الاحتلال يرمي تحويل المسجد الأقصى إلى مقدس يهودي
تاريخ النشر: 02/02/14 | 5:00أكد الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، أن الاحتلال الاسرائيلي يستهدف تهويد القدس والمسجد الأقصى، فهو يستهدف الأرض والمقدسات وأنماط الحياة كافة داخل مدينة القدس، مشيرًا إلى أن الاحتلال طرح آخر مخططاته التي يطمع أن يفرضها الآن على المسجد الأقصى، وهو تحويله الى مقدس يهودي فقط.
وقال الشيخ رائد صلاح في مقابلة صحفية نشرتها صحيفة فلسطين: "إن الاحتلال يتعامل كأنه صاحب وجود شرعي في مدينة القدس المحتلة، بتهويده أنماط الحياة كافة داخل المدينة"، وذكر أن سياسة الاقتحامات المتكررة يرمي الاحتلال من ورائها إلى صناعة أجواء احتلالية، لفرض تقسيم المسجد الأقصى زمانيًّا ثم مكانيًّا، وبذلك صناعة أجواء لتحويل كل المسجد الأقصى إلى مقدس يهودي.
وشدد على أن المطلوب الآن هو مخطط إستراتيجي لتعجيل زوال الاحتلال، في مقابل مخطط الاحتلال لتهويد القدس، بين الشيخ صلاح أن الاحتلال ينفذ اليوم تهويدًا كاملًا للقدس؛ لأنه يتعامل معها -أي القدس-على أنها مدينة غير محتلة، وأنه صاحب وجود شرعي فيها، وتابع قائلًا: "ولذلك هو يكرس الآن كل جهوده لتهويد القدس على مراحل، وقد أعلن ذلك، وأكد أنه حتى عام 2020م سيعمل على تهويد القدس القديمة، وحتى عام 2050م سيعمل على تهويد ما يسميه القدس الكبرى".
وبين أن التهويد يستهدف الأرض والمقدسات وأنماط الحياة كافة داخل مدينة القدس، مشيرًا إلى أن الاحتلال طرح آخر مخططاته التي يطمع أن يفرضها الآن على المسجد الأقصى، ونوه إلى أنه بمراجعة هذه المخططات، وما تحمل من خرائط هندسية وشروح يتضح أنه يسعى إلى تحويل كل مساحة المسجد الأقصى المبارك البالغة 144 دونمًا إلى مقدس يهودي فقط، مضيفًا: "وهو يعلن فيها أنه لا يعترف للمسلمين إلا بحق في الجامع القبلي من المسجد الأقصى المبارك".
هدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم:
ولفت الشيخ رائد صلاح النظر إلى أنه يسعى الآن إلى فرض تقسيم زماني ثم مكاني حتى يفرز بقية مساحة المسجد الأقصى لتصبح مقدسًا يهوديًّا، مبينًا أنه يفعل ذلك من أجل أن يعمل بعده على هدم قبة الصخرة، التي تقع في منتصف باحات المسجد الأقصى؛ لبناء هيكله المزعوم على أنقاضها.
وقال الشيخ صلاح: "إنني لا أتحدث بلهجة المحلل، ولكن هذا مكتوب وواضح في مخطط الاحتلال"، مؤكدًا أن هذا المخطط محل إجماع كل مركبات الاحتلال السياسية والأمنية والدينية والشعبية.
وبالحديث عن تأثير مخطط وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في القضية الفلسطينية والقدس، علق بقوله: "هو يسعى إلى إدخال القدس والمسجد الأقصى في صفقته المشؤومة، التي يحاول أن يفرضها على شعبنا الفلسطيني"، وأضاف: "إنه من الواضح لكل عاقل أن كيري يحاول أن يبتز الطرف الفلسطيني ليحصل منه على موافقة على مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية، واعتراف بـ"يهودية الدولة"، وموافقة على تحويل حق العودة إلى حق فردي، بمعنى القضاء على حق العودة قضاء مبرمًا، وموافقة على إخراج قضية القدس والأقصى من أية مفاوضات تجرى حاليًّا أو مستقبلًا، وكأن قضية القدس أصبحت خارج الصراع الفلسطيني- الصهيوني".
أجواء احتلالية :
وبالإشارة إلى الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى بين أن هذه الاقتحامات المتكررة ترمي إلى صناعة أجواء احتلالية؛ لفرض تقسيم المسجد الأقصى زمانيًّا ثم مكانيًّا، ومن بعدها صناعة أجواء لتحويل كل المسجد الأقصى إلى مقدس يهودي، ما عدا الجامع القبلي، وبناء الهيكل المزعوم على أنقاض قبة الصخرة"، لافتًا النظر إلى أن الاقتحامات قد تبدو من عشرات الأفراد من أبناء الاحتلال، ولكنها تحمل خطرًا كبيرًّا جدًّا.
