مضايقات لطلاب جامعة مصاطب العلم بالأقصى
تاريخ النشر: 03/02/14 | 9:00حربُ الوجود في المدينة المقدسة تقترب من ذروتها يوما إثر آخر، ليشكل الاعتداء على مصاطب العلم وحلقاته هذه المرة شكلاً قبيحًا يكشف محاولات الاحتلال لسلخ أصحاب الأرض عن أرضهم، وتفكيك معاني الوجود في نفوسهم.
مدرس اللغة العربية المتقاعد من مصاطب العلم، موسى أبو دويح، يروي المضايقات اليومية من قوات الاحتلال، والتي تبدأ باقتحام المستوطنين لساحات المسجد الأقصى من شروق الشمس حتى الظهيرة، وتكون على شكل جماعات تصل لأكثر من 50 فرداً من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، لتأدية طقوس تلمودية هم في الأصل ممنوعون من تأديتها داخل الساحات.
الهدف الرئيسي من وجود الطلاب في ساحات المسجد هو الرباط وإظهار أن المكان عامر بالمسلمين"، هذا ما قاله أبو دويح في حديثه عن مشروع "جامعة مصاطب العلم"، والذي أوجدته مؤسسة عمارة الأقصى.
وتضم هذه المصاطب طلاب علم من الجنسين ومن كافة الفئات العمرية، وطالبات يتعلمن تجويد القرآن الكريم وتفسيره، بالإضافة إلى تعلم الحديث والفقه واللغة العربية، والتاريخ الإسلامي الخاص بالمسجد الأقصى.
جامعة القدس المفتوحة، عززت بدورها القيمة العلمية لهذه المصاطب، من خلال تواصلها مع القائمين عليها لتسجيل الطلبة المرابطين، والذين وصل عددهم قرابة المائة طالب وطالبة، تقدموا بامتحان قبول وحازوا فيه على نتائج وُصفت بالرائعة، وفقا لأبو دويح.
هبه سيوري (19) عاما، وهي إحدى طالبات جامعة مصاطب العلم في المسجد الاقصى، تروي طريقة التحاقها بالمصاطب، قائلة إن مؤسسة عمارة الأقصى استدعتها للدراسة هناك، مقدمة لها منحة مالية تضمنت الأقساط وكتب مجانية، على أن يكون التزامها بالدوام في ساحات المسجد الأقصى.
وتبدو فكرة "جامعة مصاطب العلم" أكثر جمالاً وجاذبية قياساً بالجامعات العادية، وهو ما تؤكده مريم الطالبة في تخصص التربية، والتي أشادت بالمساقات غير المتوفرة رسميا في برامج الجامعات الأخرى، كتحفيظ القرآن الكريم والتجويد وغيرها.
"قوات الإحتلال تصادر هوياتنا على الأبواب وتمنعنا من الدخول"، قالت هبه بنبرة حزينة، مستذكرة مصادرة الاحتلال هويتها وإرسالها إلى مركز القشلة، وانتظارها لأكثر من خمس ساعات قبل استلامها؛ منوهة في الوقت ذاته لاستفزازات عصابات المستوطنين خلال أدائهم طقوسهم التلمودية في ساحات المسجد.
ويؤكد مدير مؤسسة عمارة الأقصى د. حكمة نعامنة أن المشروع هو محاولة علمية واستراتيجية لإحياء مصاطب العلم، وإعادة الدور الريادي للمسجد الأقصى في الجانب العلمي.
ويضيف، "لقد سعينا لأخذ اعترافات من جامعات كثيرة، وتم الاتفاق مع بعض الجامعات كالقدس المفتوحة وغيرها، فجامعة مصاطب العلم شروط القبول فيها شبيهةٌ بالجامعات الأخرى، أن يكون ناجحاً في الثانوية العامة في معدل لا يقل عن الستين".
ويوضح، "اخترنا أربعة تخصصات، التربية، اللغة العربية، علم الإجتماع، الاجتماعيات، وفي هذا المشروع يعمل ثمانية مدرسين ومدرسات".
ويشرح نعامنة مضايقات الاحتلال للمشروع وطلابه والقائمين عليه، من خلال الإبعادات والإرهاب النفسي والجسدي للطلاب والمدرسين واعتقال العشرات منهم خلال شهر واحد، بالإضافة لمنع أكثر من نصف موظفي المؤسسة من دخول الأقصى.
ويتوسع نطاق اعتداءات الاحتلال ليشمل مقتنيات المؤسسة أيضا، وآخر هذه الاعتداءات كان اقتحام مبناها في الناصرة ومصادرة أرشيفه وأجهزته ووثائقه، دون أن تتمكن المؤسسة من استردادها حتى الآن، عدا عن إغلاق مكتب المؤسسة في القدس وتهديد القائمين عليه بشكل مباشر.
ويختم نعامنة، "نحن في صراع بين الحق والباطل، ولنا أحقية مطلقة في الأقصى، وأحقية في أن نكون ونصلي ونتعلم، فنحن نخرج طلابنا بشهادات البكالوريوس ليكونوا دعاة و سفراء للأقصى، ونأمل بالحصول على اعترافات جامعات أكبر في جميع العالم، وبناء جامعة خاصة لنا كمصاطب علم".