عن البعْضِ وبَعْضِ البَعْض والبَعوض
تاريخ النشر: 01/02/14 | 0:30من المثير، والمحفِّز على استخلاص العِبَر، أن البَعوضَ في العالم يمتصُّ دماءً أكثر مما يلتهمُه أو يمتصُّه أي حيوانٍ لبونٍ من أية فصيلة.
لكن هذه المعلومةَ، لو توخَّينا العدلَ والإنصاف، تقفزُ عنّا، نحن الذين خُلقنا على "صورة الله" بجلاله، وتستثني ما يرتكبُه جنسُنا، مجازاً وواقعاً، ضدَّ أبناءِ جنسِه وضد مخلوقاتِ الأرض والماءِ والسماء.
المَثَلُ، عموماً، هو استخلاصُ عبرةٍ ووضعُها في رداءٍ من الكلام. وغالباً ما يحملُ المثَلُ حكمةً، هي في الواقع ثمرةُ حرثٍ وزرعٍ وحصادٍ وشقاء وبقاء قد يمتدُّ مئات السنين. ولكَثْرَما نصادفُ مثلاً ونقيضَه ومقولةً تاكلُ أختَها..
جاءَ في القرآن الكريم:
"إن الله لا يستحيي أن يضربَ مثلاً ما بَعوضةً فما فوقَها فأمّا الذين آمنوا فيعلمون أنه الحقُّ من ربِّهم وأما الذين كفروا فيقولون…"إلى آخر الآية الكريمة (سورة البقرة. الآية 26). العبرةُ موجودةٌ، في كلِّ خطوة لمن ينظرُ أمامَه. وهي متكئةٌ خلفَ كل بابٍ لمن ينتبهُ إلى ما هو مركونٌ وراء الباب. فعسى أن يتأبَّطها واحدُنا في حِلِّه وترحالِه وفي ذهابِه وإيابِه.
غيرَ أن الناسَ، أو بعضهَم، يبهرُهُم البريقُ، فلا يُولون انتباهاً لظلالِهم، لا حين تمتدُّ صباحاً نحو المغرب، ولا حينَما تطول عصراً باتجاه المشرق، ولا ساعَةَ تختبئ ظلالُهم وقتَ الظهيرةِ تحت أقدامِهم.
وترانا نلقي العبرةَ على قارعةِ الطريق. فلا اعتبار عندنا، أو عندَ بعضنا، كما يقول الذين حَفَرت السنونُ أخاديدَ في جغرافية وجوهِهم..
العبرةُ من البَعوضِ كالعبرِة من البرغَش، الذي هو البعوضُ نفسُه باسمٍ آخر، أو هو "السيدة نفسُها وقد تبدَّلَ برنُسُها" (وهذه ترجمة رأيتها مناسبة لمَثَلٍ عبري).
الحكايةُ الدارجُة عندنا عن قوّة البرغَش أن "النمرودَ" استقوى واستعظم نفسَه وتمرَّد وتنمردَ فتحدى الباري، واستحكم َفي قلعتِه الشهيرة باسمه والواقعة على مقربةٍ من مجدل شمس. فبُعث إليه بالبَرغَش، باعتباره من أصغر المخلوقات المرئيةِ وأحقرِها، فقضى على النمرود. واشتققنْا، مع الأيام وتشعُّبات الكلام، فعلاً ماضياً وفعلاً مضارعاً وغيرَهما من المشتقات والاشتقاقاتِ من اسم النمرود.
فيا ليتَ لا يتنمردُ أحدٌ على أحد. لكن هيهاتِ أن ْيعانقَ الليثُ حَمَلاً ويصيرَ الرمحُ محراثاً. ويقالُ في المثل العبري "رهبةُ البعوضةِ على الفيل"، أي رهبةُ الصغيرِ الضعيفِ على الكبير القويِّ. وفي علمِ النفسِ الاجتماعي تطورتْ فكرةُ "قوة الضعف" وتبلورتْ. وكان أنَّ أحدَ أبناء الإنجليز، وقد ضاق ذرعاً بما رآه تباكيَ الأسكتلنديين وادعاءَهم بأن بريطانيا تستضعفُهم فتظلمَهم، كتبَ يوماً:
"كفى الأسكتلنديين استخداماً لقوةِ ضعفِهم".
