الحركة الاسلامية تنظم مؤتمرا نسائيا
تاريخ النشر: 01/02/14 | 13:13نظمت إدارة العمل النسائي في الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني، اليوم السبت، مؤتمرًا نسائيًا كبيرا بعنوان " المرأة في الربيع العربي.. ألم.. أمل"، في قاعة "ميس الريم" بقرية عرعرة في المثلث الشمالي، بمشاركة نسائية حاشدة حيث غصّت القاعة بالحضور اللاتي رفعن شعار رابعة مكبّرات نصرة للحرائر في دول الربيع العربي.
واستهل المؤتمر الذي تولت عرافته الأخت سوسن مصاروة، بآيات عطرة من الذكر الحكيم تلتها طالبة حراء بشرى محمد ناطور من قلنسوة. فيما رحّب رئيس المجلس المحلي عارة- عرعرة السيد مضر يونس بالحضور معربا عن سعادته وسروره بهذا الجمع النسائي الكبير حيث قال إن المرأة ليست مجرد زوجة داخل البيت فهي قيم وجدت بكل الامكنة كامرأة عاملة مجاهدة أم ومربية، فهي الأساس وأكثر من الرجل، ومكانتها سبقت بكثير، وهي العماد والأساس للمجتمع والمرأة الصالحة تخرج جيلا صالحيا لبناء مجتمع صحي وسليم.
السيد محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية والذي كان مشاركا في هذا المؤتمر النسائي قال: "إن المرأة لها دور أساسي في بلورة مواقف الأمّة، وفي مراحلها المختلفة، فتاريخنا العربي والاسلامي العريق، الذي شهدت به الأمة مراحل هديدة مرت بكثير من المحن والأزمات والامتحانات وكان للمرأة حتى لو لم يظهر دورها الكبير، كان لها دور هام في بلورة المواقف، اليوم بعد معاناة طويلة مرّت بها الأمّة تحت ظروف معينة، أفقدتها الكثير من القيم والاخلاق والمواقف التي كانت وما زالت فنحن نفتخر بها".
وتابع: "اليوم بدأت مراحل جديدة في تاريخ الأمة العربية والاسلامية هذه المرحلة التي تتميز في دمويتها وعنفها التي تعيشه الأمّة، الا ان مراحلها جديدة تتبلور وتظهر في الأفق، صحيح أن الأمّة تدفع ثمنا باهظا ولكن بدون شك هذا الثمن يستحق لأن الهدف الذي تسعى اليه الأمّة هو هدف كبير ونبيل والهدف النبيل دائما يستحق التضحية وان يكون هناك دوما ثمنا وإن كان داميا، فالمرحلة التي نعيشها يوميا في مظاهرها المؤلمة القاسية، يبدأ دور الأم والمرأة التي تنشئ الجيل الحر الصالح المجاهد، عندما نشاهد المظاهرات في العالم العربي، فإن المرأة تأخذ دورها الكبير في بلورة المستقبل، فضلا عن مشاركاتها القوية في المظاهرات حتى لو كانت تتعرض للأذى على الرغم أنها تدرك ذلك فإنها جريئة لاثبات قوة وصدق مواقفها".
وأكمل قائلا: "استطاعت قوى الشر العالمية ان تتكالب على هذه الأمّة، ونحن عرفنا ذلك سلفا من الحديث الشريف الذي قاله الرسول صلى الله عليه وسلم أن الأمم ستتكالب على هذه الأمّة، وحاولت قوى الشر العالمية ان تحرف مسار الثورات العربية كما نشاهد اليوم الى احتراب داخلي وهذا لم يأت من فراغ وسدى وتداعيات أحداث، إنما هو مخطط له، وبدون شك ان هذه المرحلة ستزول بفضل الموقف الذي يكون للمرأة فيه دور أساسي من تنشئة الجيل الصالح وتربية الأبناء وتربية المجاهدين ولنا في التاريخ عبر كثيرة".
من جهته قال الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني: "لو نظرنا الى التاريخ الاسلامي العربي، والى الحضارة الاسلامية العربية، لوجدنا أنها قامت على تضحيات الرجال الى جانب تضحيات النساء، ومن الطبيعي اليوم ونحن نرى العالم العربي يسعى الى نيل حريته ورفع مظاهر الظلم عن مسيرته وتحرير الوطن العربي من الاستعمار الخارجي أو الداخلي، من الطبيعي ان يكون للمرأة الدور والبطولة والتضحية والنموذج وأن يعلو أسمها في كل العالم، هذا ما بتنا نلاحظة اليوم في مسيرة الربيع العربي".
