آفة السهــر في رمـضـان
تاريخ النشر: 31/07/11 | 4:35هذه آفة من الآفات التي يبتلي بها كثير من المسلمين في رمضان خاصة وهي كثرة السهر. فمنهم من يسهر على لهو محرم وألعاب يزعمون أنها مسلية لكنها تضيع الوقت وتفني العمر, وبالتاكيد وقت المسلم ثمين, إن كان في رمضان أو غيره, لأن الإنسان مسؤؤل عن عمره يوم القيامة, فبسبب السهر تضيع الفرائض و تتأخر عن وقتها, وتكون بدون خشوع بسبب الإعياء الشديد الذي يجعله يصارع النعاس, ولا يفقه المسلم من صلاته شيئا, وبعض الناس يصلي الفجر في جماعة, ثم يذهب إلى النوم ولا يستيقظ إلا قبيل صلاة المغرب (الإفطار), وبذلك فوّت على نفسه ما قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “اللهم بارك لأمتي في بكورها ” وفوّت على نفسه الجلوس لذكر الله بعد الفجر إلى طلوع الشمس, وفوّت كذلك على نفسه بسبب السهر أداء سنة الضحى وهي صلاة الأوابين, قال عليه افضل الصلاة والسلام: “يصبح على كل سلامى من احدكم صدقة, فكل تسبيحة صدقة, وكل تحميدة صدقة, وكل تكبيرة صدقة, والأمر بالمعروف صدقة, والنهي عن المنكر صدقة, ويجزىء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى”.
بعض الناس يظن أن إذا نام في نهار رمضان يكون قد قطع مشقة الصوم, لكنه بذلك لا يعلم أنه فقد لذّة الصيام, ولا يشعر بالحكمة من مشروعيته, بأن يشعر الغني بالجوع, ليتذكر اخاه الفقير, ويذكر نعمة مولاه تعالى عليه بالطعام والشراب التي يتمتع بها طيلة العام, ثم تحجب عنه في هذه الأيام القليلة فقط ويفوت علية الكثير من خير رمضان ومجاهدتة, فلا بد أن يجعل الشخص لنفسه جزءا من الليل ينام فيه لأن نوم الليل ليس كنوم النهار, وعلى كل إنسان أن يلتزم بالوقت الكافي لنوم يستيقظ بعده لصلاة الفجر نشيطا, فمن إبتلي بالسهر, عليه أن يعمل جاهدا للتخلص من هذه العادة, بطلب العون من الله تعالى, ومحاولة تعويد النفس على النوم مبكراً, فإن النفس إذا عوّدت, إعتادت, وتأقلمت على الطبع.
ومن بعض وسائل التعويد على النوم مبكرا: الإبتعاد عن الهاتف وأجهزة الاعلام, الإبتعاد عن التجمعات إلا إذا كانت ذات فائدة أو حاجة داعية إليها, لأن الإنسان ينشط للسهر عند وجود آخرين, فلا يستطيع النوم من أجل محادثتهم ومسامرتهم, فلو أن إنسانا سهر على تلاوة القرآن ونام عن الصلاة, فإن سهره هذا حراما!, فكيف بالذي يسهر على معصية الله وينام عن طاعة الله؟!.
إن شهر رمضان شهر عبادة وطاعة, لا مجال فيه للمسلم الجاد أن يقضي الليل في اللهو والسهر الفارغ الطويل, حتى إذا ما قارب طلوع الفجر وغشيه النعاس تناول لقيمات واوى الى فراشه, وغط في نوم عميق وقد لا يصحو لأداء صلاة الفجر,
فالمسلم التَّقي الواعي لتعاليم دينه يعود من صلاة التراويح فلا يطيل السهر, لأنه سيستيقظ بعد ساعات قليلة لقيام الليل, ويتناول السحور ثم يذهب إلى المسجد لأداء صلاة الفجر.
عدى عن الناحية الدينية للموضوع فإن الجسم في الليل خلال النوم يفرز هرمونات ضرورية للجسم ونموه وإكتماله, وهذه الهرمونات لا تفرز خلال اليوم, فلهذا يشعر الانسان بعد فتره بالضعف, فإذا إختل التوازن في النوم يمسي هناك خلل في الجسم.