وعلى المنوالِ نفسِه، لكن بالمقلوب، فإن التاريخَ كلَه يثبتُ ضعف َالقوة.
"فعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أنْ تُحِبوا شيئاً وهو شرٌّ لكم…".
رُبَّ ثروةٍ تؤولُ إلى فقرٍ
ربَّ سلامٍ أقسى من الحربِ
وربَّ تقدُّمٍ يقودُ إلى الوراء.
في ألسِنةٍ أخرى يقال: "البعوضةُ تُدمي جبينَ الأسد". وتجوز أمثلةٌ وتعابيرُ مشابهة، في لغاتٍ أخرى، منذُ أن بلبلَ الله الألسنَ في بابل. ويجوزُ أن البلبلةَ ليست في لغاتِ الأرض، وإنما في تأويل اسمِ بابِ الإله (2) أو سوء في الإصغاءِ والفهم. يُقالُ، عندنا وربما عندَ غيرِنا: ينقصُ كلُّ شيء ننقلُهُ ما عدا الكلام، فإنه يزيدُ كلما نقلناه. لكنَّ الكلامَ ينكسرُ.
والملفتُ حقاً أن البعوضةَ هي مفردُ البعوض، وكأنَّ هذه الحشرةَ لا ذكورَ فيها (3). والأمرُ نفسُه ينطبقُ على البَرغشة. فيقالُ بَعوضٌ والمفردُ بعوضةٌ. ويقال برغَشٌ والمفردُ برغَشةٌ. وإن كان ذلك غيرَ كافٍ، فمفردُ البقّ هو أيضاً بقّةٌ.
فأين ذكورُ هذه الحشرات؟
في اللغةِ العبرية تنعكس الآيةُ.
فالبعوضةُ هي יתוש (يَتوش)، أي أنَّ لدينا صيغةَ التذكير لا غير وكأنه لا أناثَ لدى هذه الفصيلة بالعبرية. وهذا دليلٌ على أن العربَ والعبرانيين، الذي رِضعوا من ثديٍ لُغويٍّ واحدٍ ونَهَلوا من الروافدِ نفسِها، يختلفون ليس فقط على الحدود والحكمِ والسيطرةِ واحتكارِ محبةِ الله وخياراتِه.
هنا، على الأقل عندَ أبناءِ سامٍ رحمه اللهُ ورحمَ أمواتَه جميعاً، تنفصلُ اللغةُ عن محسوسِها، ويفترقُ الدالُّ عن المدلول. وهذا غيضٌ من فَيْض.
بالانجليزية، لو عُدْنا وتوقفنا عند اللسْعٍ والبَعوض، فإن الكلمةَ المرادفةَ للبعوضة هي "موسكيتو" (mosquito)، وهي تصلحُ للجنسين. فلا فضلَ عندهم لذَكَرٍ على أنثى ولا لأنثى على ذكرٍ، إلا بالتقوى، وفي حالتِنا لا فضلَ إلّا بالعضِّ واللسع..
يجوزُ أنَّ حصْرَ مفردات البعوض والبرغَش والبقّ في العربية على الصيغةِ المؤنثة، هو محضُ صدفةٍ أو لعُسرٍ في ابتكار صيغة مذكَّرة في بعضِ الحالات. فلا استصغارَ أو تحقيرَ متَعّمداً للإناث، على الرغم من هيمنةِ الثقافة البترياركية الأبوية منذ التوراةِ وقبلَها وعلى امتدادِ العالمِ وإلى هذه الساعة.