وأضاف:" عندما نتحدث عن المرأة في الربيع العربي، لا يمكن لنا أن نتجاهل مشهد زحوف النساء في تونس في اليمن، في مصر، وليبيا وسوريا، وهي تقارع الظالمين وتسعى الى ازالة استبدادهم غير مأسوف عليه، من الطبيعي وهي تؤدي هذا الدور أن ينالها الأذى، ولكن هو أذى يرفع من قدرها ودورها وتتألق به، نِعم المرأة لكل نساء الدنيا".
وتطرق الشيخ رائد صلاح الى حال المرأة العربية في بلدان الربيع العربي ساردا أمثلة عدة حيث قال: "قبل أشهر، شاركت في مؤتمر باسطنبول لنصرة أهلنا في سوريا، صُدمت عندما وقفت احدى الناشطات السوريات وأكدت أمام الجميع حتى تلك اللحظات، أن عدد النساء السوريات اللاتي تعرضن للاغتصاب في سجون بشار وزبانيته، وصل الى 500 ألف امرأة. هذا واقع المرأة العربية الآن وهي تحاول أن تجدد العهد مع الشرف العربي ومع الحرية العربية والكرامة العربية وأن تدوس على أي عنوان لاستعمار داخلي أو خارجي".
وزاد: "صدمني جدا وأنا اقرأ نشرة هامة جدا، عن وضع المرأة العربية في سجون المالكي في العراق عندما قرأت على لسان إحدى الأسيرات العراقيات عبر قناة الرافدين أنها هي ومجموعة نساء يتعرضن للاغتصاب في سجون المالكي كل يوم من 6 الى 9 مرات."
وأردف قائلا: "ننظر الى مصر، مصر البطولة والكرامة أم الدنيا، كنانة الاسلام والعروبة، هؤلاء القضاة الذين لا يعرفون من القضاء الى ارتداء ثوب القاضي وهم قضاة السيسي وليسوا قضاة مصر، نجد أن أحدهم لا يتردد على ان يحكم فتيات في عمر الربيع من حركة "7 الصبح" 11 عاما، لرفعهن شعار رابعة، بينما ماذا نقول عمّن قتل 3 الاف شهيد وشهيدة في ميدان رابعة العدوية ؟" قُتلوا وأحرقت جثثهم وداستهم جرافات السيسي".
واشار رئيس الحركة الاسلامية الى تقرير على لسان مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، يشير الى أنه في سجون السيسي تتعرض الاسيرات الفلسطينيات والسوريات الى التحرش الجنسي الدائم من قبل البلطجية السجانين بأوامر السيسي وزبانيته. وقال: "يا للمرأة العربية من يمسح عنها هذا العار، من ينصر شرفها في كل العالم العربي، من يرفع عنها وحشية السجان في سجون الأنظمة الديكتاتورية العربية، من يا عرب؟".
وتحدث الشيخ رائد صلاح الى رواية لنجلة خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين في مصر التي روت تفاصيل زيارتها الى والدها المعتقل في سجون السيسي مع سائر المعتقلين حيث أنها أنها انتظرت حتى تقابل والدها 7 ساعات على أبواب السجون، فلم يتركوا لأبيها ولا لسائر المعتقلين أكلا ولا أدوية ولا ملابس ولا غطاء، ناموا ليلهم بلا طعام بلا شراب بلا ملابس بلا أدوية وبلا غطاء".
وقال: "فهذه الفتاة الشجاعة الحرّة تقول في روايتها " يا أبي يا أخي لا أملك لكم الا ادعاء وأن أقول اللهم أطعمهم وأسقهم وادوهم وتولى أمرهم".
وأكد الشيخ رائد صلاح:" هو صوت المرأة العربية الجريحة التي الآن تنتهك في خدرها على يد بلطجية السيسي وشبيحة بشار وقبضايات المالكي، هي الآن تعيش هذه الآلام، بالله عليكم يا أخواتنا تصوروا أحد قناصة السيسي يتصل بامرأة اسمها علياء يقول لها " لقد قتلنا زوجك برصاصة في عينيه"، ما هو الموقف؟، يا أخواتنا لا تيأسن، فمن المعاناة تولد البطولة، من الصبر يولد النصر، من ظلمة الليل يولد الفجر، من معاناة المرأة العربية سنجدد دور التاريخ والحضارة الاسلامية العربية لتكون قيادة للعالمين لأن كل الارض يستغيث، ليس العالم الاسلامي والعربي فقط، لا تيأسوا لا تهنوا ولا تحزنوا أنتن ان شاء الله هنا في القدس وأكناف القدس، أنتن في كل المواقع الأمة المسلمة والعالم العربي الأمل للمرأة في كل العالم، ولذلك أقول إن أسماء البلتاجي شهيدة رابعة العدوية ستبقى رمزا لحرية المرأة وكرامة المرأة وبطولة المرأة، وتلك الأسيرة الفلسطينية التي كانت في قاعة المحكمة وحُكم عليها بمدّة من السنوات فقال لها رجل المخابرات محاربا نفسيتها "ان اعتذرت سنعيد النظر في مدة الحكم"، فأجابته وهل تنتظر أن أطلب الاعتذار من كلب مثلك؟… الله أكبر وينكم يا رجال تعلموا من النساء".
واختتم كلمته قائلا: تحية لكنّ وتحية للصابرات الشهيدات المعتقلات الأرامل في مصر، وتحية لكل امرأة عربية وكل امرأة مسلمة وفلسطينية، وكما تقول توكل كرمان " أيتها المكافحات في سبيل الحرية بمصر التحية لكن بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، التحية لكن في كل عصر وحين".
هذا وشمل المؤتمر محاضرة للأستاذة ليلى غليون، رئيسة تحرير مجلة إشراقة الأسرية، بعنوان " واقع المرأة في الظروف الراهنة في الدول العربية"، حيث ألقت الضوء على معرفة حقيقة الصراع الدائر الآن في الدول العربية بصورة عامة، ومصر وسوريا بشكل خاصة، مؤكدة ان الصراع الدائر هو على الهوية والقيم والمبادئ.
وقالت: "إن هذا الصراع الذي تقوده الغرب بمساعدة المؤسسة الاسرائيلية، والنظام العالمي الجديد بالولايات المتحدة وأذرعها من جمعيات نسوية ومؤسسات دولية، هو لخلق انسان مسلوخ عن عروبته ودينه وقيمه، ولصياغة المرأة العربية صياغة تتلاءم مع الأجندة الغربية ولتغيير مفهوم الأسرة، اي بصورة عامة تغيير منظومة القيم والثوابت الاسلامية".
وأسهبت غليون بالحديث عن واقع المرأة المصرية والسورية واليمنية في الثورات العربية وكيف قرأت المرأة قراءة الواقع بصورة صحيحة مدركة ان الصراع هو صراع على هويتها فنزلت الميادين ولم تكتف بدور المشجع، بل كان لها دور وقيمة في تغيير الواقع المر لواقع أفضل، حيث شاركت في الميادين والمظاهرات، وكانت عضو فعّال في صنع الثورة ولم تأبه بالاعتقالات ولا السحل ولا القتل".
وأكدت أن المرأة العربية عندما تشارك في المظاهرات فإنها تعلم مخاطر هذه المشاركات من قمع وبطش، لكن ايمانها برسالتها ودورها أعطاها دافع وقوة لتغيير مستقبل أمّتها ولبناء مستقبل جديد نهضوي لأبنائها والأجيال القادمة.
هذا وقدمت الداعية آمنة حجازي محاضرة أخرى بعنوان "دور المرأة في الداخل الفلسطيني"، موضحة معنى الهوية ومركباتها وتعريف الهوية الفلسطينية والمصطلحات المتعلقة بها، كما وأشارى الى دور المؤسسة الاسرائيلية في تهويد أرض فلسطين في الجانب الاجتماعي وخلق أزمة سكانية وحول المرأة العربية، فضلا عن سياسة خلق حالة القتل والعنف في الوسط العربي".
