أم أمير المؤمنين عبد الرحمن الناصر
تاريخ النشر: 15/02/17 | 7:08ومع هذه الشخصية يدور بنا التاريخ ويحط ركابه على أرض حبيبة سادها الإسلام ثمانية قرون ، كانت فيها من أكثر حضارات العالم تقدماً ورقياً نحن الآن عبر صفحات التاريخ في الأندلس مع شخصية فريدة هي أم الملك عبد الرحمن الناصر .
لقد ساد الإسلام تلك الديار الأندلسية وأقامت فيها بني أمية خلافة إسلامية وكان من أشهر خلفائهم أمير المؤمنين عبد الرحمن الناصر الذي نشأ يتيماً وتربى في حجر أمه الفاضلة التي لم يذكر التاريخ اسمها ولكنه لم يغفل دورها والتأكيد على أنها هي السبب الأول الذي جعل ولدها يحتل تلك المكانة .
فقد كان عبد الرحمن الناصر والياً على الأندلس تولى حكمها في فترة تميد بالفتن وتشرق بالدماء . فما لبث أن قرت له وخضعت ثم خرج في طليعة جنده فافتتح سبعين حصناً في غزوة واحدة ثم أمعن بعد ذلك في قلب فرنسا وتغلغل في أحشاء سويسرا وضم أطراف إيطاليا ، حتى ريض كل أولئك له وخضعوا ورجعوا لبأسه فكان أعظم أمراء بني أمية في الأندلس . حكم مدة خمسين سنة وستة أشهر وبعدها كانت قرطبة إمارة أصبحت مقر خلافة يحتكم إليها عواهل أوروبا وملوكها ويختلف إلى معاهدها علماء الأمم وفلاسفتها .
ولقد كان سر هذا التمكن من ذلك الخليفة هي الأم الخالدة التي ربت ولدها يتيماً بعد مقتل والده وعمره واحد وعشرون يوماً ، فتفردت أمه بتربيته وإيداع سر الكمال وروح السمو وعلو الهمة في ذات نفسه فكان خير أمير عرفته الأندلس .
وهكذا دائماً كانت الأم المسلمة سبباً في دفع أولادهن وبناتهن إلى علو الهمة وعدم الرضا بالدون من الأمور . فخرجت لنا عبر صفحات التاريخ المجاهد والملك العادل والصابر المحتسب والمؤمن التقي ، وخرجت لنا خلفاء سادوا بلاد الغرب وخضعت لسلطانهم . فهل تعود تلك الأم المسلمة إلى صفحات التاريخ لتخرج لنا أمثال الزبير بن العوام وأمثال عمر بن عبد العزيز وأمثال عبد الرحمن الناصر ؟ نسأل الله أن يمن على أمته برجال يعيدوا للإسلام أمجاده السابقة .
بقلم : محمود عبد السلام ياسين
اللهم آمين