والدلالةُ على أن تأنيثَ مفردِ البعوض والبرغَش والبقّ بالعربية هو اعتباطي، وليس المقصودَ منه لا استصغارٌ ولا تحقيرٌ لجنس النساء، هو أنَّ الناموسَ، بصيغةِ المذكَّر بدون الصيغة المؤنثة وفي اللغةِ العرببة بالذات، هو مفردُٰ النواميس.
والنواميسُ هي البعوضُ بلحمِها وشحمِها، وبالأحرى بأجنحتِها وسيقانِها الرفيعة وطنينِها ولسَعاتِها وإِبرَتِها. فلا صيغةَ تأنيثيةً لمفردِ النواميس، مثلما أنهُ لا صيغةَ ذكريةً لمفرد البعوض والبرغَش والبقّ.
ويجوزُ غيرُ ذلك. واللهُ أعلمُ.
على أيةِ حالٍ، ومع تقدمِ العلمِ، باتَ واضحاً أنَّ إناثَ البعوض هي التي تعيش حياةً طفيليةً، بامتصاصِ الدماء، وبعضُها ينقلُ جراثيمَ تُسبِّبُ أمراضاً فتاكةً مثلَ الملاريا والحُمّى الصفراء. وهنالك أشكالٌ والوانٌ لا حصْرَ لها من الطفيليات، البشرية وغير البشرية، التي تمتصُّ غيرَ الدم.
وتعلمتُ، في رحلةٍ شخصيةٍ لي قبل حوالي خمسة عشرَ عاماً في جنوب أفريقيا وإحدى المحميّات الطبيعية في شمال ناميبيا، أن الإناثَ تمتصُّ الدماءَ فقط في فترة حَملِها البيوضَ المُخصبة. وللمعلومية، يقول الباحثون إن البعوضةَ تشتَمُّ رائحةَ الدم في جسدِ ضحيتها عن بعدِ حوالي كيلومتر، وهنالك ما هو أكثرُ غرابةً عن قدراتِ هذا المخلوقِ الوضيع وعن قوةِ هذا الهزيل الضعيف..
أما الذكورُ فنباتيةٌ، تعتاشُ على عصاراتِ النباتات. وهي نباتيةٌ بالطبيعة، بدون أي تأثيرات من جمعيّاتِ الرفقِ بالحيوان وحقوقِه. وهي لا تفعلُ ذلك بناءً على وَصفاتِ أطباءِ القلب والأوعية الدموية أو من دوافعِ التوفيرِ في الاقتصاد البيتي.
ومن الاكتشافاتِ المثيرةِ أن الإناثَ، بعد إخصاب البيوضِ لديها، تهربُ من الذكورِ ومن الحيِّزات التي تكونُ فيها الذكور. والحقيقةُ أن الإناثَ من شتى الفصائلِ والمرتباتِ والأجناس تهربُ من الذكورِ عموما،ً في حالةِ الحملِ وإخصابِ البيوض والبويضات. وهنالك أسبابٌ لا تقلُّ وجاهةً لهروب الإناثِ من الذكور.
وإن عُدْنا إلى البعوضِ، ففي المناطقِ الأفريقية حيثُ لا يزال مرضُ الملاريا منتشراً، يُستخدمُ جهازٌ صوتيٌّ لطردِ إناث البعوضِ مصاصةِ الدماء. والجهازُ يُصدِرُ صوتاً مماثلاً لصوت ذكورِ البعوض. فما أن تسمعَه الإناثُ المحمَّلةُ بالبيوض، حتى تفرَّ هاربةً. وهنالك أصواتٌ نشاز، تفرضُ نفسَها بالمكبرات، يهربُ منها الخلقُ جميعاً.
إذن، والحالُ هذه، صارَ من الضروري ابتكارُ أسماءَ لذكور البَعوض والبرغّش والبقّ في اللغة العربية.