وتطرق إلى شرح معاناة المصلين الذين يتوجهون إلى المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أن المعاناة تزداد يومًا بعد يوم، وباتت تقع على الرجال والنساء دون استثناء، وهي معاناة لها مشاهد كثيرة، قائلًا: "فهناك من الأهل من بات ممنوعًا من دخول القدس والمسجد الأقصى، ومن يلحق به الأذى الذي قد يصل إلى الضرب المبرح، من الرجال أو النساء، أو الصعق بأدوات كهربائية حديثة قد تترك بعضًا يجد نفسه على سرير المرض في المشفى"، ومن هذه المضايقات، تبعًا لقول رئيس الحركة الإسلامية- أن الاحتلال بدأ يتعامل بجنون هستيري واعتقالات هستيرية للكثير من الأهل، خاصة طلاب وطالبات مشروع مصاطب العلم في المسجد الأقصى، وكأنه يحاول أن يصنع أجواء تخويف.
وأرجع سياسة الاحتلال هذه إلى رغبته بتنفير الفلسطينيين من قضية شد الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط فيه، قائلًا: "إن أهلنا باتوا مهددين في لقمة طعامهم، ومهددين باستدعائهم إلى مكاتب المخابرات، والتحقيق معهم بلغة تهديد ووعيد، ومحاولة قذف الرعب في داخلهم؛ من أجل قطع علاقتهم بالمسجد الأقصى".
وشدد الشيخ رائد صلاح على أن الاحتلال يحاول أن يتخذ كل وسيلة إرهابية؛ من أجل تفريغ المسجد الأقصى من أهله؛ ليبقى المسجد وحيدًا، وكي يتصرف بالمسجد الأقصى وفق مخططاته المشؤومة.
ولفت النظر إلى أن المسجد الأقصى رسميًّا في عهدة وزارة الأوقاف الأردنية، ولكن من ناحية الواجب الإسلامي الديني المسجد الأقصى كان – ولا يزال- في عهدة كل الأمة الإسلامية والعالم العربي والشعب الفلسطيني حتى قيام الساعة"، مضيفًا: "وقلتها ولا أتردد في تكرارها: نحن إن متنا ولا تزال القدس والمسجد الأقصى تحت الاحتلال أخشى أن نموت آثمين".
مضايقات لكسر الإرادة:
وفيما يتعلق بالمضايقات للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني نوه الشيخ صلاح إلى أنها مازالت تعاني المطاردة المستمرة من الأذرع الأمنية للاحتلال، وأن هذه المطاردة لها عدة أساليب، مشيرًا إلى وجود محاولات لإغلاق المؤسسات التابعة للحركة الإسلامية، وأنه حتى الآن أغلق عشرات المؤسسات لها.
وتابع: "ولا تزال تشن هذه الأذرع بين المدة والأخرى حملة اعتقالات لأبناء الحركة، وفي آخر مرة كان هناك اعتقال لمجموعة من العاملين في مشروع مصاطب العلم، وظلوا في السجن مدة دون توجيه تهم إليهم، والآن توجه إليهم تهم، ليحاكمهم قضاء الاحتلال".
ومن مظاهر مطاردة الحركة محاولة منع الكثير من دخول القدس أو المسجد الأقصى، وفق قول الشيخ صلاح الذي أضاف: "وعلى سبيل المثال: أنا ممنوع من دخول القدس مدة نصف عام، وممنوع من دخول المسجد الأقصى من عام 2007م حتى الآن".
وذكر من ضمن المضايقات محاولة التضييق على حافلات البيارق التي تسير يوميًّا بالأهل من الداخل الفلسطيني المحتل إلى المسجد الأقصى المبارك؛ لمحاولة كسر هذا المشروع وإفشاله، مشددًا على أن كل هذه الأساليب الرديئة التي يقوم بها الاحتلال لن تكسر إرادة الانتصار لقضية القدس والمسجد الأقصى.
تلاحم الجميع:
وأما عن المطلوب لنصرة قضية القدس والمسجد الأقصى فأكد أن المطلوب ثابت ولا يمكن أن يتغير، وهو أن تلتحم الأمة المسلمة والعالم العربي والشعب الفلسطيني في موقف واحد وصف واحد وإرادة واحدة لنصرة القدس والأقصى، ووضع مخطط إستراتيجي لتعجيل زوال الاحتلال، في مقابل مخطط الاحتلال الذي يسعى إلى التعجيل بتهويد القدس، وبناء هيكل مزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك.
وختم رئيس الحركة الإسلامية بقوله: "أؤكد أننا في قضية القدس منتصرون، إن شاء الله، بوعد الله، ومبشرات القرآن الكريم، ومبشرات الرسول (عليه الصلاة والسلام)، وبسنن التاريخ التي هي مظهر من سنن الله (تعالى) مع الظالمين".