل غطاس، في حديث إلى “ديلي 48” أن “يوم تشييع جثمان الشهيد، شهيد الوطن شهيد الشعب الفلسطيني، أخذ طابعا خاصا واستثنائيا لأننا خضنا المعارك تلو المعارك على تحرير جثمانه، وأوصلتنا المؤسسة الإسرائيلية إلى وضع نخوض فيه معركة من اجل تحرير جثمان شهيدنا الذي قتل بدم بارد، ولم تكف بذلك بل وجّهت إليه تهمة انتمائه لـ “داعش”، ثم سرقوا جثمانه”.
واكد غطاس أن درجة حقارة المستعمر الإسرائيلي، لا يوجد لها مثيل في التاريخ، مشيرا إلى أن الجماهير الفلسطينية، قالت اليوم: لن نقبل ان يستمر هذا الظلم ومصادرة الاراضي والتعامل معنا كأعداء، وأكد أن هذا الالتحام مع ام الحيران وحد شعبنا بأكمله، وأضاف: “لا يعرف المستعمر انه بظلمه اطلق هذه الوحدة بوجه الظلم والعدوان، علينا ان نصون هذه الوحدة التي تعززت بهذه المعارك خلال اسبوعين، من خلال بناء مؤسسات لشعبنا ترشّد نضاله وتقف في مواجهة العنصرية الإسرائيلية الاستعمارية”.
ودعا الاستاذ أحمد موسى أبو القيعان في حديث لـ “ديلي 48” المجتمع الدولي للضغط على الحكومة الإسرائيلية لتغيير سياساتها العنصرية تجاه الداخل الفلسطيني، والتوقف عن هدم المنازل العربية مضيفا: “لا يعقل أن تهدم دولة بيوت مواطنيها!!، ولا يوجد دولة في العالم تهدم بيوت “مواطنيها” لأهداف واهية كما تفعل هذه الدولة، تأتي إلى الأيتام وتهدم بيوتهم وتتركهم مشردين في العراء، وهذه جريمة بشعة في حق الإنسانية، لقد قتل يعقوب لأنه ولد بهذه المنطقة المهددة من قبل المؤسسة الإسرائيلية، قتل حيث ولدته أمه في المكان الذي تربى وترعرع فيه”.
وتابع أبو القيعان: “آمل من كل من له صلة بهذه الحكومة أن يضغط عليها، فهؤلاء يتهمون الضحية بأنها هي الجلاد، فلا يعقل أن تطلق النار على شخص وتتهمه بتهم باطلة وواهية، وهذا أمر لا يقره ولا يقبه العقل السليم”.
واعتبر النائب مسعود غنايم في حديث إلى “ديلي 48” مشاركة عشرات الآلاف في جنازة الشهيد يعقوب أبو القيعان، بمثابة صفعة وجهت اليوم إلى المؤسسة الإسرائيلية، التي عملت على حصر المشاركة بالعشرات فجاء عشرات الآلاف.
وأضاف: “جاءت جماهير شعبنا لتقول لنتنياهو أن كذبه وروايته والاتهامات التي وجهت للشهيد، لن تنطلي عليها، كما جاؤوا ليؤكدوا أنهم سيكونون صفا واحدا، ضد السياسات العنصرية الاسرائيلية”.
وأشار غنايم إلى أن لجنة المتابعة تدير المعركة الحالية باقتدار وبشكل وحودي فعّال ومؤثر، وانها نجحت خلال هذه المواجهة مع المؤسسة الإسرائيلية، بإيصال الرسالة إلى المجتمع الاسرائيلي، ومفادها أن أبناء الداخل الفلسطيني هم الضحية، وان المجرم والجاني هو حكومتهم ومؤسستهم الحاكمة، التي تضيق على الشعب الفلسطيني بالداخل في أرضه ومسكنه وكافة شؤون حياته.
في حين، ثمّن النائب يوسف جبارين الالتفاف الجماهيري حول قضية أم الحيران وشهيدها، وقال لـ “ديلي 48”: “نحن لا نملك جيشا ولا شرطة ولا سلاحا، لا نملك الا قدرتنا على الوحدة الوطنية وان تخرج الناس بجماهيرها الواسعة بعشرات آلافها لتعبر عن اصرارها في التحدي والتشبث بالأرض والمسكن، من أجل حماية أجيالنا القادمة، نحن بحاجة للحفاظ على الوحدة الوطنية والحفاظ على تحشيد الجماهير، كنا سوية في قلنسوة وعرعرة والمسيرة في القدس وتظاهرة المحامين، وهذا الالتحام بين القيادة والجماهير الواسعة يمكن الاعتماد عليه من اجل مواجهة سياسات حكومية قادمة ضد شعبنا وارضنا”.