ونوّهت حجازي الى خطورة المصطلحات التي أطلقتها المؤسسة الاسرائيلية على سكان الداخل الفلسطيني والمسميات كأقلية وطن ومستغلة ذلك مسميات كـ" عرب اسرائيل وما شابه ذلك، فهذه كلها مصطلحات خطيرة تشير الى أزمة الهوية وعمق التبعية والتهميش، فنحن في أرضنا وأرض أجدادنا وبيوتنا وممتلكاتنا نواجه تهديدات يومية من المؤسسة الاسرائيلية التي حاولت خلق حالة من السيطرة الاجتماعية على أوطاننا حتى غيرت من واقع الداخل الفلسطيني من خلال البرامج التربوية والثقافية والتي هدفها محو الهوية الثقافية والقومية وقد نجحت المؤسسة في تحقيق جزء من أهدافها من خلال السيطرة النسبية في المجال الاجتماعي والسياسي وقد نجحت خلق حالة من التبعية في المجال الاقتصادي والاجتماعي، وأنتم تعلمون هذا الوقع وتعيشونه يوميا، حيث أن المؤسسة الاسرائيلية لا تزال تحاول تفكيك روابط المجتمع العربي الفلسطيني الاسلامي من خلال هدم النسيج الاجتماعي وتقييد روابط التكافل الاجتماعي وزيادة الانحلال الاخلاقي من خلال نشر مفاهيم مشوهة في المجتمع الفلسطيني."
وأوضحت الى أنه بوادر الأمل رغم كل هذا الألم كان مع ظهور الحركة الاسلامية، ودورها ونشاطها الفعال في التوعية ورفع المعنوية ونشر القيم والأخلاق والمبادئ الرئيسية، في توعية الناس وتجذير أصولها بالأرض والهوية والوطن.
وتحدثت عن دور المرأة في الداخل الفلسطيني، ومبادئ وثوابت وانشاء بالاخلاص والتوكل على الله وتربية الأبناء وتحصينهم وتعميق حبّهم بهذه الأرض التي لا تقبل التجزئة، وعن الاعتزاز بهويتنا وقوميتنا وديننا وأن يكون لدينا الجرأة الكاملة للقول بأننا من فلسطين". متطرقة الى أهمية التواصل مع كآفة أبناء الوطن في الداخل والشتات وتقديم رسائل لأحرار العالم بأنه حان موعد الصحوة والنهوض لارجاع الحق لأهله والتحدث بصوت عال بأننا أهل الحق فأرجعوا الحق لأهله. كما وتطرقت في كلمتها حول أهميّة الااعتزاز بالهوية الفلسطينية والقومية.
وحذرت من دور الجمعيات النسوية وقالت أنها سم في دسم، وتحاول تشويه مفاهيم عند المرأة وتستغل الضعف وعدم الوعي وعدم التعرف على الهوية بالتأثير على المرأة، فهذه الجمعيات بالظاهر تبدو ايجابية، ولكن في الداخل تحمل السموم".
هذا وفي الختام، ألقت العريقة الأخت سوسن مصاروة توصيات المؤتمر اذ قالت:
"أولا: تحية من حرائر فلسطين في الداخل الى حرائر الشام ومصر والعراق وتونس والجزائر واليمن.
ثانيا، الصراع صراع هوية وقيم لذا وجب على المرأة المحافظة على قيمها وهويتها وان تحافظ على شخصيتها وعائلتها لتكون اسلامية.
ثالثا: الحذر من الجمعيات النسوية التي تعمل في بلادنا ومجتمعاتنا وفق أجندة غربية هدفها تغريب المرأة وسلخها عن دورها السامي، فلنكن على حذر من هذه الجمعيات التي تتغلغل في قرانا ومدننا ".
وتابعت: "رابعا، دور المرأة في بناء مجد الامّة لا يقل عن دور الرجل، فكوني قوية شامخة ليكون مجتمعك قويا شامخا كذلك.
خامسا: رسالة الى أزلام الأمم المتحدة وجمعياتها نقول لهم ارفعوا أيديكم عن شرقنا الحبيب، فالمارد الاسلامي في صحوة لن تنجو منه.
سادسا: أعلني هويتك بوضوح وقوة بلا خوف أو وجل وقوليها أنا مسلمة عربية فلسطينية . سابعا: عليك بتربية الابناء على ثوابت القضية الفلسطينية ومعاني الهوية والانتماء والاعتزاز بها.
ثامنا: العمل على طاعة الله عز وجل، والعودة الى منبع العقيدة الصافي لتعود القدس عزيزة الى اسلاميتها وحظيرتها العربية الاسلامية".
يشار الى أن المؤتمر شمل فقرة عرض فيلم قصير بعنوان "مشاهد من الربيع العربي"، اضافة الى فقرة فنيّة بعنوان "زهرات الربيع العربي" قدمتها فرقة زهرات حراء يافة الناصرة بمشاركة كلا من الفتيات: ميمونة خليلية،وردة خليلية،ميسر دبور، امامة خليلية، اسيل عباس، زينب خليية، أمنية العلي، زينت الأحمد ومن كلمات سيرين خليلية.