دعونا نقترح "باعوض" أو "ناموس" لذكَر البعوض، أي اعتبارَ كلمة "ناموس"، الموجودةِ أصلا، المٰعادلَ الذكريَّ للبعوضة. فكما أن أنثى الحمار أتانٌ، وليس "حمارةٌ" وأنثى الثور بقرةٌ وليس "ثورْةٌ" وأنثى الأسد لبؤةٌ وليس "أسَدةٌ" وأنثى الرجُل امراةٌ وليسَ "رَجُلةٌ"، لماذا لا يكونُ ذكرُ البعوضة ناموساً، أو أنثى الناموس بعوضةً؟!
ونقترحُ "بُرغشٌ" لذكر البَرغش.
ونقترحُ "بُقٌ" (الشبيه لكلمة بُق العامية المصرية وتعني الفم) لذكرِ البَقّ.
وتعالوا نتركُ النقاشَ والتناطحَ والجدلَ والخلافَ والقرارَ بعدم اتخاذ قرارٍ أو باتخاذ قراراتٍ متضاربةٍ، لمجامعِ اللغة العربية، لعلها تستيقظُ من نومِها وعساها تشنُّ علينا ربيعاً لُغوياً، يشبه الخريفَ في كلِّ شيءٍ ما عدا الاسمَ.
فما أكثرَ ما يكونُ الاسمُ نقيضَ المسمّى.
وفي بعضِ اللغاتِ الأفريقية نجد أن مفردَ البعوض هو بالصيغةِ المذكَّرة. وما يدلُّ على ذلك الحكايةُ التي وقعتُ عليها في روايةٍ أفريقيةٍ مترجمةٍ للإنجليزية (أو هي كُتبت بالإنجليزية في الأصل، لا أذكر تحديداً). أتذكرُ من القصة ما يلي:
سألَ الطفلُ أباه: "لماذا يا أبي لا يُصدِرُ الباعوضُ طنيناً إلا حينما يكونُ قربَ الأُذن؟"
فأجاب الأبُ: "جاءَ باعوضٌ (ذكرُ البعوضٍ) أو ناموسٌ إلى الأٰذن وعرضَ عليها الزواج. فرفضتهُ الأذنُ بجفاوةٍ وطردتْه قائلةً: "كيف أتزوجُك أيها الوضيعُ الهزيل، فأنت صغيرٌ نحيف ولن تعيشَ إلا أياماً أو ساعاتٍ معدودة".
"فحزنَ الباعوض/الناموسُ، وصار منذ تلك الأزمانِ القديمة، يحضرُ يومياً إلى الأُذن ويقولُ لها:
"ها أنذا، ما زلت حياً".
"وتأكيداً لفاعليةِ الغياب، الذي يحضرُنا أكثر من حضورِ الحضور، وتذكيراً بدورِ الصمت الحاضر أكثرَ من حضورِ الصوت، ففي الحكايةِ الأفريقية تفاصيلُ غائبةٌ تقول أكثرَ مما يقولُ الكلام الحاضر.
في تفاصيلِ الحكاية، أو في التفاصيلِ الغائبةِ عنها، ما يؤكدُ أن الناموسَ لم يدخلْ في حالةِ إحباطٍ مستديمةٍ ولا في حالةِ اكتئابٍ مزمِنة.
فهو لم يُحاول الانتحارَ مثلاً، بعدَ أن صدتْهُ الأذنُ، لا على خلفيةِ التأمُّل في قضايا وجوديةٍ ولا جراءَ الشعورِ الملحاحٍ بعبثِ الحياة ولا نتيجةَ خيانةٍ أو انتشار النَّتَانةِ في مملكةِ الدنمارك (4). ولم نسمعْ أنَّ ناموساً أو حيّاً من الأحياء، ما عدا ابنَ آدمَ، ألحقَ الأذيَّةَ بنفسِه، جراءَ صدمةِ الحبِّ العاثرِ أو خيبةِ أمل.
