لِقاءُ عاشِقي "عناة"
تاريخ النشر: 03/02/14 | 22:55كانَ ذلِكَ ذاتَ يَوْمٍ في مَساءِ الأوَّلِ مِنْ شُباط شِبْهِ الرَّبيعِيِّ،
يَوْمٍ عَرَفَ أوانَ بَدْءِ تَفَتُّحِ زَهْرِ الْلَوْزِ، جليليِّ الْمَلامِحِ المُلَوَّنة،
فيهِ التَقى عاشِقوا "عناة"، الإلهَة كَنْعانيَّةِ الْجُذور،
الْعاشِقونَ الحالِمون بتَواصُلِ فَرِحٍ وواعِدٍ لِلإخْوَة الصَّحْبِ، أبناءِ أمِّهِم،
حاضِني الوَتَرِ العازِفِ، أصحابِ عَيْنِ وعَقلٍ راصِديْن،
الْمُمْسِكين بريشَةِ رَسّامٍ وإزْميلِ نَحّاتٍ
وَذَوي قَلَمِ مُشْهَرٍ بَحْثًا عَمّا هُوَ إنْسانِيٌّ وعَيْشٌ كَريم.
كانَ ذاكَ اللِّقاءُ غَرِدًا،
فَرِحًا وَمُشَجِّعا في مُنْتَزَهٍ "أنْدَلُسِيٍّ" أنْعَشَ ذاكِرَتي مَشْحونَةِ القلَق،
فَشُبِّهَ لي، لَحْظَةَ سرح النَّظَرُ بي بَعيدا، أنّي امْتَطيْتُ جَناحَيْ سَرْدوكِ الطّائر
أتَفَقَّدُ مُنْحَياتِ وِدْيان، "كالْوادي الكَبيرْ"، لأطِلَّ عَلي شَقيقَةِ "قُرْطُبَة"
"الأميرةِ النّائِمَة" في حَقْلِ شَوْكٍ عِنْدَ بُحَيْرَةِ الْجَليل،
عَلَّها تَسْتَيْقِظُ، فَنَنْهَضُ مِنْ كَبْوَتِنا الْموجِعة.
وَفيما بَقيتُ طَويلاً أبحَثُ عنْ تِلْكَ "الأميرة النائمة" العاشِقَةِ المَعْشوقة
أهيمُ على وَجْهي مُوَزَّعَ الأحاسيس
بَيْنَ وَتَرِ عودٍ، جَميلِ الْعَزْف، وَحِوارِ صَحْبٍ عَمّا نَحْنُ فيه،
أحْسَسْتُ لَحْظَتَها أنَّ عُيونَ صَحْبٍ
باتَتْ تَبْحَثُ في صَخَبٍ عَنْ أفُقٍ حَياتِيٍّ مُشْرَعِ النَّوافِذ،