ملأتُ كؤوسَ الزَّمانِ عِتابًا
تاريخ النشر: 06/02/17 | 6:23لأجل المبادىءِ أسمَى القيَمْ == قطعتُ الفدافدَ .. ما من سأمْ
طموحي أعانقُ مجدَ الخلودِ == وغيريَ يسعَى وراءَ العَدَمْ
وفلسفتي … فالخلاصُ بربٍّ == وليسَ الملاذُ بمالٍ يُذَمْ
ملأتُ كؤوسَ الزَّمانِ عتابا == رَشَفتُ كؤوسَ الحياةِ ألمْ
تمرُّ السنونُ وتبكي الليالي == وجرحُكَ يا قلبُ لم يلتئِمْ
حرامٌ على العينِ طعمُ السُّهادِ == حرامٌ على القلبِ أن يبتسمْ
وكانت جناني مزارَ العذارى == وكانت حقولي مطافَ الدِّيَمْ
غدوتُ المثالَ لكلِّ كفاح ٍ == وسعيي المُباركُ نحوَ القمَمْ
كمثلِ الشُّموع ِ أضيءُ لغيري == وفكري ينيرُ طريقَ الأمَمْ
وشعري يُحرِّكُ كلَّ ضميرٍ == وَيُنطقُ شعريَ حتى الصَّنمْ
ودربُ الخلاصِ لصَعبٌ عصيبٌ == عليهِ أسيرُ وما من سأمْ
أعيشُ غريبا بدنيا الطغاةِ == وتنبحُ حوليَ تلكَ الطّغَمْ
وصارَ السَّفيهُ مثالَ المعالي == ويتبَعُهُ الكلُّ مثلَ الغنمْ
وقد سادَ كلُّ لئيمٍ خسيسٍ == وكم ألّهُوا في الدُّنى من صَنمْ
منَ النورِ جئتُ لدنيا الفناءِ == عليها التناحرُ منذ القدَمْ
سأبقى على شفةِ الدَّهرِ رفضًا == لدمع الأسى والشَّجى المُضطرَمْ
حملتُ صليبيَ من ربعِ قرنٍ == أعانقُ حُلمي وأذكي الهمَمْ
وإنِّي أتوقُ لفجرِ الخلاصِ == بربِّي إلهي تزولُ الظّلمْ
أغنِّي الحياةَ ، ورغمَ الجراح ِ== نثرتُ الورودَ وأحلى نغمْ
وَخُضتُ الحُتوفَ ونارَ الرَّزايا == بوجهِ الطغاةِ رفعتُ العلمْ
وَهيهات يرتاحُ أو يستكينُ == ضميرٌ تلظّى بنارٍ وَدَمْ
ضميرٌ تعمَّدَ في كلِّ هولٍ == وَحُبُّ العدالةِ فيهِ ارتسَمْ
ويسعَى لعيشٍ كريمٍ شريفٍ == لفجرٍ بهيٍّ تسودُ القيَمْ
يُعانقُ سحرَ جمالِ الوجودِ == وينشرُ في الكونِ أذكى نسَمْ
شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل