صلة الرحم في رمضان..
تاريخ النشر: 31/07/11 | 5:54صلة الأرحام في شهر رمضان تعتبر من الضروريات التي ينبغي على المسلمين القيام بها، تأكيداً لقول الرسول الكريم (صلى الله عله وسلم) بالإستمرار في صلة الاقارب, نظراً لكونها خطوة حقيقية في إزالة الخلافات وتوطيد الأواصر ودعم الأخوة بين المسلمين, شرع الإسلام الحنيف صلة الأقارب والأرحام, وحث عليها ورغب فيها، وحذر من قطيعة الرحم والهجران لهم، حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في إثره فليصل رحمه”. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :”تعلموا من أنسابكم، ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، ونسأة في الأثر”. وعن عليّ رضي الله عنه قال: “عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من سره أن يمد في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله وليصل رحمه “.
فهذه الأحاديث تؤكد صلة الرحم، وتوجب الأحيان اليهم، والعطف عليهم، كما تفيد أن صلة الرحم من الأعمال الجليلة، التي يحبها الله عز وجل، فيوسع له في رزقه ويمد له في عمره ويدفع عنه ميتة السوء، بمعنى يميته على الإيمان ويختم له بخاتمة السعادة الأبدية.
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: “الإيمان بالله”، قال: “ثم ماذا؟ قال: “صلة الرحم”، قال: “أي الأعمال أبغض إلى الله؟ قال: “الإشراك بالله ثم قطيعة الرحم”. ويجدر بالإنسان المسلم أن يغض الطرف عن هفوات الآخرين وأن يعفو عن زلاتهم، وفي هذا الشهر الكريم ينبغي على الإنسان أن يزيد من إستفغاره، قال تعالى:” وَإسْتَغْفًرً اللَّهَ إًنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحًيمًا”. وقال تعالى:”وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلًمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفًرً اللَّهَ يَجًدً اللَّهَ غَفُورًا رَحًيمًا”.
عن أنس بن مالك قال: “سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: “والذي نفسي بيده ” أو قال: “والذي نفس محمد بيده لو اخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والارض، ثم إستغفرتم الله عز وجل، لغفر لكم، والذي نفس محمد بيده، لو لم تخطئوا لجاء الله عز وجل بقوم يخطئون ثم يستغفرون الله فيغفر لهم”, في صحيح مسلم عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: “لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون فيغفر لهم”. ففي هذه الصلاة الأخوية تقرب العبد إلى ربه بالأعمال الصالحة والعطف على المحتاجين، وصلة الأرحام، وقد إمتن الله على عباده المؤمنين بالجزاء الوفير فجعل الحسنة بعشر أمثالها، أما في شهر رمضان فجعل الحسنة بسبعمائة ضعف، والله يضاعف لمن يشاء . وشهر رمضان هو شهر نزول القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، في ليلة القدر التي فضل الله العبادة فيها على عبادة ألف شهر، وقد نزل الوحي على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وهو في غار حراء في شهر رمضان، بأول آيات القرآن وهو قوله تعالى:”اقْرَأْ بًاسْمً رَبًّكَ الَّذًي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإًنْسَانَ مًنْ عَلَقْ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذًي عَلَّمَ بًالْقَلَمً (4) عَلَّمَ الْإًنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) العلق”.