ولكي ننصفَ الناموسَ والبعوضَ، فلا نُحمِّلُه وزْرَ غيرِه، ننقلُ حكاية َ الذي لسعتْهُ بعوضةٌ، كانت امتصتْ دمَ جيفةِ ناقةٍ، كانتْ لدغتْها أفعى فقتلتْها. أما الذي لسعتْهُ البعوضةُ في جبينِه، فقد اسودَّ وجهُهُ وانتفخ، وطرحَهُ السمُّ في فراشِهِ دهراً طويلاً، وشفاهُ الدواءُ، لكنَّ وصمةً وتشويهاً لازَمَا وجهَهُ وتركَه الداءُ أقرعَ الرأسِ امرطَ الحاجب.(5)
أما الذي لسَعَ فهو البعوضةُ.
وأما السمُّ فهو من الأفعى.
وأما الحياةُ فمليئةٌ بالسموم التي تُنتجها الأفاعي وينقلُها إلينا الذينَ لا ناقةَ لهم ولا جيفةَ ناقةٍ ولا جَمل.
وما أدرانا، لعلَّ الدَّسَمَ في بعض الأحيان، هو أناسٌ طيبون تجعلُهم سذاجتُهم يشاركون، من حيث لا يدرون، في تطبيقِ مقولة "السمّ في الدَّسَم".
وقانا اللهُ من شرِّ البعْضِ وبعْضِهم
وجعلَ أرضَنا غير َمبعوضَةٍ (6)
وهدانا إلى الاعتبارِ
من الصغار
والكبار
ومن الحياة
والممات،
وأرشدَنا إلى الرؤية والرؤيا
والاستماعِ
والانتفاعِ
بما يتجلى في "رب الأشياءِ الصغيرة" (7).
إضاءات:
1. "بعضُ" تعني جزءا أو واحداً من مجموع. وتعني أيضا اللسعَ والعضّ.
2. الاعتقادُ السائد هو أن اسمَ بابل مشتقٌ من "بلبلة". غيرَ أن المرجّح أنه تحويرٌ لاسم مركَّب هو "باب إيل" أي باب إلهٍ كان يدعى "إيل".
3. سُمي البعوض هكذا، اشتقاقا من فكرة أنه نوعٌ أو "بعضٌ" من أنواع البقّ. هكذا تقول المعاجمُ العربية. أما الناموسُ، الذي سيُذكر لاحقاً، فهو ذكرُ البَعوض وهو يعني، في سياقات أخرى، الماكرَ والخدّاع.
4. إشارةٌ إلى مقولات هاملت الشهيرة في مسرحية "هاملت" لشكسبير، ومنها قولُ ما معناه: ""هنالك شيء نتِنٌ في مملكة الدنمارك"، ومقولة "أن نكون أو لا نكون، تلك هي المسألة". والمقولة الثانية تشكل حجراً أساساً لمجموعة من النظريات الفلسفية والأدبية والنفسية والسياسية، منها التيارات العبثية ومعضلة الانتحار. كذلك تُستخدمٰ كثيرا في الحياة اليومية، خصوصا في مجال النزاعات، بمعاني مختلفة ومتنوعة.
5. حكاية مأخوذة بتصرُّف من كتاب "الحيوان" للجاحظ، دار الهلال، المجلد الثاني، الأجزاء 7-4، صفحة 295.
6. بين ما تعنيه كلمة "بعْض" هوالعضُّ أو اللسعُ من البعوض حينما تقوم بامتصاص الدماء. والمكان المبعوضُ هو الذي يكثرُ فيه البَعوض.
7. الإشارةُ إلى أهمية الالتفات إلى الأمور الصغيرة التي تتشكلُ منها الأمورُ الأكبر، وإلى رواية الكاتبة الهندية أريندهاتي روي، تحت عنىوان "ربُّ الأشياء الصغيرة".